الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إلى غير رجعة!!

الآن اتضحت الرؤية.. وكل شىء انكشف وبان.. وقد انزاحت الغمة وذهب ترامب إلى غير رجعة.. وخيبة ترامب أنه تعامل مع شعوب الأرض على اعتبار أنها 6 مليارات كومبارس.. لا يصح لهم ولا يجوز الاقتراب أكثر من اللازم من مواقع الأحداث وفلاشات الكاميرات.. وحضرة الكاوبوى دونالد ترامب تقمص شخصية مخرج الروائع.. وقرر توزيع الأدوار واصطنع المعارك الوهمية لتكون خلفية مناسبة وهو يعيد صياغة الجغرافيا والتاريخ طبقا لمزاجه الشخصى..



 

 من أجل ضمان النجاح الجماهيرى للفيلم الأمريكانى.. رفع بوش شعار محاربة الإرهاب واختار أعداءه بعناية.. فإذا بها الصين وإيران.. والمخرج لا يرى غيرهما.. وفى البداية وضع كوريا الشمالية على لوحة التنشين.. لكن كوريا أظهرت العين الحمراء مبكرا.. فعاد إلى الأهداف الأولى.. إيران والصين على اعتبار أنهما أصل وفصل الإرهاب فى العالم.. مع أنه يعرف أن الإرهاب فى مكان آخر تماما.. بعيد عن أرض المعارك الوهمية.. تحديدا فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.. حيث المجازر الحقيقية.. وحيث يغيب العقل والمنطق والقانون الأخلاقى.. لكن دونالد ترامب لا يرى.. وقد اختار أن يعيد صياغة الأحداث.. فتكلم عن صفقة القرن التى ينحاز فيها دون قيد أو شرط للعدو الإسرائيلى على حساب الحق الفلسطينى!!

مع دونالد ترامب غاب المنطق الأخلاقى ليحل محله المنطق الانتهازى ونغمة المصالح العليا.. والخيبة أن مصالح دولة ما قد تتعارض مع مصالح دولة أخرى.. لكن البقاء للأقوى وللأكثر مقدرة على استخدام وسائل الغش والخداع الاستراتيجى.. وهو نفس منطق الغاب والإنسان البدائى.

يا ميت خسارة على أمريكا التى امتلكت يوما 99 فى المائة من أوراق القضية.. وقد حكمها كاوبوى افتقد الخبرة والحس السياسى والوعى بأحوال العالم والمصيبة وهو المصاب بالحول السياسى والعمى الحيسى ولا يرى أبعد من قدميه.. لكنه أراد أن يحكم ويتحكم فى العالم بأسره.

الخيبة أن هناك من الأمريكان من صدقوه وآمنوا به.. والدليل هو صناديق الانتخاب وقد حصل ترامب على ما يقارب نصف أصوات الأمريكيين.. والدليل أنه عندما دعاهم للعصيان المدنى استجاب الأمريكان عن وعى أو عن جهل.

ومن الواضح أن مرض الجهل قد استشرى بينهم بفعل الدعاية الترامبية المركزة.. فلم يعد يهمهم معرفة الآخرين.. كل ما يهمهم هو مصالح الأمريكانى وخلاص.. وهناك من لم يسمع فى حياته عن بلدان أخرى وشعوب مختلفة.. مع أن عدم الفهم والتواصل بين الحضارات خطير جدا.. وربما حدث التصادم ووقعت الحروب نتيجة لجهل طرف بعادات وتقاليد وديانات الطرف الآخر.. ومن غير المعقول أن تبنى استراتيجيات سياستك.. وأنت تجهل أحوال العالم من حولك..!

والآن المسئولية كلها تقع على عاتق الرئيس المنتخب جو بايدن من أجل تصحيح أخطاء سلفه الكاوبوى دونالد ترامب.. بما يؤكد أن لبعض الرجال تأثير على حركة التاريخ.. بما يعنى أن الشخص الجاهل فى موقع المسئولية يمكن أن يقود الدنيا للهلاك.. والعكس صحيح والشخص العاقل فى موقع المسئولية يمكن أن يقود الإنسانية للخير والرخاء.

وأنسى تماما مشروعات ترامب عن صفقة القرن.. هى لعبة لعبها على بعض حكامنا من أجل ابتزازهم.. وهو يقود المشروع الصهيونى لابتلاع الضفة الغربية وضم القدس والجولان ونقل السفارة الأمريكانى من تل أبيب إلى القدس وهو النقل الذى فشل فيه رؤساء متعاقبون.. لكن ترامب الصهيونى نجح فى بث الرعب فى حكام تابعين.. فتم له ما أراد.

فهل ينجح بايدن فى محو الصورة السلبية التى قدمها ترامب عن دور أمريكا فى العالم والمنطقة العربية تحديدا.. وهل يمكن أن ينظر إلى الحق ويصحح أوضاعا خاطئة.. أم أن تصحيح الأوضاع يرتبط بسلوك أبناء المنطقة وإصرارهم على التصحيح؟!

وهل آن الأوان لنشهد شهر عسل أمريكى عربى.. كما كانت أحوالنا فى عهد كارتر وكلينتون.. وقد غاب الكاوبوى عن الساحة.. وربما للأبد!!