الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
"كدهوّن" :  "ماما نويل" ونهاية الـ Moms Group

"كدهوّن" : "ماما نويل" ونهاية الـ Moms Group

ولأنى قررت أتجنب الدخول فى أى علاقة مباشرة مع جروب «الماميز» مع إصرارهن على حشر كلمة يا بنات فى أى جملة مما يعنى تجاهل متعمَّد لى ولروجولتى كعضو مشارك بتلميذتين فى هذا الجروب الحريمى الهوَى .. فالتزمتُ بالتكنيك المتبع فى كل منظمات الجاسوسية فى العالم، وهو المراقبة عن بُعد من غير أى مشاركات ولا تبادل لصور فناجين القهوة ووردة عصفور الجنة وطيور فى السماء وقت الغروب ولا حتى نزّلت لهم أغنية عمرو دياب الجديدة (خفت يفهموا غلط إنى بتحرش بوحده منهم) وكِدَهُوَّن.



اكتفيت إنى أسيب المعلومات تتدفق من الحنفية لوحدها من غير ما أتدخل وحرّمتهم من رأيى السّديد واقتراحاتى الرشيدة، ولأنى كنت قد كثفت مراقبتى لهن فى الأيام الأخيرة بسبب أخبار «الكورونا» اللعينة والهرتلة المصاحبة لظهور حالة بين الطلبة، ولأنى رصدت تعالى صيحات «الماميز» وتطوّر الاقتراحات من ضرورة الالتزام بالكمّامات والمطهرات والدعوة لتشديد الإجراءات الوقائية إلى تحويل الدراسة «أون لاين».

وفجأة دخلت «الأم الخازوق» التى فى العادة بتصيب باقى أولياء الأمور فى مقتل وأطلقت صرختها العالية: يابنات يابنات.. إحنا اتأخرنا قوى فى هدايا الكريسماس (تحسّها ماما نويل فى نفسها). وهنا ساد الصمت الرهيب بين الماميز ذات نفسهم (هدايا يعنى لم فلوس وبابا ما بعتش فلوس)، واستمر الصمت لدقايق مرّت كأنها ساعات مش تخرس بقى وتلم نفسها؛ لا رجعت بكل رخامة تانى تنادى على كل أمّ باسمها وكأنها واقفة فى بلكونة بيتها وبتنادى على السّت «أم حنفى» بتاعة الجرجير، وباستظراف مالوش أى جمهور أطلقت نكتتها البايخة.. جرى إيه يابنات انتوا نمتوا ولّا إيه؟! هههههههههه. (هى إللى قالت النكتة وهى برضة إللى بتضحك)، والصراحة الماميز أخدوا موقف مشرّف وتجاهلوها تمامًا وأصبح السكوت علامة الرفض، بس ماما نويل لحوحة وزنانة.

قعدت مستنّى أشوف إيه إللى هايحصل وأنا بقولها فى سرّى: (بابا نويل بيجيب الهدايا على حسابه يا هانم مش بيفضل يتسول من أولياء الأمور إللى محتاجين إللى يكرمش لهم قرشين فى إيدهم مش ياخد منهم تبرعات).. وأخيرًا ظهرت السّت «أم تمارا» إللى ردت فى تكاسل مقصود (إيه ده همّا هايعملوا احتفالات السَّنَة دى فى المَدرسة؟)، فردت «الأم الخازوق» فى بهجة مصطنعة :(لا يا حبيبتى، الحفلة اتلغت السَّنَة دى)، فبدأت الماميز تطمن للتوجهات العامة وبدأوا يظهروا بالترتيب، فدخلت «أم مروان» بسؤال مهم جدّا: (أم مروان تمثلنى أنا شخصيّا) ولازمته إيه بقى نجيب هدايا كريسماس واحنا مش هانحضر ولا فى حفلة أصلًا؟! فدعّمتها السّت «أم تمارا» بسرعة: أنا بقول نبقى نجيب هدايا بقى فى «عيد الأم» ده لو كانوا هايعملوا حفلة وكِدَهُوَّن.

لحظات وتدفقت الأمهات مؤيدات لعدم إحضار هدايا هذا العام احترامًا للظروف، وأنا سعيد وأتابع بصمت النبلاء، وبحيى كل أم تدخل تفنّد فكرة الهدايا السَّنَة دى، واعتبرت الموضوع خلص بسلام وكِدَهُوَّن.. لكن «ماما نويل» لا تموت أبدًا ولا تنهزم، ولكنها تحاور وتتلون، ردت فى مَسكنة (زى ما تحبوا خلاص، بس هايبقى شكلنا وحش أوى لأن كل الفصول هاتجيب هدية للمُدرسات وهانبقى بنحط الأولاد فى موقف مُحرج قدام زمايلهم)- مش عارف ليه مُحرج- فدخلت أولى المهزومات وقالت (خلاص احنا ممكن نجيب هدايا رمزية).. هنا ابتديت أتعفرت كمان هدايا يعنى مش هدية واحدة؟! 

