الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
برامج كشف «المستخبى» فى رمضان!

برامج كشف «المستخبى» فى رمضان!

رغم أن شهر رمضان الذى نعيش فى رحابه حاليا يعد شهر الخير والبركة والتقرب إلى الله، إلا أننا وتحديدا خلال السنوات الأخيرة جعلنا منه شهرا لالتهام الطعام وملء البطون حتى تسعد وترتاح العقول، بل إننا أضفنا إليه العديد من التوابل المحلية المنشأ والاختراع، الممهورة بختم صنع فى مصر، بداية من برامج الفضائح المتخصصة فى الخوض فى أعراض الناس وسيرتهم الشخصية، وللأسف هذا النوع من الإعلام لا يهل علينا سوى فى هذا الشهر الكريم، لنقدمها إلى جموع المشاهدين فى المنازل «كبارا كانوا أو صغارا»، الذين لا يهمهم أصلا لماذا تزوج ضيف هذا البرنامج أو ذاك «أيا كانت مهنته أو صفته أو حتى قيمته»، أو لماذا انفصلت النجمة الفلانية عن زوجها؟ مثلما لا يهم المشاهد لماذا ترك هذا اللاعب ناديه لينضم إلى ناد آخر، ولماذا تم إيقافه من قبل ناديه أكثر من مرة، أو أن يقول رأيه فى نجم سابق قدم لمصر أضعاف ما قدمه سيادته.



حكايات غريبة ليس لها من منطق فى اطلاع المشاهدين عليها خصوصا فى شهر رمضان، وضعت أركانها فى برامج سطحى إعدادا وفكرا وتقديما، لا هدف له سوى شغل وقت فراغ من يشاهدونه، من خلال نشر حكايات وأسرار بيوت، مغلفة بكم هائل من الإعلانات عن شركات تساهم فى استغلال البسطاء، الأغرب فى هذه البرامج التراشق اللفظى والتهديد بالانسحاب الذى يقع بين أغلب الضيوف وشخصية أساسية ابتكرها الأعداد لسرد وقائع وفضائح الضيف أو الضيفة، يحدث هذا ومقدمو البرامج يتفرجون على ما يحدث دون أن يتدخلوا، مكتفين بالصمت وفى أحيان أخرى بإطلاق ابتسامه بلهاء، وكأن ما يحدث لا يعنيهم، فجذب المشاهد وإشعال الحرائق فى البيوت أسمى أمانيهم، وكشف المستور غايتهم، لأنهم فى الأساس لا يملكون الأدوات التى تجعل منهم مقدمى برامج ناجحة، حتى ولو مثلوا على جمهور المشاهدين هذا الدور، عندما تغافلوا وعن طيب خاطر عن مراعاة حقوق الضيف.

 عموما أعتقد أن العيب لا يقع على مقدمى البرنامج أو على طاقم الإعداد، وإنما يقع على من يرتضى على نفسه أن يظهر على المشاهدين بهذه الصورة فى مثل هذه البرامج، مقابل مبلغ من المال أو الدولارات.. برنامج آخر مشهور عنه «عمل المقالب» فى ضيوفه يقدمه ممثل ثقيل الظل منذ عدة سنوات «لا نذكر له عملا فنيا واحدا»، اعتاد ضيوفه تمثيل وصلة سب وضرب وشتم المذيع الممثل إياه تتخللها صفارة «تيت» لحجب الشتائم والسب عن المشاهدين، البرنامج دائما ما تنتهى حلقاته بتصالح الضيف الذى تقاضى ثمن وصلة «الردح والشتائم» مع ثقيل الظل «كله بثمنه»، رغم سابق معرفتهم بشخصية المذيع وسمعة البرنامج التى تسبقه من خلال الأعوام السابقة، وفى هذا العام طفا على السطح برنامج آخر يقدمه عدد من نجوم التمثيل ويندرج الهدف منه عمل «مقلب» فى الضيف ممثل أو ممثلة أو مطرب أو لاعب كرة ومن خلال الحلقة أو المقلب «بمعنى أصح» تتكرر وصلة السب والضرب المصحوب بألفاظ خارجة وضرب وتعدٍ تنتهى بـ«تيت» لفض الاشتباك، وفى النهاية يقال إن هذا العمل نوع من أنواع الكوميديا، التى أعتبرها من ناحيتى سادية يتم تطبيقها مع ضيوف مثل هذه البرامج، ناهيك عن هذا الكم المرعب من الإعلانات التى تروج لشركات محمول تدفع الشيء الفلانى من قوت من يستخدمونها، فى الوقت الذى نعانى فيه جميعا من سوء الخدمة، أو إعلانات المجتمعات الجديدة التى تخاطب فئة معينة من المصريين.

 لن أتحدث فى هذا المقال عن إعلانات التسول وطلب التبرعات التى تتزايد وتيرتها فى شهر الخير لهذه المؤسسة أو تلك، وبعضها جعل من الطفل سلعة تباع وتشترى لتضمن جمع أكبر قدر من التبرعات، والتى أعتقد شخصيا أنها ستستمر حتى بعد انتهاء الشهر الكريم، بعد أن بح صوتنا بضرورة احترام حقوق الطفل وعدم استغلاله فى مثل هذه الإعلانات التى تنتهك حقوق أطفالنا.

 هذه بعض من الخواطر والانطباعات التى تم رصدها فى النصف الأول من شهر رمضان، التى لا نتمنى أن نراها فى رمضان القادم.. وكل عام وأنت بخير.