السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد.. مجدى الطيب: هجمة مرتدة.. قلبت الموازين وكشفت المتورطين

حتى وقت قريب كان المتعارف عليه، فى ثقافتنا المرئية، وذاكرتنا الدرامية، أن مسلسلات «الاستخبارات» هى تلك المأخوذة عن ملفات الاستخبارات المصرية، فى صراعها الطويل مع «الموساد» الإسرائيلى، والتى كتب غالبيتها «صالح مرسى، إبراهيم مسعود، ماهر عبدالحميد وبشير الديك»، ويُطلق عليها، فى الغالب، مسلسلات «الجاسوسية».. وكلها تدور فى عالم «العملاء»، الذين خانوا الوطن، وباعوه بثمن بخس، وترصد، فى المقابل، الدور الوطنى المشهود، الذى يقوم به رجال جهاز الاستخبارات العظيم، فى حماية الوطن من الخونة. لكن،اللافت أن المُفرَج عنه، من ملفات الاستخبارات المصرية، كان محصوراً، طوال الفترة السابقة، فى محور «الجاسوسية»، بمعناها الحرفى، بينما يبدو الوضع مختلفاً تماماً، فى مسلسل «هجمة مرتدة»، الذى كتبه «باهر دويدار»، وأخرجه «أحمد علاء الديب»؛ فالمسلسل استمد أحداثه من ملفات استخباراتية تخص «عملاء وجواسيس»، باعوا الوطن، وخانوه، فى الداخل، وفقدوا كل  معنى للانتماء والأخلاق، طمعاً فى المال، لكنهم ليسوا الجواسيس، بشكلهم التقليدى، وكأن المسلسل يٌلقى الضوء، من زاوية جديدة للغاية، على الدور الوطنى المُشرف لجهاز الاستخبارات، تلك التى تتعلق بحماية الجبهة الداخلية؛ فإذا كان «هجمة مرتدة» بدأ بتأمين الوطن خارج حدوده (الحدود السورية العراقية عام 2007)، فسرعان ما استشعر أن ثمة خطر يتهدد الجبهة الداخلية، فما كان من قياداته سوى أن استدعت «سيف العربى، أحمد عز» و«دينا أبو زيد، هند صبرى»، ليعملا ، فى الداخل، تحت قيادة الكفء «هشام سليم»، والقائد السابق المُخضرم «أحمد فؤاد سليم»، على إجهاض المؤامرة التى استهدفت تخريب الوطن، وتحطيم معنويات شبابه، والتغرير بالبسطاء من أهله، وهو الدور الذى كان للمسلسل الفضل فى الكشف عنه، وعن بطولاته، وتضحيات أبنائه، التى لا يعلم عنها أحد شيئاً، وكأنه يفضح شكلاً آخر للخيانة، لا يختلف كثيراً عن الارتماء فى أحضان العدو التقليدى، فى إطار الصراع المصرى - الإسرائيلى، ويؤكد بشكل قاطع أن وجوه العدو تتعدد، لكن الخطر واحد، وأن لدينا جهازاً وطنياً يقظاً، وقادراً على مواجهة كل الاحتمالات.. والمؤامرات، وهذه، فى رأيى، النقطة الإيجابية الأكبر وراء عرض مسلسل «هجمة مرتدة»، الذى يُكرّس، ويُدشن نوعاً جديداً من الأعمال الدرامية المأخوذة عن ملفات الاستخبارات، والتى تتناول الشأن الداخلى.



وفِى توقيت متزامن مع انبهار الجميع بإبداع «الاختيار 2: رجال الظل»، وثبات مستوى «لعبة نيوتن»، و«الطاووس» واحتدام المنافسة بين «موسى» و«نسل الأغراب»، وصعود نجم «قصر النيل» و«المداح»، وتَراجع جماهيرية «القاهرة : كابول»، بشكل ملحوظ، وتأكيد مسلسلات؛ مثل: «حرب أهلية»، «نجيب زاهى زركش» و«ضد الكسر» أنها صاحبة نفس طويل، شهد السباق الدرامى الرمضانى، مطلع هذا الأسبوع، تغييراً كبيراً، تمثل فى خروج المسلسلين الدراميين: «بين السما والأرض»، بطولة «هانى سلامة»، و«أحسن أب»، بطولة «على ربيع»، من السباق؛ كونهما ينتميان إلى مسلسلات الـ 15 حلقة، ودخول عمل جديد الخدمة؛ هو : «كوڤيد 25»، بطولة «يوسف الشريف». 

جاءت الحلقة الأخيرة من مسلسل «بين السما والأرض»، المأخوذ عن قصة «نجيب محفوظ»، التى قدمتها السينما من قبل، فى فيلم من إخراج «صلاح أبوسيف»، أقرب إلى اعترافات ركاب «الأتوبيس الضال»، فى مسرحية «سكة السلامة»، وفِى المجمل العام جاء سيناريو وحوار «إسلام حافظ»، بتفريعاته الكثيرة، تحقيقاً لرغبته فى الحديث عن خلفيات كل من تواجد فى المصعد الذى علق بركابه، فى تأكيد أن المخرج «محمد جمال العدل» أخطأ التقدير.

بينما حالف التوفيق عددًا كبيرًا من المنتجين والمخرجين فى الدفع بوجوه شابة وموهوبة؛ مثل: «مايان السيد، نور» فى (حرب أهلية)، «يوسف الأسدى، توفيق» فى (الطاووس)، «رنا رئيس، شهد» فى (ضَل راجل) و«نانسى» فى (نجيب زاهى زركش) و«مريم محمود الجندى، زوجة الإرهابى» فى (الاختيار 2)، «محمد إبراهيم يسرى، مؤنس» فى (نجيب زاهى زركش) و«آدم الشرقاوى، بيج زى» فى (لعبة نيوتن). ومن اللافت أن عدداً كبيراً من الوجوه الجديدة، هم أبناء لفنانين وأسر فنية، وهى الظاهرة التى تجسدت بشكل صارخ، فى مسلسل اسمه «ولاد ناس» غالبية أبطاله هم ورثة «ولاد ناس» بالفعل!

أفضل مسلسل

هجمة مرتدة

أفضل ممثل

أحمد شاكر عبداللطيف

أفضل ممثلة

سوسن بدر