السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قراءة فى رحلة الدم - القتلة الأوائل - لإبراهيم عيسى "الحلقة الثالثة".. كيف نجح دهاء عمرو بن العاص في إسقاط حصن بابليون بعد إجبار "المقوقس" على التفاوض؟

بمهارة الروائى الملم بكل التفاصيل، يبهرنا إبراهيم عيسى كلما تعمقنا فى قراءة رائعته «القتلة الأوائل»؛ بجزأيها «رحلة الدم» و«حروب الرحماء»، لنعيش وسط الصراعات والفتوحات، ونجلس فى مقعد المُحكِّمين أمام الوقائع التاريخية المصيرية والمفصلية بالتاريخ الإسلامى، بروعة فى الوصف تنقل لنا الحدث صوتًا وصورةً، لنصبح جزءًا منه، نتفاعل معه ونتجادل حوله، ليكوّن كل منا قناعته الخاصة، بعد نظرة شاملة وكاملة للأحداث، بلا اجتزاء ولا افتراء.



يستمر إبراهيم عيسى فى إبداعه المتفرد، بالجزء الأول من رائعته «القتلة الأوائل»، ليصف فى «رحلة الدم» محطات الفتح الإسلامى مصر ببراعة، لا يترك شاردة أو واردة فى سرده، كأنه كان واحدًا من الفاتحين، تراه يتعمق فى كل مشهد، لا يغفل صوت جندى ولا صيحة قائد ولا صهيل خيل ولا صليل سيف، ينقل الصورة بتشبيهات بلاغية بديعة، ذاكرًا جل ما يدور فى ساحات المعارك وحتى نفوس المقاتلين.

تسليم بابليون

يسرد إبراهيم عيسى تفاصيل تسليم حصن بابليون، وكيف كان المقوقس مكسورًا بفشله مع القبط وبغربته فى حكمه، وهو لم يكن يومًا محلًا لهجوم ولا حرب، بل كان دائمًا ملحقًا بالجيش الغازى الذى يملى شروطه، وأصبح مأخوذًا بسكوت روما وعدم إسراعها بدعمه. لكن كان الأمر الأهم أن روما نفسها مشغولة بنفسها، فما يصل المقوقس أن هرقل مريض والصراع على وراثته يدمى بلاط قصر القيصر.

أمام الحصن.. «وقف الزبير يزأر فى الجنود الذين تحلقوا حول عمرو بن العاص. كان يخاطبهم لا يخاطبه، وكان يستحثهم لا يطلب إذنه، فلم يكن لابن العاص أن يأبى إذنه أو أن ينتظر الزبير استئذانه. ثم فى غضبة صارمة متوعدة قال:

• لن ننتظر مفاوضاتك أكثر من هذا وقتًا وزمنًا يا ابن العاص، هذا السور لى.

كانوا قد انتهوا من صلاة الفجر وصلصلة السيوف والرماح ترتع فى صمت هذا النهار الربيعى، حيث نسائم باردة تمتص حر الروح وترطب لسع جلد الجسد، ورائحة ورود تفوح من زروع الجزيرة التى يتصدرها هذا الحصن الحائل الحاجز نصر المسلمين. كانت خطبة الزبير المجلجلة قد فقدت أثرها على ملامح ابن العاص الهادئة، لكنه لم يمانع أو يمنع هذا التجمع الذى بدا مستعدًا ومهيأً حول الزبير، وقد رفعت أكتاف وسواعد سلمًا خشبيًا طويلًا ومربوطة درجاته العريضة بحبال من الخيش والكتان، بينما التكبير حوله ووراءه من الوجوه والأفواه يعلو من صوت حنجرة متطوعة ومتحمسة ينتقل إلى حناجز متآزرة ومتشجعة، وجدوا الزبير وقد أمسك بالسلم بيديه من أول درجاته فوق أكتاف الجند وهرول بهم ناحية سور الحصن يرفعونه فوق رؤوسهم تفاديًا لإطلاق السهام ورمى الحجارة من صحون المنجنيق، وإن كانت أصواتهم قد خفتت ثم تحولت همهمة، ثم لم يسمع أى ممن ظل من الجند والقادة مع ابن العاص فوق تبة حجرية عند المعسكر إلا صدى لهاث طليعة الجند المتحمسين وأنفاسهم، فقد أمرهم الزبير بالصمت حتى لا يتسمع الروم منهم حسًا فينتبهوا فى غبشة الصبح للهجوم. كانت نظرات صالح القبطى معلقة بابن العاص الذى لم تظهر عليه أى رغبة فى نصح أحد بالتمهل، وسط استغراب صالح الذى لم يتراجع حين رأى ابن عديس وكنانة وسودان وجبلة يندفعون مع الزبير رافعين للسلم، رغم أنهم كانوا بصحبته قبيل الفجر ووصلهم ما أوصله لهم همسًا وسرًا. فجأة سرت رعشة قلق حين علا صوت من خلفهم، التفتوا فرأوا شرحبيل مدفعًا بعدد من جند قبيلته يحمل سلمًا خشبيًا هو الآخر ويكبر لاحقًا بالزبير.

