عقوق الآبـــــــــاء

أبلغ من العمر 18 عامًا، أبى وأمى لا يريدان الاستمرار فى الحياة معًا، حيث انفصلا قريبًا، وأبى بخيل جدًا، ولا يمنحنا أنا وأشقائى الخمسة إلا 150 جنيهًا فى الشهر لكل منا، كان لى شقيق سادس لكن توفاه الله، ومن وقتها أخذ والدى وفاته ذريعة، وبدأ يقول للناس أن والدتى هى من قتلته!

أشقائى ما زالوا صغارًا، أكبرهم فى الصف السادس الابتدائى، وأبى يريد أن ينهى تعليمنا حتى يوفر المال، ويريد أن يستولى على البيت الذى يتشارك فيه مع والدتى، التى تملك الثلثين فيه، بينما يملك هو الثلث، ووالدتى تعمل معيدة فى الجامعة، أما والدى فمدرس، ورغم أن دخله كبير، لكنه لا يعطينا إلا مبلغًا صغيرًا لا يكفى لشىء فى هذا الزمن، خاصة مع مصروفات دراستى والدروس الخصوصية، ولا يريد زيادة هذا المبلغ الذى تحصل عليه أمى من المحكمة، ويصر على أن أقيم معه، ووالدتى أيضًا تريد أن أقيم معها، ماذا أفعل؟

عزيزتى

اسمحى لى أولا أن أشاركك حزنى الشديد تجاه ما رويتيه عن والدك وعقوقه الأبوى السافر على حد روايتك.. والمشكلة هنا ليست فى يدك حلها.. لأن والدك هو المتسبب فيها وبإصرار.. ما يخصك هنا - وده مش حل لكن أضعف الإيمان- أنك تقررى انتى عايزة تعيشى مع مين وتصرى على موقفك لأنى لم أفهم منك ما تريدين أنتى أن تفعليه بناءً على جميع هذه المعطيات حولك للمشكلة».

 أيضًا ابدئى فورًا فى الاعتماد على نفسك.. استغنى عن الدروس الخصوصية وركزى فى الفصل على التحصيل والفهم .. وهذا شىء سهل وطبيعى.. حددى إنفاقك فى الضروريات وفكرى فى مشروع خدمى أونلاين وابدئى فيه، ولو بمشاركة أصدقاء لك أو إخوتك ووالدتك مثلاً.

 ما أريد أن تريه هو أن حل المشكلة لنفسك ممكن.. فقط يحتاج منك قرارًا جادًا وفعلاً صادقًا وإن شاء الله لن تكونى على أقل تقدير بعدها طرفًا فى المشكلة التى لم تتسببى أصلاً فيها.. بل أنت من ضحاياها.. ربنا معاكى. مع حبى..