الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ولايزال وحيد حامد يتحداهم

ولايزال وحيد حامد يتحداهم

هل أصبحت الشماتة فى الموت سمة من سمات البعض ممن لا يتمتعون بخُلق إنسانى أو دينى، متناسين عن قصد وتعمُّد أن فى يوم ما قريبًا أو بعيدًا سيموتون هم أيضًا، هذا السلوك تحديدًا هو ما يجعل بعض التكفيريين يسعدون ويهللون عند استشهاد جندى أو ضابط كان يؤدى واجبه فى حماية وطنه، ومثلما يتشفّون ويفرحون أكثر عند وفاة أحد مشاهير الوطن، لمجرد أنه كشف كذبهم وعدم صدق ما يصفون أنفسهم به أو اختار طريقًا غير طريقهم.. ما حدث من هؤلاء الخونة مؤخرًا عندما توفى الكاتب الكبير «وحيد حامد» خير دليل على ذلك؛ حيث تميزت تعليقاتهم بالخسّة والوقاحة المقرونة بجهالة ليس لها من مثيل على وجه الأرض، وبالطبع وجدت كتائبهم الإلكترونية التابعة لهذه الكيانات الهشة الفرصة مواتية لشن هجومها ووصف الكاتب الراحل بكل ما لا يليق، سواء لشخصه كمبدع كبير، أو بجلال لحظة الموت واحترامه، خارجين عن قواعد وأصول الدين الذى يتمسّحون به آناء الليل والنهار، المتدثرين بعباءته الوثيرة، التى اعتقدوا أنهم احتكروها لأنفسهم ولمن يتبعهم، موجّهين له سهام التكفير (على اعتبار أنهم وحدهم من يحملون مفاتيح الجنة!!)، موجّهين له أسخف التهم والإساءات، متجاهلين حديث النبى- صلى الله عليه وسلم: (لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)، فى حين استدلت دار الإفتاء المصرية بحديث آخر للنبى- صلى الله عليه وسلم- للإجابة عن سؤال وجّه إليها من أحد المواطنين، قال فيه: إن الرحمة الإنسانية تحمل على الحزن والبكاء مَهما كان حال الميت، وأشارت: لقد قام النبى- صلى الله عليه وسلم- لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودى قال (أليست نفسًا)، هذه الأحاديث النبوية أنكرها هؤلاء الجهلاء بدينهم مادامت لا تحقق غرضهم ولا ترضى طموحهم، وهذا ليس بمستغرب لى أو لغيرى، فقد سبق أن اتبعوا النهج نفسَه عندما أفتى أحد كهنتهم بأن أى مصاب تابع لهم بفيروس «كورونا»، عليه أن يخالط أحد جنودنا أو ضباطنا سواء فى الجيش أو الشرطة حتى يتمكن منهم الفيروس.. هكذا هو الجهاد الأعظم من وجهة نظرهم، اعتقادًا منهم أن هذا ما سيعيدهم يومًا لحُكمنا مرّة أخرى، والحقيقة أن الجهل المقترن بالغباء قد تمكّن منهم فتحوّل غرضهم إلى مرض لا شفاء منه قط، ولكنها خيالات وأوهام تملكت نفوسهم المشبعة بحب التملك والسُّلطة التى (جرّبوها) يومًا ودفعنا نحن أبناء الشعب المصرى العظيم ثمنَها، ولكن خاب أملهم وسيخيب أكثر، فتلك الأيام لن تعود بعد أن افتضح أمرُهم أمام الجميع، وفكرة إتجارهم بالدين والوصاية علينا لفعل هذا وترك ذاك لن تؤتى ثمارها مرّة أخرى؛ لأن قلوبهم العامرة بالسواد انتزعت منها الرحمة والشفقة والإنسانية واستبدلت بعشق الدم، وهذا ما أكد لى أنهم ومن يتشبّهون بهم أصبحوا يدينون بدين لا يعرفه غيرُهم، دين يبيح لهم تلك التصرفات الشاذة والبعيدة عن الدين الصحيح، مما أدى إلى انتشارها وتوغلها بين صفوفهم؛ خصوصًا بين الشباب المنتمى إلى جماعتهم الإرهابية، الذين لقنوهم القتل والحرق والنهب والسلب وهتك الأعراض، وهذا ما يفضحه تاريخهم الذى يؤكد للقاصى والدانى براعتهم فى هذا الشأن منذ أسّس كاهنهم الأول الجماعة، فموت جندى أو طبيب أو عالم أو كاتب أو فنان يسعدهم ويدخل البهجة فى نفوسهم، وأنا على يقين أن هذا هو أقصى طموحهم بعد أن اشتد الخناق عليهم، وأصبحوا قريبين جدّا من دخول مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها، أمّا المبدع الراحل «وحيد حامد» فستظل أعماله تتحداهم وتكشف نواياهم وتصرفاتهم وإرهابهم، حتى زوالهم من حياتنا إلى الأبد.