السبت 25 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم.. لنجعل الفن خبزًا يوميًا   شهيًا ساخنًا مُتاحًا للجميع

غناء القلم.. لنجعل الفن خبزًا يوميًا شهيًا ساخنًا مُتاحًا للجميع

 كان 13 مارس 2014، الذى يوافق يوم ميلاد الموسيقار محمد عبدالوهاب، يوم إعادة الاحتفال بعيد الفن، بعد توقف 33 سنة. 



  أهم حدث فى هذا الاحتفال، ظهور «فاتن حمامة»، على مسرح دار الأوبرا، بعد استغنائها عن الإعلام مدة طويلة. 

  «فاتن» ذهبت إلى الاحتفال، لأنها أدركت بحسها الفنى، ومسئوليتها الوطنية، أن وجودها «ضرورة». 

  لقد وُلدت مصر، من جديد، بعد ثورة 30 يونيو 2013، وانهزم المخطط الدينى الإخوانى السلفى، وحلفاؤه فى الداخل والخارج، والشعب المصرى، كله متأهب للمسيرة المدنية الحديثة، وإعادة بناء الوطن.

  ذهبت «فاتن» ليس لتتسلم تكريمها، فهى أكبر من أى تكريم، ولكن لتكرم الوطن المنتصر. 

 وهى فى الوقت ذاته، تبعث برسالة ألا ننسى الفن، وألا نتغافل عن دوره فى التقدم الإنسانى، ورقى الحواس، حتى فى زمن كورونا.

   ولكن يبدو أن الفن فى بلادنا، مكتوب عليه «القهر»، رغم أنه صانع الحياة، بالضبط مثل المرأة، مكتوب عليها «القهر»، وهى واهبة الحياة. 

 توقف مرة أخرى، الاحتفال بعيد الفن،  «ولا حِس ولا خبر»، عنه. اختفى فى ظروف غامضة. الأخطر، ليس فى اختفائه، ولكن فى عدم البحث عنه. 

حب الفن، والكلام عن أهميته، من الشعارات التى ننام، ونصحو عليها. فالواقع يشهد يوميًا، على أن الفن مهمش، فى ذيل الأولويات.            

ما زال الفن واقفًا فى الصفوف الخلفية. ماذا تقدم مجتمعاتنا المتخمة بأجهزة الثقافة، ليصبح الفن بتنوعه، خبزًا يوميًا، شهيًا، ساخنًا، جيد الصنع، متاحًا للجميع؟. 

 ماذا نفعل، لكى يصبح للفنان، والفنانة، كرامة، مساوية لكرامة، ذوى المناصب المرموقة؟ ماذا نفعل، لكى تصبح الأمسيات الفنية ملمحًا أساسيًا، والشوارع تحمل أسماء كل فنانة، أو فنان، أعطى حياته لفنه؟. 

ماذا تقدم مجتمعاتنا، لكى لا يتعرض الفن الحقيقى، إلى محاكم تفتيش، ورقابة بقايا التسلط، الوصاية، واتهامات بالفساد، والتجاوز، والانحلال؟. 

ماذا نفعل لكى يصبح الفنان، والفنانة، متواجدة فى المناصب العليا، ومراكز اتخاذ القرارات، فى المجال الاقتصادى، والثقافى، والاجتماعى، والبيئى؟. 

نترك الفنانة، أو الفنان، يعانى من الشيخوخة، والاكتئاب، والكآبة، التى فى حقيقتها ليست شيخوخة، وليست عجزًا عن العطاء، ولكن فى إهمال المجتمع، وحجبه عن المشاركة، والحكم عليه بالإعدام، على فراش الوحدة والتجاهل وعدم العرفان بالجميل، والمعاش الضئيل، «قلة القيمة» المقرر من الدولة.. وبعد الموت ناقص العمر، نشيعه، وننعيه، بأسى، وحسرة، بدموع التماسيح.

من واحة أشعارى

سأكون كما أنا 

ليس كما ترسمنى شهوات الرجال 

ليس كما صورتنى الأساطير 

سأكون سفينة تشق البحر

أختار اسمى

أكتب كلمتى

أحزانى تسعدنى

وحدتى تغنينى 

وإلى أبعد سماء سأطير.