الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يا سبعى.. يا جملى!

قديمًا قالوا: فتش عن المرأة.. وأضيفه إلى حكمة زمان.. وفتش عن التليفزيون أيضًا.. فالمرأة مع التليفزيون هما المسئولان عن الحال المائل.. وحالة الترهل والكسل والخمول التى أصابت الرجال طوال شهور السنة.. وتتجسد تمامًا خلال شهر رمضان.



وقد أصبح الرجال - كل الرجال - فى حالة يرثى لها بسبب طبيخ المدام المعتصمة بالمطبخ طوال الشهر الفضيل.. وقد اتخذته محلا مختارا.. تدير منه معركتها التاريخية ضد صنف الرجال.. فتخترع بمساعدة برامج الطبخ التليفزيونية أكلات جديدة ماركة صنعة إيديا وحياة عنيا.. والزوج صابر محتسب.

 

 يبتعد عما يغضب المدام.. فيأكل صاغرًا دون شكوى أو تذمر.. فإذا زهق أو فاض الكيل هرب إلى بيت الست الوالدة.. التى ترد التحية بأحسن منها وتقوم بالواجب.. فتضع أمام ولدها فلذة كبدها المشمر والمحمر.. وكأنها مؤامرة كونية لكسر أنف الرجل.. عن طريق الممر الحيوى الكائن فى منطقة الفم والأسنان.. والذى يعمل دون توقف.. فلا يجد صاحبنا الرجل سوى الهرب من بيت الوالدة باشا إلى بيوت الزملاء والأصحاب.. وهناك وإظهارًا للكرم الحاتمى تفرش الموائد بأصناف وقوائم الطعام والشراب والمشهيات والمقبلات والحلويات والمهضمات والمسليات.. ولأنه شهر المجاملة والإحسان.. يأكل صاحبنا ويأكل.. وقد نسى الريجيم والرياضة وتحول إلى سيد قشطة بوجه يشبه الوجه البشرى.. فيهجر الشغل والإنتاج.. ويتفرغ بانقضاء الشهر الكريم للمرور على دكاترة القلب والمعدة.. بحثًا عن روشتة للتخسيس.. أو أدوية جديدة تساعد على الهضم واستيعاب أطنان الطعام التى نأكلها طوال الشهر الفضيل..!

الخيبة يا أخى أن التليفزيون لا يقف على الحياد أبدًا.. فى المعركة التاريخية بين آدم وحواء.. وقد علمنا السلبية وعودنا على الكسل.. والذى تفرغت برامجه كلها لمساعدة حواء للإجهاز تمامًا على الرجل باستغلال نقطة ضعفه وهى المعدة أو بيت الداء كما يقولون.. والتى تدرك الزوجات أنها - أى المعدة - هى الباب الملكى لوداع الدنيا الفانية.. وبحجة أن قلب الرجل فى معدته فإنها تواصل خطتها الجهنمية.. والمصيبة أن الجهاز المستطيل المسمى بالتليفزيون لا يحرضنا على الرياضة والحركة.. بل يعلمنا العكس تمامًا.. والريموت كنترول يحرك لك العالم وينقله بين يديك.. فلماذا وجع القلب.. ولماذا تتحرك أصلاً.. ولماذا تجهد نفسك بالخروج والسهر فى السينما.. إذا كان التليفزيون ينقل لك أحدث الأفلام إلى غرفة نومك..!

وحتى برامج الحركة والمغامرة تتفرج عليها من تحت اللحاف.. فلماذا الحركة أصلا.. ونحن نعانى الخمول والكسل والبعد عن المنطق والتفكير السليم.. بدليل هذا الكلام الذى أكتبه لك الآن والذى يشبه تخاريف الصيام..!

زمان.. كانت الزوجات تحافظ على صحة الأزواج.. وتراعى مشاعرهم وتسهر على راحتهم.. على اعتبار أن نجاحها كزوجة مستمد من وجوده.. وغيابه عن الدنيا الفانية يعنى مسئوليتها بالدرجة الأولى..!

زمان كانت الزوجة تنفذ بالحرف الواحد طلبات ورغبات حضرة الزوج.. على أساس أن راحته هى الهدف وهى المراد من رب العباد.. لأن مزاجه لو تعكر.. فياداهية دقى.. وربما ارتفع ضغط الدم فى عروقه.. وربما فعلها وغادر الحياة الدنيا.. بما يعنى فشل الزوجة فى الحفاظ على زورق الزواج..!

الآن تغيرت الأحوال وتبدلت الدنيا.. والزوجة تسعى علنًا للخلاص من زوجها.. بالعنف أحيانًا.. وبالإهمال أحيانًا أخرى.. وبالطعام المسبك والمحبك والمحمر والمشمر طوال الوقت.. والغارق فى بحور الدهن والسمن والشحم.. والمسبب لأمراض القلب والكلى والقولون والكبد والطحال..!

الخيبة أنك مع المرأة لا يمكن أن تعرف الحقيقة أبدًا.. لن تعرف إن كانت تحبك أو أنها لا تطيق رؤيتك.. لن تعرف لو كانت واقعة فى غرامك.. أو أنها تهوى فقط حافظة نقودك وحسابك فى البنك.. وأنت لا يمكن أبدًا أن تعرف رأى امرأة فى أمر من الأمور.. هى تدوخ زوجها السبع دوخات وتحيره طوال حياتهما الزوجية.. تمارس معه حرب أعصاب طويلة المدى ولا تتوقف أبدًا.. لا تأخذ راحة ولا تعرف الهدنة ولا تلتقط أنفاسها.. فإذا ما زهق حبيب القلب وتعب ومرض وغادر الدنيا الفانية غير مأسوف على شبابه.. تواصل هى رسالتها فى العكننة عليه!

وحتى فى لحظات الوداع النهائية لا تعبر عن رأيها الحقيقى وزوجها يغادر إلى غير رجعة.. فتودعه بعبارات وجمل لا معنى لها..: يا سبعى.. يا جملى!