السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم.. 8 مارس يوم المرأة العالمى لا خير فى مجتمعات تلحق الشر بالنساء

غناء القلم.. 8 مارس يوم المرأة العالمى لا خير فى مجتمعات تلحق الشر بالنساء

إن طاعة النساء المطلقة للرجال والأزواج، وتعيين الذكور أوصياء عليهن، واعتبارهن مخلوقات من الدرجة العاشرة، مرادفات للرذيلة والفتنة، ويجب تغطيتهن، حتى يحافظ الرجال على غرائزهم دائمة التوتر، وتوصيف دورهن فى خدمة الزوج والمنزل والأطفال، بالوظيفة الأسمى، الأساسية، فى الحياة، لهو جذر قهر المرأة، وهو الأسمنت المسلح، عبر آلاف السنوات، الذى أسس البيوت الذكورية، وأرسى قواعد المزاج الذكورى.



«الذكورية».. ذلك الدينامو الجبار، الذى يحرّك كل حياتنا، الخاصة، والعامة، لابد من إفراغ شحناته العتيقة، وعدم إعادة شحنه من أى مصدر.. كيف نحلم بالرقى، ونحن نرى أن كلمة «الشرف» خاصة بالنساء فقط، وترتبط حصريًا بالجسد، الذى يحمل شرف الرجل، والمجتمع، والعائلة، ويتم قتله بجريمة اسمها «جريمة شرف»؟.. كيف تجتمع الجريمة والشرف؟

نريد العدالة، ونحن نرث الازدواجية الأخلاقية المخجلة، المخجلة من الفكر الطبقى الذكورى.. حيث للنساء أخلاق، وللرجال أخلاق.. للفقراء أخلاق، وللأغنياء أخلاق.

نتكلم عن الإنسانية، والغالبية يقفون ضد ضرب المرأة فى الشارع، بينما لا يحركون ساكنًا، وهى تضرب جسديًا ومعنويًا فى البيوت، على أيدى أزواجهن، أو آبائهن، وأشقائهن الذكور الأصغر منها.

كيف نحلم بالتقدم، ونحن متسلسلون بالكلابشات الذكورية، التى تحول النساء إلى قطع من اللحم، يؤكل، ويفترس، أو إلى قطع من الشطرنج، تتحرك دون إرادة.

نبحث عن السعادة، ونحن تحكمنا أزمنة أخلاقية وثقافية، مهترئة، متعصبة، عنصرية، ضد العدالة، والحرية، ضد السعادة؟

إذا كنا نريد تجديد الخطاب الدينى، وتحرير النساء، ووطنًا أفضل، فلابد من تغييرات فى قوانين الأحوال الشخصية، التى تنبع منها، الوصاية على النساء.. لن أيأس فى المطالبة بقانون زواج مدنى عادل، موحد لكل المصريات والمصريين. إذا كانت الأسرة «نواة المجتمع» عادلة، فسوف يصبح المجتمع كله عادلاً. هذه هى أمنيتى كلما جاء 8 مارس، يوم المرأة العالمى.

ليس صدفة أن الدول المتقدمة، هى الدول التى أعادت تشريعاتها، وقوانينها، لتحقيق العدالة بين النساء والرجال، فى الحياة الخاصة والعامة.

إن منطق الهجوم على الحريات (خاصة حريات النساء) بدعوى الحفاظ على الأخلاق، هو منطق ضد الأخلاق نفسها، وضد حركة الحياة.

منْ يتصور فساد الأخلاق لأن النساء يتحررن، إنما تكمن المشكلة فى داخله هو، وليس فى التحرر، وليس فى النساء. وعليه أن يحل مشكلته بعيداً، عن تقدم الحياة، وعن طموح النساء للعدل والمساواة والحرية.

لا «خير» فى مجتمعات، تلحق «الشر» بالنساء. 

من واحة أشعارى :

ماذا تنتظر وإلى متى؟

شبع الحب وانطفأت الأشواق

منك اكتفيت

الآن وقت وحدتى

مع القلم والأوراق

لا تبرر وجودك

لا تفرض شروطك

لا تدخل منافسة مع «القلم»

لأن قلمى

سيفوز دائمًا بالسِباق.