الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«روزاليوسف» تواصل  نشر فصول خاصة  من (دعاة عصر السادات) الشيخ المحلاوى.. مخلب قط الإخوان الذى اصطاد السادات

«روزاليوسف» تواصل نشر فصول خاصة من (دعاة عصر السادات) الشيخ المحلاوى.. مخلب قط الإخوان الذى اصطاد السادات

فى السطور التالية تنفرد (روزاليوسف) بنشر فصول  من كتاب (دعاة عصر السادات) الصادر عن دار العين للزميل وائل لطفى.. الكتاب يناقش تفاصيل الصفقة السياسيّة مع جماعة الإخوان المسلمين والسماح لها بالعودة للعمل، وأثر الدعاة الذين تأثَّروا بأفكار جماعة الإخوان على الحالة السياسية والاجتماعية للمجتمع المصرى فى العقود التالية.. يحتوى الكتاب على فصول عن الدعاة الإخوان مثل الشيخ كشك والشيخ الغزالى والشيخ المحلاوى .. وفصل عن دراسة عن موقف الشيخ الشعراوى من قضايا المرأة والأقباط والفن.. الكتاب هو الثالث للزميل وائل لطفى بعد كتابيه (دعاة السوبر ماركت) و(ظاهرة الدعاة الجدد) الذى حصل عنه عن جائزة الدولة التشجيعية عام 2008).



 

رسوم: عبد الرحمن أبو بكر
رسوم: عبد الرحمن أبو بكر

 

الشيخ المحلاوى عدو الرئيس

لولا ما قاله الرئيس السادات عن الشيخ المحلاوى لما تذكّره أحد، كان السادات يخطب خطابه الأخير فى مجلس الشعب، وكان يحاول أن يقول للناس لماذا أَقدم على اعتقالات سبتمبر الشهيرة، كان الخطاب -بشكل أو بآخر- كشف حساب لعلاقته بالإسلاميين ولأحزاب المعارضة أيضًا، كان يذكر ما اعتبره تجاوزات ارتكبوها فى حقه، وفى حق الوطن، وفى حق قواعد اللعبة السياسية التى وضعها، ولم ينتظر منهم أن يخرجوا عليها، وكانت المفاجأة أنه خصَّص جزءًا معتبرًا من خطابه للشيخ المحلاوى، كان يقرأ تقارير أمنية وردته بها مقتطفات من خطب مختلفة للداعية السكندرى.. كان ثمة شىء شخصى برَّره السادات قائلًا: (بيتطاول علىّ وعلى أهلى بيتى).. ومضى السادات يذكر أمثلة مختلفة لما قاله المحلاوى، حتى وصل إلى نقطة الذروة الدرامية فقال (أهو مرمى فى السجن زى الكلب)، وهى عبارة أدخلت الشيخ التاريخ من باب أنه الداعية الذى تحدى الرئيس، أو أغضب الرئيس.. والحقيقة أنه لا شىء لامع فى حياة الشيخ المحلاوى (مواليد 1925) سوى هذه اللقطة المسرحية، وسوى السنوات القليلة من السبعينيات التى سُمِح فيها لدعاة التيار الإسلامى أن يقودوا الناس، وغيّروا قناعاتهم، ويتحولوا إلى زعماء على المنابر.. قبلها كان كل شىء عاديًا.. المحلاوى نفسه واعظ عادى جدًا فى الأوقاف، لا يملك ألمعية مشاهير الدعاة.. لا عبقرية الشعراوى، ولا سخرية كشك، ولا عقل محمد الغزالى.. واعظ من أرياف كفر الشيخ قضى سنوات طويلة فى مساجد الأرياف، حتى تم نقله إلى الإسكندرية فى عام 1963 ليصبح إمامًا لمسجد سيدى جابر، ولا شك أنه كان يجمع بين صفة الداعية وصفة الناشط الاجتماعى، فهو يقول إنه بدأ نشاطًا يهدف إلى الشباب، فمارس التدريس فى المدارس الأهلية، ثم نظَّم دروسًا لطلاب الكليات فى المسجد بالتعاون مع الأساتذة الإسلاميين، واجتذبت دروسه عددًا ممن صاروا قادة للإسلاميين فى الإسكندرية مثل: إبراهيم الزعفرانى، ومحمد إسماعيل المقدم، وهو يتحدث فى ذكرياته عن علاقات ما بمسئولين فى الدولة، منها علاقته بالمهندس سيد مرعى صهر الرئيس ورئيس مجلس الشعب، ومنها علاقته بوزير العدل والمدعى العام الاشتراكى مصطفى أبوزيد فهمى.. فضلًا عن علاقات بالقيادات المحلية والأمنية، وهو يقول إنه كان مؤيدًا للرئيس السادات فى البداية، ويصدر البيانات لتأييده باعتباره رئيس اتحاد علماء الإسكندرية، لكن أول ظهور له على رادار الرئيس السادات كان فى عام 1975 حين صدر قرار بنقله من مسجد سيدى جابر لمسجد آخر، وهو يقول إن السبب هو وشاية ضده بأنه أساء للسيدة جيهان السادات.. أو رفض أن تفتتح مشروعًا تابعًا لجمعية يديرها، أو تساءل عن كيفية حضورها للمسجد وهى متبرجة، وهو يقول أن ما تعرض له كان وشاية، وأنه نُسِبَت له مقولة قالها داعية سكندرى آخر هو (محمود عيد) الذى وصف السيدة جيهان بـ (سيئة مصر الأولى) بدلًا من اللقب الذى أطلقته عليها الصحافة وهو (سيدة مصر الأولى).. اللافت أنه إزاء تهمة مثل هذه فإن العقاب كان تافهًا، أو لعله لم يكن عقابًا من الأساس بل ترقية. إن المحلاوى يقول إنه تم نقله لمسجد القائد إبراهيم، أهم مساجد الإسكندرية من حيث الموقع، و(سرة) وسط البلد هناك، وكان ذلك بفعل وساطات معينة!.. بعد الانتقال لمسجد القائد إبراهيم بدأت سنوات لمعان الشيخ المحلاوى، وهو يعتبر أن زيارة السادات إلى القدس كانت نقطة التحوُّل فى موقفه من السادات.

