د. ناجى شاوى
اللقاح المنتظر (4)
يوم 14 ديسمبر 2020 هو يوم تاريخى؛ لأنه يوم بداية الحرب ضد فيروس «الكورونا» فى أمريكا الشمالية؛ حيث بدأ التطعيم فى كندا وأمريكا وأسموا هذا اليوم على الطريقة العسكرية الـ«دى داى»، وسوف تستمر المعركة لمُدة طويلة جدّا قدّرها بعضُ العلماء ما بين 10 شهور لسنة.
التحديات التى سوف يقابلها التطعيم:
1 - 70 ٪ من سكان العالم كله يجب أن يطعموا، ويُقدرون بنحو 7 بلايين شخص.
2 - يجب كسب ثقة الناس فى التطعيم وخَلق الطرُق المناسبة لوصول الناس لمراكز التطعيم.
3 - بعض التطعيمات تحتاج إلى درجة برودة عالية جدّا كلقاح فايزر. - 70 ولقاح مودرنا - 20.
4 - تدريب عدد كبير جدّا من الأطباء والصيادلة والممرضين ليصبحوا على علم ومهارة فى مهمتهم.
5 - تأمين وصول اللقاح إلى كل دول العالم؛ خصوصًا الدول ذات الدخل المحدود. هل تطول المعركة؟
أرجو لا.
كانت معركتنا أمام فيروس شلل الأطفال طويلة نسبيّا، فقد اكتشف هذا الفيروس اللعين عام 1909 وظهر اللقاح بعد 35 سنة وبفضل الله تم القضاء عليه نهائيّا.
أمّا هنا؛ فإننا أمام إنجاز علمى متقدم جدّا، ففى سنة واحدة فقط سمح باستخدام اللقاح (فى حالة الطوارئ).
هل اللقاح آمن؟
نعم، فالطرُق الأربعة المستخدمة لن تصيبك بشىء من ناحية «الكورونا». فقط إذا كان عندك نوع من الحساسية من المادة الحاملة للقاح والمفروض أن تكون معروفة وإذا حدث فسيكون علاجها سريعًا وموجود.
الحرب بدأت، وهناك نحو 48 لقاحًا فى مراحل الأبحاث الإكلينيكية وكلها لتحفيز جهاز المناعة ولإعطاء فرصة للعالم كله.
ويجب ألّا ننسَى أو نتناسَى أن الماسك لا بُدّ منه باستعماله السليم، والبعد الاجتماعى مهم، لا سلام باليد لا أحضان أو قبلات، غسل الأيادى، والوجه مهم جدّا.. إن حياتنا تغيرت وأننا فى معركة مصيرية أمام عدو جبان لا نراه ويجب أن ننتصر.
ونحن على أعتاب عام جديد نودّع فيه الأحزان والأوجاع التى مررنا بها لا يكون لنا إلا شاغل واحد وهو الانتصار على فيروس الموت اللعين.
فلنفتح قلوبَنا لبعض ونقبل اختلافنا.. هكذا كنا مصرِيين قبل الأزمان وسنكون مصريين إلى آخر الأزمان.. وعاشت مصر بكل المصريين ولكل المصريين.. وكل عام والجميع بخير.