التفت صالح للجنود المتدفقين، متمنيًا أن يكون هذا السلم مفاجأتهم الأخيرة، فالسلمان كانا من غنائم الجيش التى خلفها هروب الروم من هليوبوليس. وضع الجند السلم على حائط السور بعيدًا عن برج الحراسة، وفى أضيق فجوة فى الخندق المحفور حول الحصن. وكان ماء النيل قد جف فيه من غيض الفيضان، وتراجعت المياه، فملأ الروم الخندق سبائك من حديد مدبب، لكنه لم يعطل السلم ولا قفز الجنود وعبورهم فوقه، ينظرون تحتهم إلى الخندق وقد نحرت حوافه التى اكتست بخضرة مسودة إثر انسحاب الماء. كان الزبير يضع قدمه على درجة السلم الأولى وهو يطلب من الله أن تكون درجة فى سلم إلى الجنة، عازمًا وصارمًا، ولا يفكر إلا فى أن هذا الحصن المنيع لا بد له أن يسقط، جثومه أمامه هذه الشهور أحبط قوة إحساسه بالنصر، فقرر أنه لا يريد أن يراه من الخارج مرة أخرى بعد هذا الفجر. إما أن يتجول فيه ويصلى الظهر داخله، وإما أن يقتل على سوره! يقفز درجات السلم وعيناه لا تريان إلا صخره وحجره، ويرفع رأسه فلا يلمح حارسًا يطل ولا سيفًا يبرق ولا سهمًا يمرق، بل كان الصبح يفك أسر الغبشة، بينما كان يصل حتى سطح سور الحصن فيطلق صيحته:

•الله أكبر.

يسمعه الجنود فتشتعل صيحات الحماس والتكبير وصكات السيوف وتكتكات السهام ورنين قرع الرماح. رمى الزبير بجسده فوق السطح حيث ممر ضيق طويل ممتد بين برجين مسدودين بلا فتحات ولا كوات دخول وخروج عن اليمين أو الشمال، لا يظهر من طاقتيهما المفتوحتين أعلاهما أى خوذة لحارس أو قوس لرامٍ أو سن لرمح. تقدم مترقبًا حذرًا ناحية السور المطل على داخل الحصن وساحاته وشوارعه، بحث عن أى فتحة تقود إلى سلم مخصص لصعود وهبوط حراس الأبراج، فلم يجد إلا كوة تقود للسلم الذى ينزل إلى داخل الحصن، ووجدها مغلقة مسدودة بحجارة مرصوصة وملصوقة. رفع رأسه بهدوء وصبر فوق السور لينظر إلى قلب الحصن، فلم يجد إلا أحصنة مربوطة فى زاوية بعيدة تشرب من حوض لسقاية الخيول، وعشرة من الجنود عند بوابة الحصن الحديدية، وثلاثة فوق برج السور المقابل، ويقفون جميعًا فى مفاجأة أذهلته يحدقون فيه ويتأملون فى هيئته.

شعر بأن أمرًا غريبًا يلف المشهد بالغموض: قلة عددهم، صمتهم عن ملاقاته، وعدم شروعهم فى قتاله، وشرودهم عن تهديده، ثم هذا رجل منهم يصيح على أحدهم فى حجرة تحت قباب الحصن، فيخرج واحد يبدو كبيرهم يشيرون له على الزبير، فيومئ لهم ويحملق فى عدوه الواقف على سور حصنه ظلاًّ حاملًا سيفًا وممسكًا برمح فلا يتحرك مهتزًا أو مسرعًا أو مرتبكًا أو متلهفًا أو خائفًا أو مستعديًا أو مستعدًا، بل يدخل بهدوء مريب إلى حجيرته مرة أخرى!».

«سر ابن العاص»

ينقل لنا إبراهيم عيسى كواليس تسليم الروم، ودور ابن العاص فى التعجيل به عن طريق إجبارهم على التفاوض، والنجاح فيه بدهاء منقطع النظير، بعد أن أجبر المقوقس على الصلح والتسليم، ساردًا: «وقف ابن العاص أمام باب الحصن منتظرًا جورج، ولم يطل انتظاره، ومع أصوات التهليل والتكبير والتدافع والاندفاع، وهرج الأحصنة وغبار الرمال، والشمس التى أشرقت، والحمام الذى طار جماعات، ومواكب فوق الحصن وعند النهر وفوق الرؤوس، كان صرير البوابة الحديدية يئن وينتحب وجماعة صغيرة من الروم يفتحونها ويقفون عند وصيدها، بينما يقفز أحدهم فوق حصانه ويهبط من فوقه قافزًا ثم يمد يده بطيئة تحت ثيابه فتخرج كفة ممسكة بقطعة ملفوفة من القماش يفردها فتهب فيها الريح ترفرفها فإذا بها راية الاستسلام البيضاء.