ما قاله السادات عن المحلاوى فى خطبته الأخيرة أمام مجلس الشعب يُوحى بنوعية التحدى بينهما، أو بين الإسلاميين الذين يمثلهم المحلاوى وبين السادات، فى خطابه فى مجلس الشعب يوم خمسة سبتمبر 1981 يقول السادات: (شيخ جامع فى الإسكندرية، صَنْعَتُه الهجوم والتهكم.. ليه؟ لأن أحزاب المعارضة تتصل به ويشجعونه على التهجم) ويضرب السادات أمثلة لما اعتبره تهجمًا عليه من المحلاوى فى خطب جمعة مختلفة، فهو فى إحدى الخطب يهاجم التسهيلات التى تمنحها مصر لأمريكا، ويعتبر أن مصر (تستغيث من لص بلص آخر) وفى خطبة أخرى يهاجم حفل افتتاح تفريعة قناة السويس، ويقول إنه تكلف 10 ملايين جنيه، وأن هذا المبلغ كان يمكن أن يمول بناء 400 مسكن للشباب، ويعتبر السادات أن المحلاوى يتخذ من صفته كداعية وسيلة للتهييج السياسى والهروب من المسئولية أمام القضاء.

ويذكر السادات نموذجًا آخر لدرس للمحلاوى قال فيه إنه لا توجد سيادة قانون فى مصر، لأن القانون لا يحترم، فهناك معتقلات وتعذيب وقتل بدون وجه حق، وأن المعتقلات لم تُغلق كما يقال، وأنه على رئيس الجمهورية تقليم أظافر المسئولين فى دولته، وعلى رأسهم أجهزة الشرطة).

وفى خطبة أخرى لم يختلف موقف المحلاوى عن موقف سائر الإسلاميين والإخوان من الثورة الإيرانية، حيث (وجه التحية للخومينى وشعب إيران لما وصفه بإذلالهم أمريكا خلال أزمة الرهائن).

