الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدكتور طلال أبو غزالة :الحلقة الثانية : النجاح كان هو الغاية والوسيلة ولم يكن اختيارًا

هناك المئات من تعريفات للنجاح.. لكن التعريف الأقرب إلى الواقع هو إدراك الغاية مَهما كانت العَقبات، وهذا معناه أن النجاح مفهومه واحد، وهو تحقيق الهدف مَهما كانت المعوقات، لكن الغاية قد تختلف من شخص لآخر فقط فى نوعها، فقد تكون عينيّفة كالحصول على المال أو معنوية كنَيل الاحترام أو حتى الشعور بالسعادة والرضا. بل ذهب البعضُ إلى تعريف النجاح بأنه مقاومة الصعاب وتجاوُز المشاكل والصبر على المكاره، وبما أن النجاحَ عملية مستمرة باستمرار الحياة؛ فإن العَقبات ستستمر، ومن هنا جاءت فكرة «باب انجح»؛ حيث أشارككم كل أسبوع قصص نجاح من جميع دول العالم أبطالها شخصيات نجحت رُغْمَ المعاناة؛ لتصبح صلبة فى مواجهة المعوقات والحرمان والألم، التى أصبحت فيما بعد ذكريات ووقودًا لمزيد من النجاح، لعلها تكون حافزًا ومثالًا حيّا لكل إنسان يظن أن النجاحَ سهل؛ لنؤكدَ لهم أن النجاح والكفاح وجهان لعُملة واحدة.



 

يستكمل رجُل الأعمال «طلال أبوغزالة» عرضَ أهم الدروس والتجارب التى تعلمها فى مسيرته الطويلة، فهى ليست سيرة ذاتية وتأريخًا لمشواره بقدر كونها «روشتة» للنجاح من خلال استعراض أهم المواقف التى غيّرت مجرَى حياته وكانت مؤثرة على شخصيته وفى مسيرة نجاحه لتكون مَصدر إلهام لشباب اليوم فى مصر وأرجاء الوطن العربى من قرّاء «روزاليوسف».

 

بَعد أن تخرّجت عام 1960 فى الجامعة الأمريكية فى بيروت بمنحة للاجئين، وذهبت إلى الكويت، ومررت بكثير من المعاناة، كان حلمى أن أجد عملًا فانطلقتُ لأبحث عن وظيفة فأنا أومن أن التخرُّج ليس الهدف منه البحث عن وظيفة؛ بل الأهم هو الابتكار واختراع مشروع جديد لا البحث عن وظيفة، وهو ما دفعنى لاحقًا لأنشئ أول جامعة فى العالم لا تُخرِّج متعلمين؛ بل تُخرِّج مبتكرين من خلال كلية طلال أبوغزالة للابتكار، الطالب لا يتخرّج بالامتحان؛ بل عليه أن يبتكر شيئًا جديدًا، المهم أننى كنت فى تلك الفترة أحتاج إلى العمل لكى أنفق على عائلتى ووالدى الكبير وأرسلت أكثر من 1000 طلب عمل ولم أتلق ردّا من الجزء الأكبر والباقى وصلنى منهم رد بالاعتذار لعدم وجود وظيفة خالية أو لأن ليس لدىَّ خبرة أو لعدم ملاءمة مؤهلاتى للوظيفة ولاأزال أحتفظ بكل هذه الرسائل بشنطة ملابس لتذكّرنى دائمًا بالضعف الذى حَوّلته إلى قوة.

ثم أكرمنى الله بإحدى الشركات تقدّمت لهم بطلب وظيفة، وكان ردهم لا يوجد لدينا وظائف شاغرة، فقلت لهم أنا أريد أن أتعلم، لا أريد عملًا، وبدلًا من أن أدفع لكم مقابل أن أتعلم أو تدفعوا لى مقابل عملى سأعمل ليدكم بلا راتب ومن دون عَقد، واقتنع صاحب الشركة، وفعلًا تم قبولى من دون راتب، وبعد 6 شهور عرضوا علىَّ الوظيفة التى استحققتها بمجهودى، ولكن كان المقابل المادى للمبتدئين قليلًا، لكنى وافقت على الفور وعملت فى مجال المحاسبة وتدقيق الحسابات فى المنطقة العربية، إلى أن وصلت إلى درجة مدير.

وفى عام 1969 شعر مالك الشركة أنه قد كبر فى السّن وكان يريد أن يُعيّن نائبًا فاختارنى نائبًا له رُغْمَ أنه كان لديه ولدان أقدر وأحق منّى بهذا الدور، لكنه اختارنى لأنه شعر أنى مَن سوف يكمل مسيرة نجاح هذه الشركة، وطلب منّى أن أدخل شريكًا فى الشركة ولم يكن عندى أى مانع، لكن عَقد الشركة كان ينص على أن يكون عمر الشريك لا يقل عن 30 عامًا ولم أكن فى هذا العمر فى ذلك الوقت، وقد قرّر صاحب الشركة تعيينى نائبًا له وتوفّاه الله بَعدها، ثم جلس معى الشركاء وقالوا لى إنه توجد وصية من صاحب الشركة (شركة سابا) أن أكون رئيس الشركة خلفًا له وأرادوا أن يعرفوا ما هو برنامجى- وهذه القصة أول مرّة أحكيها فى حياتى- فطلبت منهم 3 أشياء حتى أقبل هذه المهمة:

 1 - أن كل مسئول عن كل منطقة يكون موجودًا فيها ليس يعيش فى منطقة أخرى. 

