الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فى حب مصر.. فيها حاجات حلوة

فى حب مصر.. فيها حاجات حلوة

«الله يرحم أيام زمان- أخلاقنا اتغيرت- الناس أصبحت وحشة».. تعبيرات نسمعها كثيرًا فى الشارع المصرى، ولكن هناك أناسًا أبهرتنى مواقفهم وجعلتنى أشعر أن مصر لسه فيها خير وولادها طيبين، فهناك مواقف تستحق أن نرفع لها القبعة منها قيام بعض القساوسة فى كنيسة درب العبد فى محافظة بنى سويف ومعهم شباب الكنيسة عندما علموا أن المسلمين سيؤدون صلاة التراويح فى الشارع أمام المسجد لعدم التزاحم قاموا بتنظيف المكان الواقع خلف الكنيسة وتجهيزه لاستخدامه فى صلاة التراويح، وساووا الأرض فى الشارع أمام المسجد.. مشهد لا نراه إلا فى مصر.



أما الضابط محمود عبدالفتاح رئيس إحدى وحدات المرور بحدائق القبة شاهد سيدة مسنة تبكى أمام الوحدة لأنها لا تستطيع ترخيص سيارة زوجها المتوفى لكى تبيعها لاحتياجها لمصاريف أولادها فأخذ منها الأوراق ولف على الموظفين وأنهى لها الإجراءات وهى قاعدة بالمكتب، كان ممكن يرسل أحد الموظفين للقيام بهذه المهمة، لكن أراد أن يؤدى هذا بنفسه لكى يشعر بالناس ويأخذ الثواب، هذا الضابط كاتب على باب مكتبه أن «كبار السن يدخلون المكتب فورًا بدون انتظار وكل أوراقهم تتم وهم فى مكانهم».. هذا هو الرجل المحترم.

وهناك أيضًا أم سيد التى كسبت جائزة مالية فى أحد برامج المسابقات وكان ردها مفاجأة للجميع هى الفلوس دى حلال؟ أنا ماشقيتش بيهم، وبعد أن حصلت على الجائزة وقدرها 3000 جنيه ذهبت للمخبز الذى تعمل به ووزعت على زمايلها 1000 جنيه لكى تفرحهم مثلها.

ومهند صدم سيارة فكتب لصاحبها رسالة «بعتذر وعلى استعداد لإصلاحها على حسابى وترك اسمه ورقم تليفونه».. هذه الرسالة جعلت صاحب السيارة ينسى خبطة العربية ويفرح برقى الرسالة، فاتصل به ليشكره على أخلاقه ورقيه فى التعامل مع الموقف، وأخبره أن لديه تأمينًا هو سيتحمل تكاليف إصلاحها، فعرض عليه المهندس أن يقوم باستئجار السيارة نفس الموديل إلى أن يتم إصلاح السيارة واستلامها، واعتذر له مرة أخرى وشكره على أنه سامحه، فما كان من صاحب السيارة إلا أن شكره لأنه جعله يعلم أن مصر بها أناس بالأدب والأخلاق والرقي.. ياريت الناس تقتدى بهذا المهندس وبصاحب السيارة.

ومحمد جابر ابن محافظة بنى سويس بائع الفوانيس ضرب بشهامته المثل معرضًا حياته للخطر لينقذ 3 أفراد من أسرة واحدة سقطت سيارتهم فى قناة السويس فى بورسعيد، محمد جابر لم يفكر لحظة سوى بإنقاذ الأسرة ولم يخطر بباله أبدًا الخوف من الغرق ولم يفكر فى عمق المجرى الملاحى لقناة السويس دائمًا كان كل همه إنقاذ الأسرة من الموت غرقًا بأى وسيلة فقفز غير مكترث بأى عواقب.

ووجدت شابًا يشترى تذكرة  للمترو لاصطحاب رجل كفيف وتوصيله إلى عربة المترو ثم رجع، من الممكن أن يكون ثمن هذه التذكرة سيؤثر على مصروفه، لكنه فعل ذلك بدافع مصريته وشهامته وأخلاقه.. هذه هى الروح الحلوة فى شوارعنا وأحيائنا وبيوتنا.