هات معاك عيش

عارف لما تدخل مطعم وتطلب المينيو فيجيلك كتاب 100 صفحة فتستعين بالجرسون وتسأله إيه أحسن طبق ممكن ترشحهولى ويقولك كذا وتبص على كذا ده تلاقيه أغلى طبق عندهم - ساعتها بتفهم إنه مرشحلك الطبق إللى مكوناته قرّبت تبوظ عنده.

عارف لما تدخل محل هدوم وتلاقى حد من فريق البيع ماشى زى ظلك ويقولك ممكن أساعدك ويروح واخدك عند الحتة إللى فيها الـ New Collection  مع أن المحل كله تخفيضات - ساعتها بتفهم إنه عايز ياخد إللى فى جيبك مش يخليك تستفيد أكبر استفادة. النموذجين دول لما بيحصلوا معايا عقلى بيعمل رد فعل فورى وبينعكس على أفعالى وهو إنيّ لا بطلب الطبق إللى اترشحلى ولا بروح أشوف الـ New Collection ولا بشترى من المحل أصلاً.

طريقة الضغط عليّا كمستهلك بتأكدلى أن أنا بيتباعلى الفنكوش ومعمول عليّا كومبينة، وأن رغباتى واحتياجاتى مهمشة وغير مُلتفت لها.

بمرور الأيام وتطور الخبرات إللى الواحد بيكتسبها بقت الطريقة دى بالضبط هى إللى بستخدمها علشان أستثنى بيها الحاجات التى لن يقع اختارى عليها.

فلما أخش المطعم ويكون هدف الجرسون إنه يبيع ليّا أغلى طبق من غير حتى ما يسألنى بحب اللحمة ولّا الفراخ ولّا السمك ولّا عايزة سَلطة وشوربة، يبقى ده واحد قيّمنى من شكلى إنى هقدر أدفع تمن الطبق الغالى واختزل الموقف لمصلحته هو علشان يعلى مبيعاته ومفكرش فيما أفضل وأشتهى.

والشخص إللى فى المحل وودّانى على مكان المعروضات الجديدة وأغفل التخفيضات المتاحة ده بيعمل التارجت بتاعه من المبيعات مش بيساعدنى آخد الحاجة إللى محتاجاها، هو كبياع بيحقق أهدافه مش أهدافى.

التسويق لأى حاجة ملهاش احتياج عند البشر والاكتفاء بالخطط البيعية فقط هى غشومية وغباوة ملهاش مثيل. تلبية الرغبات إللى عند المنتفع علشان ياخد أى حاجة ويدفع فيها فلوس مقرون دايمًا بأن لها قيمة مضافة وdemand عنده.

بنفس المنطق والقياس لو طبّقنا ما سبق على العلاقات والناس إللى بتاخد منك إللى هى عايزاه فقط ومبتفكرش فى إللى انت عايزه سيبدو جليّاً أن العلاقات دى عايزة منفضة تستعملها وتنفضهم من حياتك، لما تعمل كده ممكن يقع عليك شوية تراب وعفرة بس بعد كدة الغبار هينزل وهتكنسه وتعد على نظافة.

العلاقات السوية أساسها أن الطريق يبقى حارتين، واحدة رايحة والتانية راجعة،  وفيها هات وخد مش oneway، هات بس متلزمناش، دى تنفع لما تقول لحد: هات معاك عيش.

#هات_معاك_عيش