الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رؤيتى الشخصية..  لعنة الغناء

رؤيتى الشخصية.. لعنة الغناء

يبدو أن بعض من يتحدثون فى الدين مازالوا بحاجة إلى إصلاح عقولهم وتصويب أفكارهم وتقويم حديثهم لأن كثيرا من القضايا تم حسمها وبيان الرأى الأصح فيها وارتاح الناس لهذا الرأى وعملوا به وطبقوه منذ زمن بعيد، ومع ذلك فإن بعضهم مازال يردد فتاوى تتسم بالتشدد والجمود وتبتعد عن الإقناع والقبول ويخلطون فيها بين آرائهم الشخصية ورأى الدين وللأسف فإنهم لا يخضعون هواهم للدين، بل يخضعون الدين لهواهم والمثل الواضح على ذلك مسألة الغناء والفنون وموقف الإسلام منها، فإنه رغم وضوح الرأى فيها واستقرار العمل بشأنها منذ زمن بعيد وبعد أن تفهم الناس أمرها نجد من يفتى بتحريم الموسيقى والغناء تحريمًا قطعيًا، فقد ظهر علينا أحد الشيوخ منذ أسبوعين فى إحدى القنوات الفضائية وسألته مشاهدة على الهواء مباشرة: ما رأى الدين فى إلحاق ابنى بمدرسة لتعليم الموسيقى لأننى أريده أن يتقن العزف على إحدى الآلات الموسيقية مثل الجيتار أو ما شابه ليعمل من خلالها فى المستقبل؟!



امتعض الشيخ من توجيه السؤال وأجاب فورًا: «حرام طبعًا»، وعندما حاولت المذيعة أن تراجعه انفعل قائلا: ما درسته وتعلمته أن الموسيقى والغناء حرام شرعًا.

ولنا هنا وقفة وتساؤلات عدة.. كيف يستريح ضمير المتحدث فى الدين وهو يقول كلامًا يخالف المشهور والمعمول به؟! وكيف يستبيح لنفسه أن يرمى جميع من يستمعون إلى الغناء ويمارسون نشاطه تأليفًا وتلحينًا وغناءً وإنتاجًا وتوزيعًا يرمى كل هؤلاء بمخالفة الدين وارتكاب الإثم والحرام، وإذا كان يظن أنه يريح ضميره بقول ما يعتقده صوابًا، ألم يؤلمه ضميره حين أدخل الألم على كل هؤلاء؟!

وإلى متى يظل الحديث فى الدين مستباحًا لكل من يعرف ومن لا يعرف؟!

لقد اتخذ الأزهر منذ عدة أعوام قرارًا حدد فيه من لهم حق الحديث فى الدين والإفتاء وطلب من الهيئة الوطنية للإعلام آنذاك أن تراعى هذا الأمر فى جميع القنوات، ورغم أن هذا القرار مازال ساريًا إلا أن هذه الفتوى وأمثالها مازالت تطل علينا بين الحين والآخر لتبين لنا أن بعض مقدمى البرامج لم يتعاملوا مع هذا القرار بالاهتمام المطلوب فاستعانوا بمثل هؤلاء المتحدثين غير المتخصصين الذين يثيرون البلبلة بمثل هذه الفتاوى التى تتعارض مع الحاضر الذى نعيش فيه.

إن الزمان لا يرجع إلى الخلف ولا يعود إلى الوراء، ومثل هذه الفتاوى قد عفى عليها الزمن ولم يعد لها قبول فى الحاضر المعاصر لأنها تضر بالدين ولا تنفع الناس، حيث إنه لم يرد دليل مؤكد على أن الغناء محرم شرعًا، وقد ورد فى بعض كتب التراث الموثوق بها أن أكثر من أربعين صحابيا والتابعين استمعوا إلى الغناء وقالوا إنه حلال وتحريم الحلال لا يجوز خاصة إذا كان الأمر أصله حلالا.. أرجوكم.. أرجوكم ارحمونا من هؤلاء الذين ينغصون حياتنا بمثل هذا الكلام لأننا فى نظرهم مذنبون لأننا نستمع إلى الغناء.