الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم: رأس السنة  ورأس المرأة

غناء القلم: رأس السنة ورأس المرأة

الخميس 31 ديسمبر 2020.. 



أكيد يوافق ميلاد آلاف الأطفال، إناث، وذكور، هنا، وهناك.

وأكيد  يوافق موت مئات، أو آلاف، من النساء والرجال، فى كل مكان، متأثرين بوباء «كورونا»، الذى يجدد من شبابه، وأعراضه، وشراسته.

تمامًا مثل أعداء الوطن، وأعداء الحياة، فى الداخل، وفى الخارج، الذين يتحوّرون، ويُغيّرون الأقنعة، والحلفاء الذين يتآمرون معهم، أعداء التقدم، والحرية، والعدالة، «أوبئة» تصيب البشرية. 

بل أعتبرهم أخطر من الأمراض القاتلة، والفيروسات الفتًّاكة، التى  تزول مع الوقت، واكتشاف التطعيمات. لكن هؤلاء الأعداء، لديهم مناعة تاريخية صلبة، لا تلين، ولا تيأس.

هذا غير الموت، بسبب ازدياد الفقر، وازدياد الإرهاب الدينى الذى يسفك الدماء، والغياب المخجل للحدود الدنيا من العدالة، والبهجة، والفن الراقى، والشعور بالاطمئنان، والسلام الداخلى.

لا يتعظ البشر، فى كل مكان، من الماضى، والحاضر. .الأخطاء تتكرر.. فساد الأخلاق يتكرر.. النصب الخفى والعلنى يتكرر.. التجارة بالأديان تتكرر.. الوصايا على النساء تتكرر..اللصوصية تتكرر.. إرهاب الميكرفونات يتكرر.. أخطاء الطب تتكرر.. الكذب المتسرطن يتكرر.. قهر الأطفال.. لىّ الحقائق السافر والمنقب يتكرر.. بذاءة الألفاظ تتكرر.. تجاهُل نساء ورجال يستحقون الأوسمة والتكريم والورود، والاحتفاء بأقزام الفكر، وضحالة القدرات، والمواقف المتلونة، تعيد إنتاج التردى الحضارى، القمع الناعم والخشن  يتكرر.. والشللية التى تفتح الأبواب.. ثقافة الصحراء تتغلغل.. السحابة السوداء تتكرر.. والسجادة الحمراء تتكرر، والصحافة الصفراء تتكرر.

دروس التاريخ،  تصفعنا دون توقُّف، ودون هوادة، على خدنا الأيمن، وعلى خدنا الأيسر، وفوق أدمغتنا ولا نتعلم.

المأساة، أن كثيرًا من متزعّمى ومتزعّمات،  حركات تغيير العالم، «عاجزون»، و«عاجزات»- عن تغيير المبادئ التى تسيطر على حياتهم الشخصية الخاصة؛ بل إن حياتهم تعج بالفوضى، والتناقض، والمذلة، والخضوع، ونجدهم يزعقون بأن مهمتهم التى يميتون من أجلها، هى إحلال النظام والتناغم والكرامة والحرية، فى العالم.

  رجُل لا يعرف كيف يُعد وجبة طعام لنفسه، وكيف ينظف بيته بيديه، وكيف يغسل ملابسه، لكنه بجرأة ينادى بتنظيف وغسيل العالم من التقاليد الظالمة، والتبعية، امرأة لا تعرف كيف تنهى استعباد زوجها،  وتصدع دماغنا  بتحرير المرأة. 

رجُل يحاصرنا فى الإعلام باستقامة الأخلاق، وهو ذئب نساء، أو خائن لزوجته، أو متحرش بالفتيات من داخل الأسرة، وخارجها.

وامرأة مشهورة بأحاديث الفضيلة، وهى تتلقى الرشاوَى، أو تُهرّب الأموال، أو تتاجر فى الممنوعات، أو ترس من تروس التحالفات المحلية والدولية؛ لزرع الفتن الدينية.  

هؤلاء، متحكمون ومتحكمات، فى أخذ القرارات وتحديد مسارات الحركة على مستوى العالم. 

من واحة أشعارى: 

«رأس السَّنَة» سافرة

«رأس المرأة» محجبة

هكذا هى حياتنا

بين التناقضات مسافرة

 

المقالات تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها