الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بيدورعلى خير ويرسم الفرحة على الوجوه ياسين الزغبى أيقونة أمل وتحدٍ

لم تهتم مبادرة حياة كريمة فقط بإعادة تأهيل القرى فى كل محافظات مصر؛ إلا أنها هى الحياة اللى بتلاقى فيها الأمان.... كنا ومازلنا دايما إيد بتساعد بقلوب مليانة حب للخير، علشان كده طوال شهر رمضان هتساعد وهتدعم المبادرة كل مصرى ومصرية فى كل مكان فى بلدنا.. وهتاخدكم معاها فى كل محطة.



 

قلوب الخير فى مصر.. دايمًا موصولة ببعض ودى كانت رسالة ياسين الزغبى بطل حكايتنا الذى نجح أن يحقق حلمه ولم يكتف بمساعدة غيره.. إلا أنه انضم لفريق مبادرة حياة كريمة هيلف كل محافظات مصر على مدار الشهر الكريم يوزع طاقة حب ويساعد أناسًا آخرين.

بطل حكاية مبادرة حياة كريمة هو الشاب «ياسين شريف الزغبى» الذى بدأت قصته برحلة إلى شرم الشيخ حرمته ساقه فى تجربة مؤلمة، حتى وصل إلى مؤتمر الشباب، ليصبح اليوم نموذجًا وقدوة بجولاته ورحلاته فى أنحاء البلاد حاملًا هموم الناس ومشكلاتهم، وليتحدث عن خططه ومشروعاته فى المرحلة المقبلة.

ينتمى ياسين إلى أسرة متوسطة الحال مكونة من أب وأم وشقيق أصغر هو «أحمد»، عمره 18 سنة، طالب فى المرحلة الثانوية، وعضو فريق «GBI» لركوب الدراجات، فقد ساقه قبل 6 سنوات إثر اصطدام قارب سريع «لانش» به أثناء السباحة فى مدينة شرم الشيخ، تسبب فى إصابته فى ساقه وذراعه اليسرى، وفقد ساقه اليسرى بعد جراحة أُجريت له، وتم تركيب ساق صناعية خلال رحلة علاجه بالخارج.

تم تدريبه على موازنة الخطوات «علاج طبيعى»، وشارك فى رحلة مدرسية لركوب الدراجات حتى «العين السخنة» فى شهر نوفمبر 2016، واعتبر ركوب الدراجات «رياضته المفضلة».

ولم يقتصر اهتمامه على ممارسة رياضة سباقات الدراجات فقط؛ بل أطلق مبادرة منذ عدة أشهر تحت عنوان « شوف بطل»، وكان يقوم بزيارة المصابين من أبطال القوات المسلحة، ويتحدث معهم عن كيفية التغلُّب على الإصابة بالصبر والإيمان والتحدى، ويشرح لهم طرق التغلب على الوضع الجديد من خلال تجربته الحياتية.

رغم صعوبة الظروف التى مر بها ياسين؛ فإنه يرجع الفضل لعائلته ولأصدقائه الذين كان لهم الفضل فى أن يعود أحسن مما كان. وبإيمان شديد فى الله يؤمن بقدراته وأنه لن يستسلم عن تحقيق حلمه، لديه إصرار وثقة أنه إنسان عادى، لم يقم بأى شىء مميز، ويرفض أى تصنيف من أى نوع يعتبره مختلفًا عن غيره. تعلّم وتدرب جيدًا بعد تركيب الساق الصناعية، وحرص طوال السنوات التالية لإصابته على ممارسة حياته بشكل طبيعى، فشارك مع مدرسته فى رحلات ركوب الدراجات لمسافات طويلة، من القاهرة إلى الغردقة فى ثلاثة أيام.

همة وعزيمة ياسين الزغبى، جعلته يكون عنده حلم أن يتجول فى محافظات الدلتا، ليجمع مشاكل الناس واحتياجاتهم لتوصيلها إلى المسئولين، شارك فى مؤتمر الشباب بالإسكندرية فى يوليو 2017، بعدما قام بجولة فى 5 محافظات على دراجته وعاد ليقدم للرئيس السيسى طلبات ومشكلات سكانها، لينال إعجاب الرئيس وثناءه ويخطف قلوب المصريين جميعًا.. إنه ياسين الزغبى، الذى رفض اعتبار نفسه شابًا استثنائيًا، وكان دائمًا يردد: «أنا لا أفعل شيئًا غير عادى.. وأعيش حياتى بشكل طبيعى»، ورغم ذكائه وحيويته ونشاطه فهو قليل الكلام.

قدَّم ياسين فى المؤتمر الوطنى للشباب، فيلمًا تسجيليًا عن جولاته فى محافظات الدلتا، وبعد انتهاء العرض دخل الزغبى قاعة المؤتمر على دراجته، ليسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى طلبات وشكاوى أبناء غرب الدلتا التى جمعها فى جولته الطويلة على دراجته.

وجاءته الفكرة، كما قال لنا ياسين، عندما تعرف على المخرج أحمد عادل، فى أثناء تصوير أحد الإعلانات التليفزيونية وقال له: أنا نفسى أعمل حاجة مع الناس وعن مشكلاتهم، وبالفعل عملتها فى فيلم تسجيلى قدمته فى مؤتمر الشباب، وكانت مجرد أمنية وتحولت إلى حقيقة، وبالفعل قمت بجولات على مدار أسبوعين فى 5 محافظات هى: الإسكندرية وكفر الشيخ والبحيرة والغربية ومرسى مطروح، وكان الهدف يقترب حتى وصلت مشاكل الناس الحقيقة للحكومة ولشباب البرنامج الرئاسى لإعداد القادة والذين طلبوا منى أن نحكى عن حاجات الناس البسيطة دى واحتياجاتها فى مؤتمر الشباب.. ولم نكن نضمن شيئًا، لكننا استطعنا تحقيق الصعب وأصبح الحلم حقيقة».