وحين استبان للجند بياض الراية، انطلقوا مهللين مكبرين، بينما تقدم خارجة ناحية الرجل وتسلم من كفه الممدودة مفاتيح البوابات، وقد أبلغه الأمان له ولمن تبقى من الجند، وقد عرف منه أنهم قرابة سبعين تبقوا فى الحصن، وأن جورج ينتظر أمانه كى يركب النهر ويرحل.

التفت الجند فى فرحهم المدوى، فإذا بالزبير وقد نزل من سلمه من سطح الحصن، يجرى يشق صفوفهم ويشق طريقه دافعًا ومندفعًا غاضبًا ومغضبًا حتى وصل لابن العاص:

•لا تقبل صلحًا يا ابن العاص فلا حاجة لنا به، ودعنى أدخل برجالى إلى الحصن فنبيد من فيه ونتمكن منه عنوة.

نظر إليه عمرو بن العاص بابتسامة الواثق المنتصر، بينما كان الزبير هائج الملامح ومتعرق الوجه واللحية وتعبًا من صعود السلم وهبوطه ومستكثرًا ألا يكون بعد الجهد جهاد.

قال ابن العاص:

•بارك الله فيك يا ابن العوام، فقد فتح الله الحصن على يديك يا صحب رسول الله».

«كانت مصر لا تزال منبسطة تحت سنابك الخيل، ولم تسلم نفسها كلها للغازى العربى، لكن ابن العاص قد شعر بأن البلد فى قبضته، وأنه الوقت فقط ما يحول دون إكمال غرس راياته فى ربوع البلد. كان المقداد يرى ضرورة الانطلاق إلى الإسكندرية، فهى المدينة التى يحتشد فيها الروم بقوتهم وقواتهم وكنوزهم وذخائرهم، وقد لجأ إليها الهاربون والفارون من الحصون الهزومة، فالعجلة العجلة يا ابن العاص. لكن ابن العاص لم يكن عجولًا فقد قال للمقداد:

فلكن رسالة غاضبة وصلت من عمر ابن الخطاب إلى عمرو بن العاص؛ عجلت بفتح الإسكندرية، جاء فيها: «أما بعد، فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر، إنكم تقاتلون منذ سنتين وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم».

سقوط الإسكندرية

يكمل الكاتب بإبداعه المعتاد الصورة الكاملة لسقوط الإسكندرية فى قبضة عمرو بن العاص، وأسرار وكواليس وقوع المدينة فى يد الجيش الإسلامى، رغم تحصيناتها وكثافة الروم عدادًا وعدة، راويًا: «لم يكن تيودور ينتظر أن يعود المقوقس من روما بعد أن هج بهزيمته فى حصن بابليون من مصر إلى روما، ظنه غار وانتهى من هذا البلد لكنه عاد إلى الإسكندرية، بل واستقبله مرة أخرى كقائد وكحاكم وكبطريرك فى بلد سلمه لعدوه ورحل مرتاحًا، رجع فى وضح النهار فى سفينة قادمة من هذا الميناء الهرقلى. ضاق المقوقس بمصر، وحين وقع صلحًا مع ابن العاص، كان يوقع على ورقة هجره هذا البلد الذى لعنه بالكراهية مختومة على ظهره. بدا مهزومًا أمام العرب ومهدور الكرامة أمام جيشه، لكنه كان مبتهجًا بحزنه منتصرًا بهزيمته، فهو ينتقم من المصريين بالعرب، ومن القبط بالمسلمين».

كانت قد وصلت للمقوقس رسالة مهينة من هرقل، جاء فيها: «إنما أتاك من العرب اثنا عشر ألفًا وبمصر من بها من كثرة عدد القبط ما لا يحصى، فإن كان القبط كرهوا القتال وأحبوا دفع الجزية إلى العرب واختاروهم علينا، فإن عندك بمصر من الروم بالإسكندرية ومن معك مائة ألف، معهم العدة والقوة. والعرب حالهم وضعفهم ما قد رأيت والقبط أذلاء، أفلا تقاتلهم أنت ومن معك من الروم حتى تموت أو تنتصر عليهم، فإنهم فيكم على قدر كثرتكم وقوتكم وعلى قدر قلتهم وضعفهم فريسة، فافترسهم أو تعال لنضعك طعامًا للأسود الجائعة فقد يكون لك فائدة أخيرًا».