فتوالت الاقتراحات، وفجأة فجّرت «أم ياسين» سؤالها المزلزل: (طيب لمّا نجيب الهدية لميس إنشراح نخليها مع مين فينا لحد ما تظهر وينفع نوديها لها؟). وهنا ساد الهرج والمرج بين الأمهات وقد قتلهم الفضول ليه يا تهانى ليه ها؟ ليه بجد؟! هو حصل لها إيه، احكى بقى بلاش رخامة مالها إنشراح بجد؟!

 فقالت الست «أم ياسين» بشماتة غير مبررة: انتوا ما تعرفوش (يابنات) إن (ميس) إنشراح عندها «كورونا» بَعد الشر علينا كلنا (يا بنات). فسكتت «ماما نويل» مصدومة من هذا القصف المفاجئ والمدمر لفكرة الهدايا، وبالتالى فكرة جمع الفلوس ماتت بالقاضية، فلم أتمالك نفسى من السعادة بهزيمتها غير المتوقعة، قفزت من على الكنبة وهتفت: (ينصر دينك يا أم ياسين) .. فعادت «ماما نويل» بعد أن استوعبت الصدمة: لا يا حبيبتى دى مخالطة بس مش مصابة خالص، إللى مصاب «كورونا» أكيد هو جوزها «مستر إسماعيل» بتاع العربى).. أرسلت «أم سُها» إيموجى بيلطم وقالت: (يانهار مش فايت، ماهى كده تبقى لقطت الفيروس منه، ده جوزها).. وأرسلت بعدها ضحكة ذات مَغزى وإيموجى وش بيغمز.. وهوب ابتدوا حفلة قلش رخم وإفيهات لامؤاخذة وبقى وشّى شبه الإيموجى أبوخدود محمرة ومكسوفة.. المهم قلت بركة إنهم انشغلوا بالهزار وبالنميمة ونسيوا موضوع الهدية إللى مالهاش مناسبة ولا عندى لها فلوس أصلاً: (كنت لسّة دافع المصاريف بتاعة المَدرسة) وكِدَهُوَّن.

فصرخت «ماما نويل»: يلا بقى حددوا هاتاخد كام من كل أم (كويس هاتحجج أن أنا أب مش أم، وهذا الاتفاق لا يمثلنى).. فردّت «أم ياسين»: أول المتراجعات أنا بقول 500 جنيه، كويس.. قلت فى سرّى: (خمسميت عفريت لمّا ينططوكى يا بعيدة)، وقبل ما أتهوّر وأتدخل شخصيّا أنقذتنى «أم هبة» باعتراضها الواضح والصريح: لا لا يا بنات 500 جنيه كتير قوى قوى. كفاية 100 جنيه. فردت «ماما نويل» بسعادة المنتصرين: لا خليهم 300 جنيه علشان نجيب هدية تليق بمقام الولاد. فتدخلت «أم يارا» وقالت: (خليها 250 جنيه).. ادّخّلت «أم ياسمين» وغيّرت دفة الحوار بهدوء الحكيمات وقالت: احنا نحدد الأول نوع الهدية وبَعدها هانقدر نحدد المبلغ المطلوب من كل أم (حتى انتى يا أم ياسمين بتتجاهلى وجودى)، فاقترحت ماما نويل إنها تفضَّل تجيب سلسلة دهب علشان تبقى ذكرى تحتفظ بها «ميس إنشراح» على طول، فقالت «ماما نويل» بهدوء المحترفين: (أنا هاريّحكم، واحدة من الأمهات تيجى معايا بُكرة عند الجواهرجى وننزّل صور السلاسل إللى هانشوفها وانتم بقى إللى تقرروا إنهى سلسلة نجيبها لميس إنشراح).

لسّة هاكتب لهم: (سلسلة دهب ليه هو احنا هانخطبها)، لقيت «أم سارة» بتقول: (يا بنات، مدام إنشراح دخلت المستشفى ومعزولة والمَدرسة قررت تقفل الفصل بتاعها أسبوعين علشان تطمّن إن ما فيش حد من الولاد لقط الفيروس منها).

لسّة بقول: يا فرج الله وبحمد ربنا بعودة الدراسة الأون لاين وكِدَهُوَّن، ألاقى «ماما نويل» تقود هجمة مرتدة وبتقول: (كده بقى لازم نجيب هديتين لميس إنشراح، واحدة علشان الكريسماس والتانية علشان عيانة  و..

Hassan Eissa left group.