وعن أبرز المشكلات التى حملها ياسين إلى منصة المؤتمر، قال إنه نقل معاناة بعض أهل الإسكندرية الذين تهدد قوة النوة بهدم منازلهم، وإلقائهم فى الشارع، وكيف أن قرية كاملة «شخلوبة» فى كفر الشيخ يعانى أهلها بسبب تلوث البحيرة التى يعتمدون عليها فى قوت يومهم بسبب مياه الصرف.

كذلك مشكلة أخرى تؤرق أهالى رشيد بسبب أسلاك الضغط العالى وقربها من البيوت السكنية، وبدأ بالفعل نقلها وحل المشكلة، بالإضافة لعدد آخر من المشكلات أقوم بتوصيلها فى أظرفها المغلقة للمسئولين.

لم يكتف ياسين بتوصيل آراء وأهالى هذه القرى التى يتجول فيها؛ بل إنه يحرص على متابعة هذه المشكلات مع المسئولين حتى نصل للحلول، وشاركت وزير التنمية المحلية فى جولة إلى قرى محافظة الفيوم، وتحاورت مع شباب جامعة الفيوم، وأيقنت هناك أن معظم المشكلات متشابهة فى غالبية القرى، المتمثلة فى الصرف الصحى والكهرباء والبنية التحتية، ونقص مراكز الشباب، وأذهب لوزارة التنمية المحلية مرة أو مرتين أسبوعيًا لمتابعة حل المشكلات.

يحلم ياسين بزيارة كل محافظات مصر، ويتمنى زيارة مناطق شلاتين فى جنوب البحر الأحمر ومحمية جبل علبة والكثير من المناطق البعيدة والوصول لأهلها.

بدأ ياسين دراسة التجارة باعتبارها محطة تعليمية مهمة فى حياته بعدها سوف يقوم بدراسة علم النفس لمساعدة من يتعرضون لحوادث أو مشكلات أو صدمات، فيما يسمى كرب ما بعد الصدمة.

انضم ياسين الزغبى إلى فريق مبادرة حياة كريمة، والذى قرر أن يبدأ مشواره معاهم ويلف كل محافظات مصر خلال الشهر الكريم إيمانًا منه بدوره فى مساعدة الآخرين وشعوره بأن مبادرة حياة كريمة هى الأمان، بدأت أولى جولاته خلال الشهر الكريم من محافظة البحيرة فى عزبة سالم من مركز شرنوب لمساعدة ابتسام أو كما يلقبونها «أم أحمد» سيدة يبدو على ملامحها التعب والشقى هى أم لأربعة أولاد تُوفىّ زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، وترك لها الأولاد، بتعمل كل اللى عليها عشان تعلمهم ويعيشوا أحسن عيشة بس ظروفها الصعبة منعاها من أحلام كتير بسيطة، تعمل ليلاً ونهارًا فى جمع القطن وتربية الماشية، ولم يكن لديها سقف يغطيها من تقلبات الطقس، فقرر ياسين أن يزورها ويسمع قصتها، ويرسم على وجهها الضحكة ويحققلها أحلامها اللى سنين بتتمنى إنها تتحقق من خلال مبادرة حياة كريمة؛ حيث قامت المبادرة بتسقيف منزلها ضمن مبادرة سكن كريم، وتجهيزه بجميع الاحتياجات الأساسية من غسالة وبوتاجاز وتليفزيون حتى تحقق حلم هذه السيدة وتجبر بخاطرها فى شهر الخير والكرم.

 حلم الصنايعى الجدع الأسطى «عبدالحليم مصطفى»

وتانى جولات ياسين كانت من محافظة الشرقية والتى حظيت بلقائه بأسرتين وكانت حياة كريمة سببًا فى تحقيق أحلامهما الأول كانت حكاية الصنايعى الجدع الأسطى «عبدالحليم مصطفى» النجار الذى يسعى لرزقه ولا يتكل على أحد لمساعدته فهو يعول والدته وأولاده منذ أن تُوفىّ والده وهو صغير وبيشتغل كل يوم عشان ياكل لقمة حلال.. الفرحة من غير حساب دايمًا ليها طعم مختلف، وحياة كريمة ساعدت عبدالحليم بمشروع غيّر شكل مستقبله ومستقبل عيلته وهو عليه الاجتهاد لكى يؤمن نفسه...حيث قامت المبادرة باستئجار ورشة لعبدالحليم لمدة عام وجهزتها بجميع أدوات النجارة لكى يبدأ حلمه ويتوسع فيه.

لم يتوقف قطار حياة كريمة فى الشرقية كما حكى ياسين الزغبى عند حلم عبدالحليم فى ورشة النجارة، إلا أنه أيضًا حقق حلم الست داليا الجدعة التى وقفت بجوار زوجها الصياد بعد إصابته فى حادث أفقده القدرة على الحركة، فلم تيأس خاصة أنها أم لأربعة أولاد، بل اشتغلت فى حرف كثيرة حتى تساعد زوجها وأبناءها الأربعة فى استكمال تعليمهم، وقامت مبادرة حياة كريمة بمساعدتها بمشروع لتربية الفراخ ويساعدها على المعيشة، لسه المبادرة مكملة خلال شهر الخير مساعدة آلاف الأسر لكى تعيش فى أمان وتحقق حلمها وتكون البداية لحياة جديدة.