الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

2020 عام الفن الافتراضى

ودعنا منذ يومين عام 2020 والذى يعد من أثقل الأعوام التى مرت على المجال الفنى فى العالم أجمع وليس فى مصر فقط، وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا الذى تسبب فى خسائر فادحة للفن والفنانين فى جميع المجالات خاصة مع قرار إغلاق المسارح والسينمات وتعليق كل الفعاليات الفنية لعدة أشهر. ومع بداية عام جديد ملىء بالأمل لتعويض خسائر العام الماضى. حاولنا أن نرصد فى السطور التالية، أهم المشاكل التى لحقت بالفن..



الضارة النافعة

تعتبر الدراما التليفزيونية هى أكثر أنواع الفنون التى ازدهرت بشكل كبير بسبب الحظر الخاص بالجائحة، حيث إن تواجد الجماهير بشكل شبه دائم فى المنازل فى جميع أنحاء العالم دفعهم للإقبال بشكل كبير على مشاهدة المسلسلات، سواء على القنوات أو المنصات الإلكترونية. وقد أكدت ذلك الناقدة «ماجدة موريس» التى قالت إن الدراما هذا العام شهدت إنتاجًا كبيرًا على عكس المتوقع، كما أن دراما شهر رمضان شهدت تنوعًا بين الأعمال العديدة والتى نجح منها القليل مثل مسلسل (100 وش) الذى أثبت أن الكوميديا التى تعتمد على الموقف أفضل من تلك التى تعتمد على الإفيهات، وأيضا خرجت بعض المسلسلات من شكل الوتيرة الثابتة فى الدراما فى الأعوام الأخيرة مثل (ليالينا 80) و(الفتوة). ومن ناحية أخرى أكدت «موريس» إن انتشار المنصات الإلكترونية جعل الموضوعات الدرامية أكثر جرأة وتحررًا من قيود الرقابة التليفزيونية التى تفرض أعمالًا وموضوعات بعينها. حيث أصبح الكتاب المختلفون يلجأون إليها لأنها تقدم موضوعات خارجة عن المألوف.. وأهم ما يميز تلك المنصات من وجهة نظر الجمهور أن الأعمال متاحة فى كل مكان وفى أى وقت، بالإضافة إلى أنها قضت على «كابوس» الإعلانات التليفزيونية التى يعانى منها المشاهدون.

مكاسب وخسائر 

وإذا كانت أيام الحظر تسببت فى ازدهار الدراما، إلا أنها أثرت بالسلب على قاعات السينما التى تم إغلاقها فى جميع دول العالم، وظل الجمهور متخوفًا من الإقبال عليها حتى بعد انتهاء فترة الحظر.. فكان الإقبال حذرًا.. وقد تحدثنا إلى الناقد «رامى عبدالرازق» الذى يقول عن حال السينما فى 2020: « إنتاج هذا العام كان ذا مستوى متواضع جدًا سواء فى الأفلام التى طرحت فى دور العرض أو على المنصات الإلكترونية، وإذا استثنينا بعض الأعمال الجيدة التى شاركت فى مهرجانات فى أواخر العام الماضى مثل (عاش يا كابتن) أو (ع السلم) فإن باقى التجارب لن تعلق فى الذاكرة».

وأضاف قائلًا: «الأزمة التى تشهدها السينما ليست بسبب الكورونا فقط، فالأعمال التى شاهدناها لو كان تم عرضها خارج الأزمة لم تكن ستحقق أرباحًا كبيرة. ولكن من الممكن أن نقول إن انتشار الوباء قام بتعطيل عدد من الإنتاجات السينمائية الضخمة مثل (كيرا والجن) و(العارف) وغيرهما من أفلام الميزانيات الكبيرة. وقد تخوف المنتجون من طرح الأعمال الكبرى الأخرى التى انتهت بسبب الإجراءات الاحترازية والتى تنص على تقليل عدد الجمهور داخل السينما».

ويؤكد «عبدالرازق» إن الفيلم الجيد الذى يحمل المؤثرات والتقنيات السينمائية المضبوطة لن تكون المنصات الإلكترونية أداة عرض مناسبة له، فالمنصات هى أداة عرض فقط ولن تحل محل السينما بشكل أو بآخر. ورغم أن المنصات هى المستقبل وانتشارها كان سيحدث سواء بأزمة الكورونا أو من غيرها، إلا أن الحظر تسبب فى انتشارها بشكل أكبر بين الجماهير ولكنها لن تكون بديلة للسينما مهما حدث.