ويواصل الرئيس السادات سرد ما قاله المحلاوى أمام أعضاء مجلس الشعب، باليوم والتاريخ قائلًا: (علشان نعرف الدعوة الإسلامية.. والدعاة.. والتسجيلات موجودة بصوته عند المدعى الاشتراكى.. انتقد فى 30 يناير 1981 الاجتماعات التى عقدها الرئيس فى أسوان، لما تكلفته من نفقات باهظة، وأنه إذا كان الرئيس يصيف فى الإسكندرية، ويشتى فى أسوان، فمعنى هذا أنه لا يعلم شيئًا عن معاناة الشعب).

ويواصل: (أما احتفالات الشرطة وما تكلّفته من أموال باهظة فالمقصود منها أن يعرف الشعب ما سيحدث له إذا عارض السلطة).. ويذكر السادات أيضًا نماذج أخرى لسخرية المحلاوى من إطلاق اسم قرية ميت أبوالكوم (مسقط رأس السادات) على إحدى قرى سيناء.

وعن خطبة أخرى فى 2-6-81 يقرأ السادات تقريرًا يقول: (مهاجمة المسئولين لتزييفهم الانتخابات الطلابية الأخيرة بالجامعة، والتنديد برئيس الجامعة، ووصفه بأنه عدو للإسلام).. ثم يتحدث المحلاوى عن قناة السويس مرة أخرى فيقول للمصلين أن التاريخ يعيد نفسه فالخديو إسماعيل استدان للإنفاق على حفل افتتاح قناة السويس، والحكومة الآن تستدين للإنفاق على حفل افتتاح تفريعة قناة السويس).. ويعلق المحلاوى على تصريح للرئيس السادات بأنه سيرهن أسهم قناة السويس قائلًا: إن الرئيس سيرهن القناة وبترول البلاد، وأن ذلك سيؤدى إلى احتلال مصر).. ويشرح السادات للنواب أنه أطلق التصريح حول رهن أسهم القناة بالفعل كرد فعل على تعنت الدول العربية مع مصر، ورفضهم مساعدتها ماديًا، وأن المحلاوى عالج الأمر بطريقة (لا تقربوا الصلاة..)!

ويروى السادات فى خطابه واقعة حقيقية، وهى تحدى المحلاوى للقرار الذى صدر بمنعه من الخطابة، وذهابه للمسجد محمولًا على أعناق الإخوان المسلمين وأعضاء الجماعات المختلفة وصعوده للمنبر متحديًا سلطة الدولة، وهتاف المصلين باسمه.. ويروى السادات كيف أن هذا أدى لإلقاء القبض عليه، وأن الإخوان هم الذين حرَّضوه على تحدى الدولة ثم ادعوا أن الدولة تضطهد الدعاة بعد القبض عليه.

ويواصل الرئيس السادات سرد ما قاله المحلاوى من آراء ضده وضد نظامه: (الحزب الوطنى هو أساس البلاء، وحرية المواطنين مقيدة بقانون الأحزاب، واستراحة الرئيس فى أسوان ممنوع الاقتراب منها على المصريين ومسموح للأجانب، ويدافع السادات عن نفسه قائلًا: إن استراحته هى إحدى استراحات مهندسى الرى فى أسوان، وأنها بسيطة للغاية، وأن سلفه الرئيس عبدالناصر هو الذى خصَّصها للرئاسة.. ويعتبر السادات أن ما يقوله المحلاوى هدفه شحن الشباب صغير السن ضده، وضد نظامه.. ويواصل السادات قائلًا: إن المحلاوى هاجم وزير الصحة ووزير التعليم، وقال إن مناهج التربية والتعليم تزور الحقيقة، وينتقل السادات لرصد هجوم المحلاوى على معاهدة كامب ديفيد قائلًا:.. (وبعدين يهاجم المعاهدة ويقول أن سيناء بعد الجلاء عنها بالمعاهدة تعتبر فى حكم المحتلة لأنها ستكون منزوعة السلاح، وأن ذلك من البنود السرية للمعاهدة، وأن الرئيس ادعى عدم وجود بنود سرية فى المعاهدة لضمان الحصول على موافقة الشعب).. ويصف السادات ما يقوله المحلاوى منفعلًا بأنه كذب وإجرام وسفالة، ويستنكر أن يقف عالم مُعمّم ينتمى للأزهر ليقول للناس أن هناك بنودًا سرية فى كامب ديفيد .. رغم أنها غير موجودة، ويضيف أن هدف المحلاوى هو شحن عقول الشباب الصغير ضد الدولة، وأنه سافر إلى محافظات مختلفة داخل مصر وخطب فيها، دون أن يتعرض له أحد، ومع ذلك واصل التحريض ضد كامب ديفيد، وقال إن هناك بنودًا فى المعاهدة تمنع مصر بمقتضاها قيام أى تنظيمات مناهضة لإسرائيل، وأنه لو كانت هناك حرية فى مصر لقلنا للرئيس السادات اترك الحكم، وقدم استقالتك.

