الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم.. الفيروس الوحيد فى عنفوانه النشط سر سعادة وارتقاء كوكب الأرض

غناء القلم.. الفيروس الوحيد فى عنفوانه النشط سر سعادة وارتقاء كوكب الأرض

أؤمنُ بـ«الحرية» إيمانًا مُطلقًا، راسخًا، لا يشوبه شَك، أو تردد، كمَا أؤمنُ بنفسى. بل إن إيمانى بالحرية يزداد ثبوتًا وزهوًا بمرور الزمن، وبتأمل أحوال كوكب الأرض التعيس، المضطرب، المسرع إلى فنائه، واحتراقه.



 أؤمنُ بـ«الحرية»، إيمانى بأن «الإنسان»، أهم من الفلوس، وأن «العدل»، هو أجمل نظام سياسى، وأنها حَماقة أن يرد الإنسان على البذاءات، لأن كل بئر تنضح بما فيها، وأن «الشرَف»، هو الشجاعة والاستغناء، وأن نُبْل الخُلق، أسمَى من العلم والشهادات. 

 أؤمنُ بـ«الحرية»، ايمانى بأننى بعد موت أمّى، لا أريد العيشَ إلا قليلا، وبأن الشتاء أجمل المواسم، بأن الموسيقَى، سِرٌّ ساحرٌ، وأن «الألم»، هو قماشة أقدارنا العبثية، وأن الفقر موجود، لأن أقلية تلتهم أكثر من احتياجاتها، وأن الحب الحقيقى النادر، هو ثمرة العدالة بين الجنسَيْن.

أؤمنُ بأن «الحرية»، هى الدّم المتدفق، من جسد الحياة. وأنها «قَدَرُنَا»، يطاردنا أينما نذهب. «الثمَن» الذى ندفعه، لكوننا «أحياء». وشئنا، أو لم نشأ، ستظل فاتورة الحرية، واجبة السَّداد. إذا لم ندفعها ونحن أحياء، يدفعها «الورثة» مضاعفة. 

أنا «حُرَّة»، إذن أنا «متناغمة»، مع مسيرة الحياة، من أين يأتى،الشعب،بحريته ؟. ببساطة، الشعب الحُر، يساوى مجموع، نساء أحرار+ رجال أحرار + أطفال أحرار. 

ننطق بكلمة «الحرية»، حتى تنقض الاتهامات الأخلاقية، التى ترادف بين الحرية، وقلة الأدب، وقلة الدين، مع أن «الإدانات الأخلاقية، لا بُدّ أن تنصب، على «القهر»، لا على الحرية. وليس من المفروض أن نسأل عن حدود الحرية، ولكن عن حدود «القهر».

كل فضيلة، هى من نتاج «أخلاق الحرية». وكل رذيلة، هى من تبعات «أخلاق القهر». الحرية تصحح نفسها، وترتقى، والقهر يعيد نكساته الأخلاقية، وينزل بنا إلى أسفل.

 إذن «الحرية»، هى «المفتاح»، الذى أضعناه. وهى «كلمة السِّر»، التى نسيناها، و«الخوف» الذى يوهمنا بأشباح، لا وجود لها. عندما نشتهى «الحرية»، وندافع عنها، ولا نتهرب من دفع ضرائبها، حينئذ فقط، سوف نستحق أن يهاجمنا «فيروس» الحرية، الصحى، الحميد، الواقى، من جميع الأمراض. 

الحرية، الفيروس الوحيد، الذى فى تخليه، عن الكمون، وفى عنفوانه النشط، ستنعدل أحوال كوكب الأرض. 

  من واحة أشعارى

الحقيقة بمرارتها بقسوتها

تحرقنى تمزقنى تمرضنى

تُفقدنى عقلى

ترمينى أشلاء

فى أرض خراب

لكننى أفضِّلها 

عن أوهام تُريحنى

تُتَوِّجنى مَلكة 

بلا سُلطان

قُصورُها 

فى مدينة السَّراب