أما عن ضرورة إقامة المهرجانات السينمائية فى ظل استمرار الجائحة فيوضح: «إن إقامة المهرجانات جاء لإثبات استمرارية الحياة فى مصر ومواجهة الجائحة ومن ثم تنشيط السياحة. ولكن ما حدث كان عكس المتوقع بسبب زيادة الإصابات بعد المهرجانات الكبرى مثل الجونة والقاهرة، بينما كانت المكاسب فنية بشكل كبير لأن المهرجانات قامت بدعم المشاريع السينمائية الجديدة واستضافت عروضًا قيمة من مختلف دول العالم، إلا أن تعرض الكثيرين للمرض كان أمرًا سلبيًا.فكانت مكاسب فنية وخسائر إنسانية».

ركود موسيقى

لم يستطع صناع الموسيقى الصمود أمام الركود الفنى الذى حدث بداية العام الماضى،  بعد التعليق الكامل للحفلات، مما تسبب فى خسائر كبيرة ،فالمطربون الكبار تراجعوا عن طرح ألبوماتهم لعدم مقدرتهم على الترويج لها بإقامة الحفلات، وبالتالى تعرضوا لخسائر.. ولجأ البعض منهم لإقامة حفلات من البيوت أو الاستوديوهات وبثها عبر شبكة الإنترنت، تلك الحيلة التى لم تحقق النجاح المطلوب، وذلك وفقًا لوصف الناقد الموسيقى «مصطفى حمدى»، الذى قال أيضا إن تلك الحفلات افتقدت لوصف «الحفل» التى تعتمد بشكل أساسى على عنصر الجمهور وبغيابه تصبح أغنيات مسجلة عادية.

وعن تقييمه للأزمة الموسيقية بشكل عام يقول: «المطربون الذين قاموا بطرح ألبوماتهم مع بداية العام الماضى كانوا الأكثر ربحًا، ومنهم «عمرو دياب» الذى استطاع أن يحقق نجاحًا بألبومه (سهرانين) بينما حقق «رامى صبرى» أفضل أغنية سينجل طرحت قبل الحظر بفترة قليلة وهى (حياتى مش تمام) وجاء بعدها أغنية (الطبطبة) لـ«حسين الجسمى»، والتى لم تضف جديدًا له واعتمدت على تيمات موسيقية مكررة، ولكن طرحها بعد فترة الحظر وفى ظل المشاكل والكبت الاجتماعى جعلها تنجح مع الجمهور الذى ينتظر «البهجة».. وفى رأيى أن أفضل تجربة غنائية جديدة فى 2020 كانت فى صالح فريق «ويجز» بأغنية (دورك جاى) التى تنتمى لنوعية «الراب» والتى حققت نجاحًا كبيرًا مع شباب المراهقين بشكل خاص».

المسرح الافتراضى

الناقد «محمد الروبى» تحدث عن حال المسرح فى 2020 قائلًا: «مصر من أكثر البلدان التى حافظت على صدارة الإنتاج الفنى بشكل عام والمسرحى بشكل خاص فى ظل الجائحة، التى أوقفت أغلب نشاط العالم الفنى والثقافى. رغم أن إنتاج المسرحيات الجديدة يعد أقل من عام 2019، الذى تمت إعادة تقديم بعض عروضه فى 2020 لأنهاحققت نجاحًا كبيرًا مسبقًا.. وقد كان قلة إنتاج عروض مسرحية جديدة والاعتماد على العروض القديمة للمسرح أمر طبيعى لأن إنتاج العرض الجديد يحتاج للكثير من الجهود والتحضيرات والبروفات والديكورات وغيرها من الأمور التى تتعارض مع فكرة الإجراءات الاحترازية. فكان الأنسب عودة الأعمال التى كانت تعرض بالفعل ،ولكن مع تقليل عدد الجمهو المتواجد بالصالة للنصف حسب إرشادات الدولة».

وأضاف «الروبى» إن إقامة الدولة لعروض مسرحية جديدة وتصويرها وبثها عبر شبكة الإنترنت وقت الحظر وإغلاق المسارح يعتبر إنجازًا كبيرًا وانتصارًا لفن المسرح ،وقد حقق ذلك نجاحًا جماهيريًا حيث كانت العروض مسرحية من الدرجة الأولى تعتمد على قصة وممثلين وتقام على خشبة مسرح حقيقى مع تقليل عدد الممثلين المشاركين ومن ثم تصويرها، مؤكدًا أن هذه التيمة مناسبة لأيام الحظر ولن تكون ذات جدوى حال إنتاجها فيما بعد، لأن المسرح يعتمد على عنصر أساسى وهو الجمهور وفى حال عدم تواجده لن يكون هناك مسرح.

وعن إقامة المهرجانات المسرحية يقول: «كنت معترضًا على فكرة إقامة مهرجان المسرح التجريبى عبر شبكة الإنترنت، وبالفعل لم تكن الدورة الماضية موفقة،ولكن باقى المهرجانات المسرحية مثل مهرجان شرم الشيخ والمهرجان القومى كانا موفقين لإقامتهما على أرض الواقع رغم المشاكل الخاصة بانتشار الكورونا».