ويتحدث السادات عن سخرية المحلاوى من خبر نشرته الجرائد يقول أن المحكمة الدستورية ستقوم بفحص إقرارات الذمة المالية للرئيس وعدد آخر من المسئولين.. حيث علق المحلاوى مشككًا فى الخبر، واعتبره استخفافًا بعقول الشعب، فى حين أن الإقرارات تم تسليمها بالفعل لرئيس المحكمة الدستورية.

فى خطبة أخرى، هاجم المحلاوى قرار الرئيس السادات بالإفراج عن على صبرى، وسامى شرف المتهمين فى قضية مراكز القوى، ويقارنهما بالمتهمين فى قضية الفنية العسكرية، ويقول أن الدولة أعدمت المتهمين فى قضية الفنية العسكرية لأن لها موقفًا من المسلمين، ويطالب بإصدار عفو مماثل عن المتهمين فى قضية الفنية العسكرية.. وبعد أن روى السادات ما قاله المحلاوى قال..: يطالب بالإفراج عن المتهمين الذين قتلوا خمسة عساكر، وهذا طبعًا بوحى من الجماعات الإسلامية الذين يقولون له قل ولا تخف وسنبقيك على المنبر، ولن تستطيع الحكومة أن توقفك، ووصل السادات إلى قمة انفعاله قائلًا: (أهو مرمى فى السجن زى الكلب).. بعد الوصول إلى ذروة الانفعال واصل السادات سرد مخالفات المحلاوى التى أدت لاعتقاله، حيث قال إنه كان يهاجم شيخ الأزهر، ويحاول تأسيس نقابة للأئمة، وأنه يقول للناس أن الرئيس مخصص له 35 استراحة، ورد السادات على موضوع الاستراحات قائلًا إنها ليست 35 فقط، وأن عدد الاستراحات الرئاسية أكثر من مائة، وأنه لم يبن أى استراحة خلال سنوات حكمه.. وقال السادات أن المحلاوى يطالب برحيله كما رحل شاه إيران.

وانتقل إلى هجوم المحلاوى على المسيحيين قائلًا إنه ادعى وجود مخطط من الكنيسة لإثارة المسيحيين عقب مقتل مسيحى فى حى (محرم بك)، وقال إن المحلاوى والجماعات الإسلامية يهاجمون الحزب الوطنى الذى يرأسه ويشوهون صورته، وقال السادات إنهم يحاولون التغرير بالشباب الصغير، وأن الإخوان ينفون علاقتهم بجماعة التكفير والهجرة وسائر الجماعات الأخرى، فى حين أن جميعهم واحد.. واتهم المحلاوى بإشعال الفتنة الطائفية، وقلب حقائق ما حدث فى الزاوية الحمراء، والادعاء بأن الأسلحة سحبت من المسلمين وتركت فى يد المسيحيين.

