ست من مصر.. ستات مصر والعدالة

شيوخنا الأفاضل وأنتم الأعلم بشرع الله، إن المولى عز وجل ساوى بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات، حيث قال عز وجل: «ولهن مثل الذى عليهن»، وقال سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم «النساء شقائق الرجال».. والله أعطى الرجل مثل حظ الأنثيين فى الميراث فقط، وذلك للمسئوليات الواجبة عليه، ولا أعلم لماذا يصمم بعض شيوخنا على أن بنات مصر ناقصات عقل ودين!

سمعت شيخنا الفاضل الشيخ أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر منارة العلم والحضارة منذ مئات السنين، يقول فى التليفزيون إن المرأة الشرقية ظلمت بالعرف والتقاليد وليس شرع الله.

وهناك نماذج مشرفة للمرأة المصرية، فما رأيكم فى «مروة» سيدة التروسيكل التى كانت تقطع المسافات وهى تجر التروسيكل محملاً بأطنان من الكرتون أو بأى بضاعة ثقيلة يوميًا من الساعة الخامسة صباحًا حتى الثانية عشرة منتصف الليل، ومن عرقها وشقائها نجحت فى تزويج أختيها، وفى طريقها لتزويج أختها الثالثة، وهى لم تتزوج.

وصفية إبراهيم أبوالعزم (سيدة القطار) التى أصرت على دفع قيمة تذكرة المجند بعد سخرية مفتش القطار منه رغم أن القطار مكتظ بالرجال!، ومنى السيد الملقبة (ست بمائة رجل) التى تجر عربة بضائع فى شوارع الإسكندرية نظير جنيهات قليلة من أجل الإنفاق على أسرتها من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً.. ولم تمد يدها لأحد طلبًا للإحسان مثل بعض الرجال الذين يملأون شوارعنا للشحاتة.

مرفت التلاوى رئيس إحدى منظمات الأمم المتحدة، وغادة والى التى طلبتها الأمم المتحدة لتكون فى مجلس لمكافحة الجريمة والإدمان، ونحن الصحفيات والطبيبات والوزيرات فى الاقتصاد والمالية والتضامن الاجتماعى والصحة.

نحن نساء مصر اللاتى وقفن فى ٣٠ يونيو، رافضات أن نكون جوارى ومحظيات للإخوان، ورفضنا أن نكون فراغًا فى لافتات الانتخابات للأحزاب الذين يدعون أنهم رسل الإسلام فى مصر.. هل بعد كل هذا نحن ناقصات عقل ودين ويحق لأبى أو أخى حتى لو كان طفلاً أن يتحكم فى مصيرى.. نحن نساء مصر نطلب ممن يضعون القوانين؛ العدالة والأمان.