الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نسابق الزمن فى تصنيع الدواء ومساعدة الأشقاء

نسابق الزمن فى تصنيع الدواء ومساعدة الأشقاء

استكمالًا لتوجيهات الرئيس السيسى فيما يخص الصحة العامة لعموم الشعب المصرى، جاء توقيع اتفاقية تصنيع لقاح كورونا فى مصر ليؤكد أن الدولة المصرية لا تدّخر جهدًا فى الاهتمام بملف الصحة، وهذا ما سبق أن اتضح عندما وجه الرئيس بمنح لقاح كورونا مجانًا وقت انتشار الموجة الأولى للفيروس، والآن جاء الدور لتصنيع اللقاح وتوفيره للمواطنين حتى نقضى على هذا الفيروس الذى زلزل العالم كخطوة أولى، وثانيًا لنجعل من مصر مركزًا لتصنيع اللقاحات للدول الإفريقية، ولذا جاء دعم الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) بـ750 مليون جنيه حتى تواكب معامل الشركة وخطوط إنتاجها مثيلتها فى الدول الكبرى، وبالفعل وصلت إلى مصر الدفعة الأولى من المادة الخام بإجمالى 1400 لتر تكفى لتصنيع حوالى مليونى جرعة من اللقاح، مما يعد يومًا تاريخيًا وفارقًا فى تاريخ مصر الطبى للقضاء على هذا الفيروس، كما تم الاتفاق مع الجانب الصينى (الطرف الثانى فى الاتفاقية) على استمرار تواجد الخبراء الصينيين حتى ميعاد طرح الدفعة الأولى من اللقاح المصنع فى سوق العلاج المصري نهاية شهر يونيو القادم، الأمر المحبب للنفس ولكل مصرى أن خطة مواجهة الفيروس وإنتاج اللقاح لن تنتهى بتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللقاح داخليًا؛ بل ستمدد إلى العمل على تصدير اللقاح للأسواق الخارجية وتحديدًا للدول الإفريقية الشقيقة، وهذا ما يعد خطوة جيدة من مصر تسعى من خلالها لمساعدة دول القارة الصديقة، وفى الوقت نفسه تعيد لها هيبتها وقدرتها فى استعادة دورها الرئيسى داخل القارة، الذى تأثر فى وقت سابق نتيجة لتغيُّر بعض الظروف والأحداث التى شهدتها القارة.. والأجمل أن اتفاقية التصنيع التى تم توقيعها مع الجانب الصينى، سيعقبها توقيع اتفاقية تصنيع أخرى مع إحدى الشركات العملاقة فى مجال تصنيع اللقاحات، وتقريبًا انتهت المفاوضات المالية والفنية للوصول إلى مرحلة التصنيع.



بالمناسبة اتفاقيات تصنيع اللقاحات لمن لا يعرف لن تقتصر على فيروس كورونا فقط، بل سيكون هناك توسُّع فى تصنيع لقاحات أخرى يأتى فى مقدمتها أمراض الأورام بأنواعها المختلفة، وتأكد هذا عندما وجه الرئيس بضرورة توطين صناعة أدوية الأورام والمناعة وقت افتتاحه مدينة الدواء الجديدة، مطالبًا بضرورة تشجيع شركات القطاع الخاص فى مصر على ذلك أو شركات قطاع الأعمال بعد أن أعطتنا جائحة كورونا دروسًا كبيرة، وهذا أيضًا ما أكده مستشار الرئيس للشئون الصحية دكتور عوض تاج الدين عندما قال وقت افتتاح المدينة: إن مصر دولة كبيرة وتعد بوابة للدول العربية والإفريقية وتمتلك كوادر بشرية كبيرة ذات صفات عالية من المهارة، فإن التحالف معها من قبل الدول الكبرى أمر حتمى، ولهذا بدأت الدراسات لصناعة البلازما ومستحضرات الأورام ومثبطات المناعة وصناعة الأنسولين ومستحضرات الهرمونات التى تهدف إلى تصنيع الخامات الدولية لأدوية الأورام فى مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمساهمة فى إنقاذ حياة العديد من المواطنين، من هنا يتضح للقريب والبعيد أن ضخ الأموال فى مشاريع الصحة والعلاج، غرضه الأساسى الحفاظ والعناية بصحة المواطنين وتوفير سُبُل العلاج لهم ولأسرهم، وفى الوقت نفسه توفير للعملة الصعبة التى كانت ترصد لشراء هذه الأدوية من الخارج للاستفادة منها فى مجالات أخرى، بخلاف فتح مجال للاستثمار فى مشروعات القطاع الطبى وتشغيل أيدٍ عاملة مصرية، أمور جميعها تصب فى مصلحة الوطن والمواطن، ولكن يبقى فى النهاية الحقيقة المؤكدة أن هناك اهتمامًا على أن الوطن يسير فى طريقه الصحيح لبناء مواطن مصرى جديد قادر على مواجهة كل التحديات، حتى ولو كان من بينها فيروس أو خلافه.