السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد.. رامى عبد الرازق: خلى بالك من زيزى.. مفاجأة النصف الأول من الموسم

من عيوب العروض الحصرية خلال الموسم الرمضانى أن بعض الأعمال التى يجب أن يتم عرضها على عدة شاشات وفى أوقات مختلفة من اليوم لا توضع لها خطة تسويقية جيدة، بينما يفوز بها العرض الحصرى لمجرد تحقيق العائد المادى، دون النظر إلى القيمة المعنوية التى يمثلها وصول منتج فنى متكامل العناصر إلى مختلف شرائح الجمهور المستهدف التى تستحق أن تتابعه.



باستثناء عنوانه الذى يلعب على تيمة المحاكاة الساخرة للفيلم السبعيناتى الشهير، ويمنح الجمهور انطباعًا أن العمل يدور فى أجواء هزلية، مما يتيح له تصنيف كوميدى آمن، إلا أن (زيزى) بالفعل هو واحد من أكثر الأعمال الموجودة خلال الموسم الحالى إخلاصًا لنوعه الحقيقى، بعيدًا عن الانطباعات المبدئية، إنه كوميديا اجتماعية سوداء على قدر جيد من النضج والتماسك سواء على مستوى رسم الشخصيات، كل الشخصيات تقريبًا، وبصورة متوازنة جدًا، أو على مستوى البناء الدرامى والصراع والتصاعد والإيقاع العام للعمل ككل.

صحيح أن العمل يدور فى طبقة اجتماعية معينة ترتفع كثيرًا عن مستوى الطبقة المتوسطة التى من المفترض أنها تمثل جزءًا أساسيًا من تركيبة المجتمع المصرى، بالإضافة لكونه يرتفع طبقيًا وثقافيًا بصورة شاسعة عن الطبقات الشعبية وتحت المتوسطة التى يمكن أن تعتبر أن ما تشاهده ينتمى لعوالم خيالية من حيث شكل البيوت وماركات السيارات ومستوى المدارس والجامعات وطبيعة العلاقات العاطفية والإنسانية بين الشخصيات، وصحيح أن كل هذه المظاهر المادية يمكن أن تمثل حاجزًا أساسيًا فى عملية التلقى النفسى والذهنى للأفكار أو المشاعر التى يريد المسلسل أن يتوقف أمامها! إلا أننا نظل أمام عمل ناضج على مستوى العديد من العناصر الفنية أبرزها بالطبع الكتابة الواعية التى تتعامل مع الأنماط النفسية للشخصيات، وطبيعة مشكلاتها ما بين الماضى والحاضر والمستقبل بصورة حساسة ودقيقة، بالإضافة إلى السيطرة الإخراجية على أداء الممثلين كى لا يجنحوا إلى الهزل، كنتيجة لوجود مساحة من الصراع الطريف خاصة بين «زيزى» بعصبيتها الشديدة وعدم قدرتها على التعامل مع انفعالاتها وبين بقية الشخصيات، وعلى رأسهم بالطبع زوجها «هشام» أستاذ الجامعة الهادئ المهذب أو محاميها «مراد» بقوة شخصيته ومقاومته لأى انجراف عاطفى تجاهها مرورًا بابنة خالتها «نيللى» بكل رقتها الحالمة، ومن قبلهم أمها مديرة البنك بشخصيتها الكلاسيكية وأبوها الذى ورثت عنه العصبية وكان سببًا رئيسيًا فى إفسادها.

يمكن أن نضيف أيضًا على مستوى الإخراج هذا التوظيف اللافت لمساحات الصمت والتركيز على التعاطى مع النظرات ولغة العيون والإيماءات البسيطة، ودقة التعامل مع الزمن الدرامى فى المشاهد التى تحتاج إلى إشباع شعورى مثل مشهد رفض «هشام» دخول «زيزى» البيت بعد أن شجّت رأسه وحرر ضدها محضرًا، أو مشهد قربهما الجسدى فى محاولته السيطرة على غضبها ورغبتها هى فى الاستسلام له، أو ما بعد الشجار الأخير قبل مشهد المواجهة أسفل عمود الإنارة، كل هذه المشاهد يتحول فيها الزمن الدرامى إلى ما يقارب الزمن الطبيعى للحياة لأن المعلومات التى يراد توصيلها شعورية بالأساس وتحتاج إلى كل الوقت كى تصل. وتجدر الإشارة إلى البناء الدرامى الذى يوازى ما بين «زيزى» و«تيتو» الطفلة الصغيرة ابنة أخت «مراد» وكأن السيناريو يلمح لنا من خلال التتابعات أن «تيتو» هى «زيزى» الصغيرة وأن «زيزى» هى «تيتو» بعد سنوات، ليصبح السؤال الدرامى هو: ما هى التحولات التى يمكن أن تمنع «تيتو» من أن تصبح «زيزى» جديدة! وهل يمكن أن تتخلص «زيزى» من «تيتو» التى لا تزال تعيش بداخلها؟ وتجعلها على هذا القدر من العشوائية والغضب والتشتت؟!

(خلى بالك من زيزى) هو إشارة لظهور عناصر إبداعية جديدة فى الكتابة «منى الشيمى وجمال أمين» واكتشاف مساحات طازجة فى إمكانيات «كريم الشناوى» الإخراجية، وتطور هائل فى عناصر الأداء الصوتى لـ«محمد ممدوح»، ونضج واضح لـ«أسماء جلال» بعيدًا عن تمثال الفتاة الجميلة، أما «على قاسم» فهو الآن مستعد تمامًا لأن يصبح واحدًا من أهم ممثلى جيله.

أفضل مسلسل

خلى بالك من زيزى

أفضل ممثل

محمد ممدوح

أفضل ممثلة

أمينة خليل