2 - أن يخصص 20% من إيراد الشركة ليكون تحت تصرفى للبناء والتطوير.

3 - أن تكون مُدة العَقد سَنة واحدة.

ورفضوا طلبى وقالوا لى إنى لا أصلح لهذه المهمة، ووصل الأمرُ بأن خيّرونى بين الاستقالة أو «الرفت»، واخترت الاستقالة وكانت بداية تأسيس شركتى فى الكويت التى تحدثت عنها الأسبوع الماضى عندما التقيت بصاحب المبنى الذى كنا نقف على رصيفه وهو كان يعرفنى لأنى كنت قد أمضيت 12عامًا فى الكويت ومنحنى شقة فى بنايته من دون مقابل كما رويت من قبل، وبدأت تنتشر القصة وبدأ كل معارفى وأصحابى يحوّلون شغلهم من سابا إلى مكتبى وبدأت حرب شعواء من الشركات العالمية علىَّ وحاولوا تحطيمى.

لقد بدأتُ بـ50 مكتبًا فى الـ5 سنوات الأولى وصلت الآن لـ100 مكتب حول العالم، ولقد رزقت بناس حولى ساعدونى وأعطونى ضمانات فى البنوك وقروضًا وكنت مَدينًا على مدار أول 5 سنوات لى حتى بدأنا تحقيق الأرباح وتسديد الديون، وقتها شعرت أن الأمور تحسّنت وضحكت لى الدنيا.

رضا الأم

ولكن سرعان ما تأتى الرياحُ التى لا تشتهيها سُفننا، ففى إحدى زياراتى للأسرة فى لبنان وبعد انتهاء الزيارة وقبل توجُّهى إلى المطار للعودة إلى الكويت لاحظت أن والدتى بحالة ليست طبيعية، وكأنها غير متزنة، وعندما سألتهم قالوا مجرد (برد)، لكن إحساسى بها أنبأنى أن الأمر خطير فاتصلت بالمستشفى، وقمت بنقلها فورًا، وأثناء إجراءات دخول المستشفى دخلتْ فى غيبوبة وشُخصت حالتها إصابة بمرض نادر جدّا هذا المرض يشل كل شىء فى جسم الإنسان ولا تعرف إذا كان الإنسان ميتًا أمْ حيّا.. بعد دخولها للرعاية المركزة طلبتُ مرافقتها وأخبرونى بأن ذلك ممنوع وبعد جدال وافقوا أن أجلس على كرسى عند باب غرفتها، وقضيت 15 يومًا معها من أحلى أيام عمرى لأننى كنت سعيدًا إنى إلى جانبها وأطمئن عليها كل لحظة، وأذكر أن أحد الأطباء وهو خارج من غرفتها قال إن إحنا فى هذه الحالة من الشلل الكامل لازم نتأكد أن المريض لايزال حيّا، وذلك بوغزه بالدبوس لمراقبة رد فعله ووجود مؤشرات حيوية تدل على أنه حى، والعجيب أن هذه السيدة لا تقول أخ أو آه مثل باقى البشر كانت تقول «طلال»، قاللى أنت مين؟ قولتله أنا «طلال».

على قدر المأساة التى أمُرُّ بها إنى أرى والدتى مريضة بهذا الشكل وتموت أمام عينَىّ، لكن كنت فى منتهى السعادة (وهو فيه أحلى من هذا الشىء أن الإنسان والدته وهى فى آخر مرحلة من عمرها لا تقول ولا اسم غير اسمه «طلال»)، وطبعًا بعد ذلك توفيتْ.

