الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ستغير من خريطة الزراعة خلال السنوات القادمة الدلتا الجديدة مستقبل مصر

الرئيس السيسى وجه بإنهاء مشروع الدلتا الجديدة خلال عامين



استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال 6 سنوات أن يضع مصر على طريق النهضة الزراعية الحقيقية بعد عقود من الإهمال والتعديات وانكماش وتآكل الرقعة الزراعية حتى تربعت مصر على عرش الصادرات الزراعية. وتمثل الزراعة ركيزة أساسية فى الاقتصاد القومى من حيث مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى بحوالى 15 % وفى الصادرات السلعية بحوالى20 % وفى القوى العاملة بحوالى 25 %، علاوة على مسئوليتها عن توفير الغذاء الآمن للمواطنين والمواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات الوطنية، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من السكان تعيش فى المناطق الريفية ويعتمدون على الزراعة والأنشطة المرتبطة بها كمصدر رئيسى لدخولهم.

ولم ينتهِ مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان ومشروع الـ 100 ألف فدان صوبًا زراعية حتى قامت الدولة بالتوسع الأفقى جنوب الوادى ومناطق توشكى وشرق العوينات وسيناء، والتى استهدفت زيادة الرقعة الزراعية، بما يسهم بقدر كبير من تحقيق الأمن الغذائى وتوفير فرص عمل وخلافه.

وكانت خطة التوسع الأفقى والرأسى تعتمد على رفع كفاءة استخدام وحدتى الأرض والمياه، خاصة فى جنوب الوادى وسيناء، والتوسع الرأسى من خلال استنباط أصناف ذات احتياج مائى أقل وتقليل فترة زراعة المحصول والتوافق مع التغيرات المناخية، وأيضًا استخدام أساليب حديثة للزراعة تعتمد على تطوير منظومة الرى واستخدام الميكنة الزراعية بشكل أوسع والتوسع فى المشروع القومى للزراعات المحمية (الصوب).

كل هذه المحاور كانت من شأنها رفع مستوى الإنتاجية وتقليل حجم الاستيراد، خاصة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والبقوليات والذرة الصفراء مع تحقيق قدرة كبيرة من الأمن الغذائى والرخاء الزراعى لمصر وشعبها العظيم فى ظل التحديات المائية.

ولم يكتفِ الرئيس بهذه المشروعات العملاقة إلا أنه توجه إلى محور الضبعة منذ عدة شهور، وبدأ يتفقد المنطقة موجهًا الدولة بدراسة الأراضى المخصصة للتوسع الأفقى فى منطقة الساحل الشمالى وجنوب الضبعة.

وبالفعل الحلم أصبح حقيقة، واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأسبوع الماضى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وأعلن الرئيس ملامح المشروع القومى «الدلتا الجديدة» بمساحة مليون فدان.

وخلال الاجتماع الذى حضره اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء مصطفى أمين مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. اطلع الرئيس السيسى على جميع التفاصيل ذات الصلة بالدراسات التى أجريت من قبل الفرق البحثية بالجهات المتخصصة، من وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والجهات الأكاديمية، على مساحات الأراضى بالساحل الشمالى الغربى عند منطقة محور الضبعة، والتى أثبتت جاهزية تلك الأراضى للاستصلاح الزراعى، وذلك فى إطار المشروع القومى العملاق «الدلتا الجديدة» بمساحة مليون فدان زراعى، والذى يضم فى نطاقه مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى.

ووجه الرئيس السيسى بالبدء الفورى فى تنفيذ مشروع «الدلتا الجديدة»، مع دمج مراحل التنفيذ فى مرحلة واحدة وضغط الجدول الزمنى، وذلك لتعزيز استراتيجية الدولة فى مجال تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة، وتضم مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعى، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة.

وقال لنا الدكتور نعيم مصيلحى مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضى فى تصريحات خاصة إن وزارة الزراعة تنفذ مشروعًا ضمن المبادرات الرئاسية المتنوعة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل التوسع الأفقى فى قطاع الزراعة بشكل عام، لاستخدام الأراضى بالشكل الأمثل، وتتم من خلال التنسيق بين خبراء من وزارة الزراعة ومركز بحوث الأراضى وهيئة التعمير ومركز البحوث الزراعية، ومركز بحوث الصحراء والجامعات المختلفة من أجل دراسة الأراضى الصالحة للزراعة، وكذلك أراضى الساحل الشمالى الغربى التى ستشمل زراعة 500 ألف فدان، وتعمل الوزارة على دراسة 680 ألف فدان، من أجل استخدام نصف مليون فدان للزراعة فى الفترة المقبلة.

