السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

القرار الصعب

أنا عراقية أعيش فى ألمانيا، تزوجت منذ 8 سنوات ورزقنى الله بثلاثة أطفال، وقبل عام تعرّف زوجى على مصرية مطلقة لديها ابنتان، لكنهما تعيشان مع والدهما، وبدأت علاقة زوجى بهذه السيدة تتطور بشكل سريع، حتى وصلت للحب بعد 10 أيام فقط، واكتشف كل ذلك مع قراءتى لمحادثة كانت بينهما، وعلمت أنها دعته إلى بيتها وقضى معها الليل.. واعتبرتها خيانة ولم أتحملها، وتحولت إلى مشكلة نفسية لأننى كنت أعرف هذه السيدة، وزارتنى فى بيتى.



ورغـم ذلك تصالحت مع زوجى، وبعد 5 أشهُر علمت أننى حامل، وهو كان يريد طفلًا ثالثًا، فوافقت على أمل أن يكون هذا الطفل سببًا فى إصلاح علاقتنا، لكن الشك أصبح يحاصرنى، حتى اكتشفت أنه تزوج هذه المطلقة سرّا، فأصبت بصدمة شديدة وطردته من المنزل، وطلبت منه ألا يعود إلا عندما أهدأ بعد أن وعدنى بحل المشكلة، لكننى كنت متأكدة أنه كذاب، ويريد أن يقنعنى حتى أتأقلم مع زواجه، وتركنى وحدى رغم أننى كنت حاملاً، وأرعى ابنى وابنتى، واختفى شهرين، وعلمت أنه أقام حفل زفاف وأعلن زواجه، وبعدها حاول أكثر من مرّة أن يتواصل معى حتى أعود إليه، لكننى رفضت.

وبعد 5 أشهُر، أقنعت نفسى بأن أمنحه فرصة وأجرّب الحياة معه من جديد، لكننى لم أستطع الاستمرار معه أكثر من 3 شهور، وطالبته بألا يعود لبيتنا أبدًا، وعقب ولادتى لطفلنا الثالث حاول العودة مرّة أخرى، لكننى كنت واثقة أنه لا يحبنى، ويريد فقط استمرار الواجهة الاجتماعية والمادية؛ لأننى أحصل على راتب من الدولة وأمتلك شقة، فأنا أعرف أنه أنانى ويحب نفسه جدّا، ولا أتقبل فكرة وجود الزوجة الثانية، وأرفض العودة إليه لأنه غير مسئول، ولن يكون سببًا فى راحتى، لكن على العكس سيزيد من معاناتى.

فكرت كثيرًا فى أن ما فعله نزوة، وأنه سيعود إلىَّ، ومرّات أخرى أقول يستحيل أن يطلقها لأنه يحبها، لكننى مترددة بسبب أولادى.. هل سأكون على صواب عندما أختار سعادتى وراحتى بالطلاق من والدهم؟ أمْ أعود إليه وأعيش التجربة لأتعلم وأكون قوية بوجوده بحياتى؟ خصوصًا أننى خائفة على الأولاد، لأنهم بدولة أوروبية ومن الممكن أن أفشل فى تربيتهم، ولا أستطيع التعامل معهم عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة.. فى انتظار نصيحتك.

 عزيزتى..

قرأت مشكلتك أكثر من مرّة، وحاولت أن أصل إلى «نصيحة» تجيب عن تساؤلك المحدد، هل تستمرين بسبب أولادك أمْ تحصلين على الطلاق ومعه سعادتك، وأى من القرارين هو القرار الصائب؟!

هذا القرار أنتِ فقط الذى تعرفينه، ولكن دعينا نرى الأمر بوضوح أيّا كان الاختيار، بمعنى التفكير بالعقل والخيال فى آن واحد.. لنتصور أنك قد حصلت على ورقة الطلاق، وهى الآن فى يديك، ما المكاسب وما المتاعب التى ستحصلين عليها مع هذه الورقة؟

لنتفق أن خيانة الرجل هى أسوأ شىء يمكن أن يفعله الرجل فى علاقته الأصلية وهى زوجته، وهو إحساس نرجسى بالاستحواذ والسيطرة والأهمية الكاذبة، وعدم قبولك حتى مع محاولتك لاحتواء الموقف إحساس طبيعى جدّا، ورد فعل؛ لأن الذى قرر كسر العهد هو الطرف الآخر، وهذا اختياره، وعليه فلا يجب أن تشعرى بالذنب أمام من يرتكب الخطأ فى حقك!

خوفك على أولادك فى محله، ولهذا قمنا بتجربة التخيل، أحيانًا يكون الانفصال أفضل للأولاد؛ لأن الحياة فى مناخ زوجى غاضب وكاره وغير مستقر يضرب الأولاد فى مقتل، فأنتم تعلمونهم النموذج والصورة المعرفية الأولى فى عقلهم الباطن والواعى معًا عمّا هو «طبيعى» بين الرجل والمرأة، وفى هذه الحالة الصياح والغضب والإهانات وحتى الخيانة!

ولكن حتى قرار الانفصال يجب أن يدرس جيدًا على جميع الأصعدة، اقتصاديّا ودراسيّا وسكنيّا، ومشاركة الطرف الآخر فى مراعاة الأولاد نفسيّا هو الأهم.. ادرسى قرارك أيّا كان واستعدى عمليّا له، ثم ناقشى زوجك بعد ترتيب حياتك وحياة أولادك فى المستقبل كبحثك عن عمل مثلاً.. إلخ.

وفى النهاية أعتقد أننى وجدت النصيحة المناسبة الآن: «ابنى حياتك قبل ما تسكنين فيها».

مع حبى..