أما عمرو بن العاص فكان على موعد مع الأسر، فى معركة دارت بباب البحر، شعر فيها أنه على باب الموت، قبل إنقاذه ليختبئ فى حمام مع ابن عديس ومسلمة، «لكنه كان يعرف أن الروم لا يعرفون بأسره فى حمامهم، لو عرفوا لقتلوه قبل ما يتيقنوا بحقيقة كونه عمرًا. لو كان مكانهم لفعل، فالضربة ستقصم ظهر العدو. لهذا أمر ابن عديس ومسلمة ألا ينطقا باسمه وأن ينكرا حال اقتحام الروم المكان أنه أميرهم، بل هو واحد من الجند ألقاه حظه العثر فى حفرة حمام سكندرى، كل ما يخشاه أن يفتقده قادة الجند، فيذيع بين الجيش خبر موته أو أسره، فتصل الأخبار للروم فتهدم عليه جدران الحمام. لم يتصور عمرو بن العاص أن نهايته فى هذا المصر الذى سكن ملكه حلمه منذ سنين ستكون فى حمام بارد، وفى موتة صغيرة تافهة كتلك، فزاد نكده مع رهق عينيه وشحوب وجهه، بينما سلام غريب يغمر وجه مسلمة بن مخلد أمامه».

لكن الأمور سارت فى صالح ابن العاص، ليخرج من أسره بأعجوبة، ليس هذا فقط، بل نجح بدهائه فى تحقيق المستحيل، حيث يسرد إبراهيم عيسى فى رائعته كواليس سقوط الإسكندرية بعد حرب أهلية طالت أرجاؤها، ساردًا: «كان المقوقس يشق طريقه مرتديًا عباءته السوداء بصلبانها المقصبة، يحيطه تيودور وإنستاسيوس وحرس يكالبون حول أكتافه حتى لا تصل له أيد تلهث نحوه مرتعشة من سكان البلد الذين وفدوا بعد يوم دامٍ حارق أشعل فزعهم من تمزق الإسكندرية أمام جيش العرب. كانت الوجوه الرومية التى ملأت الكنيسة، والأطفال المعلقون فوق أكتاف آبائهم، والنساء المتشحات بلون الحداد على قتلى الحرب الأهلية المستعرة بين أزقة الإسكندرية وتحت شرفات بيوتها، وهؤلاء الجند المبهوتون والمرهقون من فض منازعات أعيت حيلتهم وأزاغت أبصارهم عن البحر الذى يتطلعون فيه إلى غوث قيصر يشق نحوهم الموج بأشرعة سفن تملأ السماء».

المفاجأة أنه قبل هذا المشهد بيومين، «كان قيرس قد وقع عهد تسلم الإسكندرية، هناك حيث حصن بابليون، ذلك الذى عاد إليه مهزومًا بعد أن خرج منه مهزومًا. دخل الحصن ولج من بوابته الخلفية بعد رحلة بالمراكب التى خلعوا عن أشرعتها أى علامات لوجود المقوقس فوقها. كان بحارته عددًا محدودًا من الموثوق بهم وحرس اختيروا من بُكم العقول حتى يدفنوا سر المقوقس لحين أن تكتشفه مصر على مهلها منحنيًا مختفيًا مع ثلاثة من قساوسته فى صحبة أبى مريم وصالح القبطى. 

بعض التمرات والخبز المصرى وصحون من الزيت وشواء من لحم الماعز وأكواب من اللبن كانت على مائدة الطعام، لكن لم يمسه قيرس. حين ألح عليه عمرو بن العاص أن يتناول شيئًا يعينه بعد سفر شاق، غمس كسرة خبز فى زيت، لكنه قضم جزءًا منها وظل ممسكًا حتى رحل بالقطعة المتبقية بين أصابعه، كأنها الفتات الذى حصل عليه من استسلامه. لم يكن قيرس فى رحلة الذهاب ولا فى طريق العودة إلا ويتمتم لاعنًا وسابًا هؤلاء القبط الذين خذلوه وباعوه، وأن أفضل ما يفعله لهذا البلد أن يسلمه للعرب: أنا أعرف أنهم تحالفوا مع العرب، ولا أظن إلا أن بنيامين من أشعل لى الإسكندرية، وهذا الفتى النزق ابن هرقل الذى لا يملك أن يرسل جيشًا ليحمى مصره، لا شىء أمامى إلا أن ألقنهم جميعًا درسًا فى الخذلان».

فى الحلقة القادمة.. نكمل معًا رحلتنا بين سطور إبراهيم عيسى، لنتعرف على الكثير من الحقائق والأسرار، المصاغة ببراعة فى كلمات تمزج بين متعة الأدب وعبق التاريخ.