وأضاف مستشار وزير الزراعة، أن هناك 4 فرق درست الأراضى حاليًا من خلال استكشافها كمرحلة أولى، ثم إجراء دراسات لأرض التربة وبعدها يتم أخذ عينة من الأرض ودراستها وتحليلها، ثم يتم وضع النتيجة النهائية فى يد الجهات المسئولة، مشيرًا إلى أن الدراسات تدخل أسبوعها الثانى فى الوقت الحالى.

وقال إن كل جهة ستقوم بتنفيذ مشروع الدلتا الجديدة بشكل متوازٍ، من إنشاء طرق واستصلاح الأراضى وحفر آبار ومحطات صرف وإمدادات كهرباء، مشيرًا إلى انتهاء وزارة الزراعة من المرحلة الأولى التى تشمل دراسة الأرض التى ثبت علميًا أنها تصلح لكل المحاصيل الزراعية من الناحية الفيزيائية والكيميائية والمناخ الذى يصنف بحر متوسط والذى يصلح لكل المحاصيل، وتقوم وزارة الموارد المائية والرى بالتعاون مع الهيئة الهندسية بعمل دراسات المياه وخطة تنفيذ الآبار.

وأشار مستشار وزير الزراعة إلى أنه تم وضع التصنيف المحصولى لمشروع الدلتا الحديده وتشمل القمح والفول والعدس والكينواه والأعلاف والبرسيم والذرة وفول الصويا وغيرها من المحاصيل البستانية المهمة، التى تقوم عليها مشروعات الإنتاج الحيوانى وصناعة الزيوت.

وأكد أن المستهدف زراعته خلال العامين المقبلين، أكثر من مليون و100 ألف فدان، منها نصف مليون فى مشروع مستقبل مصر، و600 ألف فدان أخرى فى محور الضبعة، مشيرًا إلى أن المشروع يستهدف شباب الخريجين، وهو أمر يجرى الإعداد له حاليًا بدراسات تفصيلية حول نظام الطرح وتنفيذ القرى بنظام حديث يستوعب التكنولوجيا الحديثة من رى مطور وتكنولوجيا الزراعة الحديثة والمتطورة.

واستكمل كلامه قائلاً إنه تم اختيار محور الضبعة لما يوفره من مزايا جغرافية عديدة لقربه من موانئ التصدير والمطارات والمناطق الصناعية، وعدد من الطرق والمحاور الرئيسية، ما يسهل نقل ونفاذ المنتجات الزراعية من أراضى المشروع إلى سائر أنحاء الجمهورية، هو ما كان له أثر ملموس بالفعل خلال العام الماضى لتوفير المنتجات الزراعية للمواطنين من إنتاج المشروع خلال جائحة فيروس كورونا.

وقال: إن البنية الأساسية والإدارية للمشروع تتضمن منظومة متكاملة للميكنة الزراعية والرى، مزودة بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية ،كما يتضمن آلافًا من جهاز الرى المحورى «بيفوت» و2 محطة كهرباء بطاقة 250 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم، وشبكة طرق رئيسية وفرعية بإجمالى طول 500 كم.

بينما أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد قصير أن مشروع الدلتا الجديدة أحد المشروعات العملاقة التى تنفذها الدولة، ومتوقع أن تزيد المساحة الزراعية أكثر من مليون فدان. مشيرًا إلى أنه ستتم زراعة مشروع الدلتا الجديدة بمحاصيل استراتيجية مثل القمح والذرة والخضروات مؤكدًا أنه تم استغراق وقت كاف لإعداد الدراسات الحقلية والمعملية لمشروع الدلتا الجديدة.

وقال: إننا لدينا أكثر من %93 أراضى صالحة للزراعة فى مشروع الدلتا الجديدة، مضيفًا أن التربة الصخرية لا تصلح للزراعة لذلك تم اختيار التربة بعناية ،لذلك لدينا أكثر من 93 % أرض صالحة للزراعة فى مشروع الدلتا الجديدة.