الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه جبل ميرون عِبرة وعَبرة

عكس الاتجاه جبل ميرون عِبرة وعَبرة

بعد أسبوع من مقتل أكثر من 45 إسرائيليا وجرح 150 أثناء تدافع الآلاف على Mount Meron، كانت التساؤلات لديهم فى الداخل متعددة والاتهامات قد طالت رأس الدولة. لكن السؤال الصدمة والذى طرحته وسائل إعلامهم وأفردت له مقالًا كبيرًا صحيفة هآرتس الإثنين الماضى نقلًا عن برنامج إذاعى كانَ: لماذا اندهش الإسرائيليون من مساعدة عرب شمال فلسطين المحتلة لهم بل قد اندفعوا فى المساعدة (بقلوبهم) وحملوا الجرحى على أكتافهم وأنقذوا العشرات من الموت بينما نحنُ - الإسرائيليين يعنى - لا نفعل ذلك فى مصائبهم، ونقتلهم؟ فعلًا؟؟ فعل الفلسطينيون ذلك؟ إنه السؤال الصدمة بالنسبة لنا نحن أيضًا!! لأنه بعد الحادثة بثلاثة أيام نشرت الهآرتس نفسها خبرا عن فقد أحد أطفال فلسطين لعينه اليمنى إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليه وظل أحد عشر ساعة غارقًا فى دم وماء عينه حتى وصل إلى مستشفى القدس الشرقية وصار أعمى ولم ينقذه أحد من الذين صِعبوا على (عرب إسرائيل). ليس هذا فقط فيما يخص حادثة جبل ميرون، بل قام الفلسطينيون بحمل جرحى وقتلى الجبل فى سياراتهم الخاصة إلى المشافى الإسرائيلية، بس كده ؟ لأ، وتبرعوا لهم بالدم، بل واستخدم العرب فى الـMKs أعضاء الكنيست وهم: «أحمد طيبى» و«منصور عباس» و«أيمن عودة» منصاتهم على السوشال ميديا ونادوا: help help help انقذوا الإسرائيليين، آه والله! وكان العديد من الأطباء والعاملين فى الحقل الصحى بقطاع غزة قد اشتكوا مُرّ الشكوى من أن العنف والعداء بين فتح وحماس والذى إحدى صوره تتجلى فى أن يجمع الأطفال والشباب الزجاجات الفارغة وكل ما فى الزبالة فى ساحات الخردة المنتشرة فى الأراضى الفلسطينية ويضربون بها بعضهم البعض لأنهم مختلفون، لأنهم منقسمون، منقسمون على فتح وحماس، كل هذا العنف والتراشق الذى لا ينقطع فى الواقع يعيق وصول اللقاحات إلى مرضى كورونا، هكذا قالت هآرتس. وصحيفة هآرتس لا تزال تتساءل بجدية: هل يريد فلسطينيو الشمال «الإسرائيلى» أن يثبتوا شيئا ما؟ بالطبع ليس كل الفلسطينيين فعلوا هذا، تتساءل الصحيفة فى طرحٍ آخر: لماذا لم يهرع فلسطينيو الجبل وفلسطينيو الأراضى المحتلة بعد 67 إلينا مثلما فعل أشقاؤهم فى شمال فلسطين المحتلة لإنقاذ الإسرائيليين فى حادثة الجبل بسياراتهم الخاصة أو بسيارات الإسعاف أو للتبرع بالدم؟ يا دمك يا بعيد! طيب، ما هو العلاقة بين هذا الخبر وبين خبر الأستاذ «حمو بيكا» مطرب المهرجانات الشعبية والذى وجه كلامه للأطباء وللمهندسين عبر أحد برامج قناة القاهرة والناس يوم الإثنين الماضى ناصحًا إياهم إنهم لازم يشغلوا دماغهم وينجحوا زيه، ثم قام بتهديدهم أنه هيشتغل مهنتهم لو معملوش كده؟ حمو بيكا المطرب الكبير صاحب الأغنية الشهيرة (إنتى معلمة) والذى لم يكمل تعليمه بعد أن فرّ وهرب من المدارس مبكرًا وعمل فى محل جزارة ثم مطرب شعبى -قد الدنيا - يهدد الأطباء والمهندسين أنه سيجلس على كراسيهم وسيمارس مهنتهم وهيبقى طبيب مهندس وكل حاجة،  ما هى العلاقة بين الخبرين؟ خبر مساعدة الفلسطينيين بالروح والدم للإسرائيليين عند مقتلهم على جبل ميرون وبين خبر الأستاذ حمو الذى يعاير الأطباء والمهندسين بفقرهم؟ هل توجد علاقة؟ نعم توجد علاقة دم، كأن نقول للإسرائيليين وللأستاذ حمو بيكا معًا: يا دمك يا بعيد، علاقة دم!