الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
دكان الكذب ونشر الشائعات!

دكان الكذب ونشر الشائعات!

كثيرة هى الدكاكين التى تتواجد فى الأسواق، بعضها يقدم سلعًا أو معروضات جيدة، وبعضها الآخر يبيع سلعًا أو بضائع ضررها أكثر من فائدتها، ومن هذه النوعية الأخيرة منظمة دولية، وإن كنت أرى أنه لا يتعدى سوى كونه مجرد دكان صغير يعرض بضاعة فاسدة، لا تصلح للتعامل بين البشر، أتحدث هنا فى هذا المقال عن منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأمريكية المنشأ والهوى، المعنية زورًا وبهتانًا بحقوق الإنسان المفترى عليه، فهى لا ترى سوى انتهاكات للإنسان فى الدول التى لا تدفع المعلوم، وتغض بصرها عن الانتهاكات الخطيرة التى تحدث فى فلسطين وليبيا واليمن، لأن أعين القائمين عليها مكسورة سواء من دول مثل إسرائيل التى ترعاها أمريكا ولية نعمة قادتها، لذلك لا أتعجب أنا أو غيرى من تقاريرها وشائعاتها التى تتعمد فيها الإساءة لكل ما هو مصرى، كان آخرها الإساءة إلى مصر واتهامها بأنها ترتكب أخطاء تكاد تصل إلى جرائم الحرب فى حق أبناء سيناء، بخلاف شنها حملات طرد وتهجير لمواطنيها.



الدكان إياه اعتمد فى تقريره المشبوه على معلومات منقولة (نقل مسطرة) من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، ولهذا رحب أصحاب الدكان وعن طيب خاطر بأن يكونوا بوقًا للجماعة ما دام قادتها فى الخارج يدفعون لها، بمباركة من دول وأجهزة مخابرات تكره أى تقدم يحدث فى مصر، وبالتالى لا يهمها هنا أن تكون التقارير مغلوطة أو غير دقيقة، ما دامت الأموال تتدفق من كل صوب وحدب، حتى ولو نالت من مصر التى تخوض أشرف معاركها ضد الإرهاب والإرهابيين، وهى المعركة التى تدخل تحت بند سيادة مصر على أراضيها، والتى لا يجوز لهذا الدكان أو غيره أن يدس أنفه بشأنها.

لن نتحدث هنا عن المعلومات الكاذبة التى تصدرت التقرير فهى مفضوحة لكل صاحب عقل وضمير، وسأذكر واقعة واحدة تبين مدى كذب ونفاق وانحطاط هذا الدكان، وهى الخاصة بما أوردوه عن الإرهابى (عمر إبراهيم الديب) الذى تم الاحتفاء به من قبلهم عقب تصفيته، حيث سبق أن نشر صورة سيلفى له وهو يفتخر بقتل جنودنا وضباطنا فى سيناء، ملوحًا بسلاحه فى رفقة إرهابيين مثله، قتل جنودنا لم يره أحد، ولكنهم حزانى على قتل التكفيرى الذى وصفوه كذبًا فى تقاريرهم بأنه ناشط سياسي، حقارة أصحاب الدكان لم تقف عند هذا الحد، حيث طالبوا من خلال حسابهم الرسمى صندوق النقد الدولى بضرورة إيقاف أى دعم لقطاع الصحة المصرى وكأنهم يعاقبوننا، تكريمًا وجبرًا لشراء خاطر عيون العناصر التكفيرية، التى تضمن لهم الاستمرار على الساحة الدولية بما تمنحه لهم من أموال وهبات.

بالطبع لم ير أو يشاهد أصحاب هذا الدكان ما حدث فى أمريكا نفسها حين ضغط أحد رجال الشرطة على عنق المواطن (جورج فلويد من أصل أفريقى) فى ولاية مينيا بولس ما أدى إلى وفاته، حينها خرجت المظاهرات فى العديد من الولايات الأمريكية للتنديد بهذا الحادث، الذى بيّن وحشية رجال الشرطة مع أصحاب البشرة السوداء، بالطبع القائمون على المنظمة المذكورة (أقصد الدكان) لم يلفت نظرهم هذا الحادث الذى لم تراع فيه أى حقوق للإنسان، مثلما سبق ولم يذكر ولو تقرير واحد عن مئات الحالات التى توضح عنصرية هذا الدكان، الذى لا يرى أو يسمع شيئًا سوى عن المقيمين خارج أمريكا، وكذلك لم يصادفنا الحظ ولو مرة ليخرج لنا تقرير عن الدول التى أيدت التقرير المشبوه وهى تصادر أملاك وأموال المهاجرين إليها الذين دنست مقدساتهم وحرقت كتبهم السماوية، وآوت الإرهابيين بين جدرانها ووفرت لهم الملاذ الآمن رغم ما يرتكبونه ويخططون له فى بلادهم الأم ضد الإنسان وحقوقه.

وأين كان أصحاب التقارير المشبوهة عندما خرجت المظاهرات فى بعض دول أوروبا وتصدت لهم الشرطة مستخدمة جميع أدوات العنف غير المبرر حتى وصل الأمر إلى سحل المواطنين، مثل هذه الدول حينما تقع المظاهرات عندهم فلا مجال لردعها سوى القوة والعنف.. هذه عينة بسيطة من طرق مواجهة من يتظاهرون أو يطالبون بحقوق الإنسان التى صدعتنا بها بعض الدول والدكاكين التى تتشدق بهذه الحقوق، تقارير مسيسة وتأييد أعمى من دول أعطت لنفسها الحق فى تقييم الآخرين، للتعتيم على انتهاكات حقوق الإنسان التى يمارسونها ليل نهار على مواطنيهم.

عمومًا نحن مع حقوق الإنسان فى كل مكان على وجه الأرض ونتقبل النقد البناء لنضيف ونعدل، أما النقد الذى يهدف إلى التحريض وزرع الفتن فلا مجال له بيننا، وإلى أن يحدث ذلك فنحن مستمرون فى معركة التنمية والبناء، فى نفس الوقت الذى نكافح فيه الإرهاب.. حمى الله مصر وشعبها من كل شر.