الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التائه

كاريكاتير: عماد عبد المقصود
كاريكاتير: عماد عبد المقصود

أحببت إنسانة منذ فترة كبيرة، لكنها فى مستوى اجتماعى أقل منى، والداها متوفيان وتقيم مع أختها الكبيرة وزوجها.. كلما تحدث مشكلة بيننا نفكر فى عدم الاستمرار فى العلاقة، لكننا لا نستطيع الابتعاد ونعود للحديث، ورغم كل الظروف تقدمت لخطبتها، فوالدتى لم تكن موافقة، وأهل خطيبتى أيضًا، لكننا ضغطنا عليهم حتى وصلنا لما نريد.



الآن أعانى من ضغط نفسى كبير جدًا، ما بين الاستمرار معها أو الرحيل، فهى إنسانة مناسبة لكن أخشى أن تؤثر ظروفها وسلوكها وما مرت به على مستقبلى، فما الحل؟

عزيزى

«الحقيقة أول مرة ألاقى هذه المشكلة من طرف الرجل.. عادة البنت الفقيرة لما بتحب الولد الغنى بتبقى هى إللى قلقانة من الوضع الجديد، علشان بيبقى جواها خوف من المعايرة بفقرها عندما تدخل المجتمع الجديد.. مجتمع الأغنياء وبينما يكون الطرف الآخر وهو فى هذه الحالة شخصكم الكريم يحاول باستماتة إقناعها بأن الحب بينهما سيزيل الفوارق الاجتماعية، وسيعتاد الأهل الرافضون بعد الزواج لأنه سيصبح أمرًا واقعًا وسيقبل الجميع فى النهاية كاعتراف ضمنى أن الحب هو السيد على الناس والمجتمع.. إلخ».

ولكن اندهشت من تضارب المعانى فيما كتبته لى.. فأنت - رغم حبك – الذى يعانى المشكلة والقلق من مستوى حبيبتك الأقل منك اجتماعيًا، وأنتما مخطوبان ومع ذلك هذا الأمر الخاص بالمستوى الاجتماعى هو بطل حكايتك وحكايتها وحكاية ذويك وذويها.

ألا يوجد أحد يرى الأمر بشكل عاقل أو موضوعى؟ وخصوصًا أنت.. الرجل.. صاحب القرار لأنها علاقتك أنت وهى أولاً.. ألا تعتقد مثلى أن الأربع حيطان التى ستضم حبكما وعقلكما وحياتكما سويًا ستصل بكما إلى التوافق والتواؤم.. وأن تفهم طباعها وتراها هى كشخص ستعيش معه.. هل فكرتما فى أى شىء غير مادى؟

وسؤالى الأهم فى الواقع ..هل هذا هو الحب؟ فأنا قرأت أحكامًا فقط.. على كل شخص ذكرته فى قصتك أو مشكلتك كما تتصور.. فى تصورى أن مشكلتك تكمن فى رأسك أنت فقط.. أنت مغرم بالمظاهر وأتصور أن حبك مشروط بشروط لن تقدر عليها هذه الفتاة التى لم تر فيها إلا مستوى اجتماعيًا أقل.

الرجل هو من يصنع حياته وحياة شريكته وحبيبته والتى ستصبح زوجته هو أمام جميع الناس أقرباء أو غرباء.. وهو المنوط بخلق المستوى الاجتماعى بيده لنفسه ولشريكته ولأولاده.

أتصور أنك ورثت هذا المستوى الاجتماعى.. لأنك لو كنت قد صنعته بيديك.. كنت عرفت أن عظمة الإنجاز تكمن فى بساطة ورضا وتواضع النفس المنجزة.. أشفق عليها وعليك من هذا الارتباط لأن بدايته فيها عوامل نهايته. أخيرًا.. غير تفكيرك.. أو غير رأيك.> مع حبى