أما بالنسبة للإسلاميين فقد اتهم المحلاوى الدولة بأنها تحارب الإسلام فقط، وتقوم بإيذاء علماء المسلمين فى حياتهم ووظائفهم، فضلًا عن استضافته لقيادات الأحزاب المعارضة، والجماعات الدينية فى مسجده للهجوم على النظام، وكرَّر السادات ما رواه عن تحدى المحلاوى  لقرار منعه من الخطابة، وإصراره على الصعود على المنبر بحجة حقن الدماء، وحتى لا تنشب معركة بين المؤيدين له، ورجال الأمن.. وقال السادات إنه يسرد كل هذه الوقائع لأن اعتقال المحلاوى هو الذى أدى لتصاعد الأمور بشكل قاد إلى نقطة قرارات التحفظ على 1500 شخص، لأنه اكتشف وجود جبهة بين المحلاوى وداعية آخر لم يسمه واكتفى بأن وصفه بـ (بإمام مسجد السلام ) الذى وصفه بأنه لا يقل بذاءة.. ويستضيف الحاقدين، وبالتالى تصاعدت الأحداث).

قصة المحلاوى تبدو مثيرة فى بعض جوانبها وكاشفة لبعض حقائق الوضع الداخلى قبل أسابيع من اغتيال الرئيس السادات، وهو يروى أن إيقافه تم على مراحل؛ حيث أُبلغ بإيقافه عن الخطابة فى 15 يوليو 81 وقبل صدور قرارات سبتمبر بشهر ونصف الشهر تقريبًا، فى الوقت نفسه كان قد أبلغ بالتحقيق معه أمام المدعى الاشتراكى وحملت قضيته القضية رقم 1 أمام محكمة العيب، وهو يروى أنه عندما صدر قرار إيقافه عن العمل اجتمع فى بيته ممثلون للإخوان والسلفيين وجميع الجماعات الدينية واتخذوا قرارًا بتحدى قرار الإيقاف!.. وهو يروى أن رئيس جهاز أمن الدولة فى الإسكندرية رجاه ألا يذهب للمسجد وأخبره أن قرار إيقافه قادم من رئاسة الجمهورية ومع ذلك اتخذ قراره بالذهاب، صعد المحلاوى إلى المنبر بالفعل وسط هتافات أنصاره، وتم إنزال الخطيب البديل له الذى أرسلته الأوقاف، كان اليوم هو يوم عيد الفطر وخطب المحلاوى متحديًا الرئيس شخصيًا، وهو يصف ما فعله ويقول: (تحديت الرئيس شخصيًا كما لو كان شخصًا أقل من العادى، وليس رئيس دولة! وقلت إنه لا يستطيع أن يحرمنى من قضاء العيد وسط أولادى لأنهم أفضل من أولاده! وقال إنه فى الماضى كان يبحث عمن يتوسط بينه وبين السادات، لكنه فى هذه المرة مستغنٍ عن هذه الوساطة)، بعد مرور كل هذه السنوات يعتبر المحلاوى أنه كان (مجنونًا) خاصة أنه قال للمصلين لماذا لا يفعل مع البابا شنودة مثل ما يفعل معى؟.. لم يتم القبض عليه مباشرة ثم صدر قرار اعتقال له نفذته قوات الأمن وظل فى السجن حتى أفرج عنه بعد اغتيال الرئيس السادات.

اختفت سنوات السبعينيات بذلك الوهج الذى كانت تمنحه للدعاة المنتمين للإخوان المسلمين، لم يكن دور المحلاوى فقط هو الهجوم على الرئيس السادات بعد كامب ديفيد، ففى السنوات الأولى من السبعينيات كان دوره هو الهجوم على جمال عبدالناصر، (فى البداية كانت علاقتى بالسادات جيدة وكنت ضد عبدالناصر، كنت أكرهه بسبب ضرباته للتيار الإسلامى وإلغائه لهيئة علماء الأزهر، والمحاكم الشرعية).

أدى المحلاوى دوره فى تربية كوادر مخلصة للتيار الإسلامى وانقلب على الرئيس السادات، والتزم الصمت فى عهد مبارك، ظل المحلاوى صامتًا ثلاثين عاما تقريبًا ثم عاد للخطابة عقب قيام ثورة يناير، كان آخر حدث ساخن مرتبط باسمه هو حصاره هو وأنصاره فى مسجد القائد إبراهيم فى 2013 عقب مؤتمر لتأييد الإخوان المسلمين والإعلان الدستورى لمحمد مرسى.. عاد الشيخ المحلاوى مرة أخرى إلى الظل ليبقى إحدى علامات الاستفهام الغامضة فى هذا الملف المشبع بالغموض