ولأن أمّى توفيت وهى راضية عنّى فُتحت لى أوسع الأبواب وحبّب الله فىَّ خَلقه كما يقال، فبعد وفاتها- رحمة الله عليها- انتقلتُ إلى القاهرة وقضيت أجمل الأيام وكانت فترة وجودى فى مصر مثمرة وتعلمت فيها الكثير واستفدت منها الكثير وكانت فترة لانتقالنا للمرحلة الثانية أول 5 سنين أسّسنا وانطلقنا فى الدول العربية بعدها انتقلت إلى عَمّان وتكرم علىَّ جلالة الملك «حسين» بأن أعطانى جواز سفر فمنحنى الجنسية وأعطانى وطنًا وأعطانى وسامَ الاستقلال الأردنى وأنا عمرى 28 سنة، وأنا أصغر من حصل عليه، وكان ذلك لتقديره لدورى فى حرب 1967، وذلك لأننى خلال تلك الفترة وأنا لاجئ ساعدت فى دعم الأردنيين فى عدة أشكال وأيضًا تعلمت منه دروسًا فى التواضع وكان دائمًا يعطينى النصائح، واليوم نفس هذه الصفات موجودة فى جلالة الملك عبدالله الثانى وأعطانى أيضًا الوسام نفسه، ولكن من الدرجة الأولى يعنى أعلى وسام، وعشت فى هذه الرعاية من المسئولين كانت نعمة علىّ من ربنا أن يكون فيه رضا علىّ، وقصصى فى هذا المجال كثيرة، ومنها أن الملك سلمان ملك السعودية حاليًا وكان وقتها أمير الرياض، وكان هو وأمير الكويت يحبانى ويثقان فىَّ، هذا كله كان أثناء وجودى فى القاهرة، وفى ذلك الوقت كنت أتمنى أن أذهب إلى السعودية لبناء مشاريع مشتركة وذهبت مع نحو 20 من أكبر رجالات الكويت أخذونى معهم فى زيارة لهذا الرجل العظيم الملك سلمان، وكان كريمًا فى تثقيفى وتدريبى، وسألنى: (أنت إيه بتشتغل؟ قولتله بندبر حسابات الشركة، قاللى مكتبك فين؟ قلتله فى الكويت وفى دول عربية أخرى، قاللى ما لك مكتب فى السعودية؟ قلتله إحنا قدّمنا الطلب عشان نحصل على الرخصة وبكمل الإجراءات)، فأمسك بورقة وكتب عليها رسالة إلى الوزير، وذهبتُ بالرسالة وسلمتها إلى مدير مكتب الوزير، فأعطانى رخصة بتأسيس الشركة وفتحها فى جميع أنحاء المملكة، وإذا كان هناك مستندات ناقصة تستكمل فيما بعد، وخلال 24 ساعة كنا سجلنا مكتبنا.

العمر لحظة!

وفى القاهرة التقيت نائب رئيس الولايات المتحده نلسون «نيلسون روكفلر» جاء هذا الرجل بمشروع إلى مصر منطقة حُرة، فالرئيس أنور السادات رشحنى أنى أساعد وأشارك فى هذا المشروع، وسافرت لأقابله فى أمريكا، وأنا لا أعرف سبب المقابلة، وعندما التقيته شرح لى ما دار بينه وبين الرئيس السادات، وقتها اعتذرت لسببين؛ أولًا لأن هذه شراكة لا تستقيم لعدم التكافؤ، فأنا طرَف أضعف بكثير أمام الجهة الأمريكية ولا أستطيع المشاركة فى مشروع رأسًا برأس معهم، وبخلاف ذلك كان لدىّ تحفظات على المشروع، فقد رأيت أنه مشروع فاشل.

وبعد مناقشات طويلة وقبل أن أغادر قال لى (أبوك عاش 107 سنين أنا والدى عاش 96 سنة، ولذلك أنا بقولك أنه بحكم الجينات إحنا الـ 2 هنعمّر، وبالتالى بقولك هنلتقى بعد 20 سنة والمستشارين إللى معانا مش هيكونوا عايشين أنا وأنت بس إللى هنعمّر وهافكرك إنك غلطت إنك لم توافق على المشروع)، فقلت له نحن نؤمن أن الموت بيد الله ولا أحد يقدر يتحكم فى ذلك.. وتركته بعد أن تناولنا الغداء معًا، وفى طريقى للعودة عرفت بخبر وفاته بعد لقائى به بساعات، وهذا أعطانى درسًا كبيرًا بألا أقلق لا من الكبر ولا الموت (لأنه هذا إللى قاللى بعد 20 سنة هنتقابل وكل إللى حوالينا هيموتوا، ليلتها تغديت معه وبالليل توفّى).. درس كبير تعلمته، وكل يوم أشكرالله أنه أعطانى يومًا آخر.

وهذا كله أعطانى قدرة على عدم القلق من الموت،  وعلى سبيل المثال موضوع «كورونا» هذه الأيام أنا كان عندى اشتباه فى أن أكون مصابًا، وفضلت تحت العلاج أسبوعين، ولم يتغير أى شىء فى، لدرجة أن « لؤى» ابنى الأكبر كان يقول لى: (أنا مش فاهم أنت قاعد ومش مهتم ومبسوط وبتهزر) لدرجة إنهم شكّوا فى إنى مريض «كورونا» أساسًا، الفكرة أن لو جاء ميعاد موتى غدًا ساموت غدًا، إذن لماذا أترك اليوم يضيع منّى؟!.

الأمانة مفتاح للنجاح

أذكر أيضًا أننى وأنا مقيم فى الكويت كنت أتردد على الأردن بصفتى مواطنًا أردنيّا وأعتز بذلك، وفى أحد لقاءاتى مع الملك «حسين» قال لى: أعرف إنك تذهب إلى الإمارات وأنا أريد منك أن توصل رسالة للشيخ راشد (والد سمو الشيخ محمد بن راشد) وأعطانى رسالة مغلقة وذهبت بها إلى دبى، وبمجرد أن دخلت على سمو الشيخ راشد قلت له معى رسالة من أخيك الملك «حسين»، سألنى وما بها؟ قلت له أنا لا أعرف، فسألنى: (ماخطرش على بالك تفتحها؟!)، قلت له: (دى تبقى خيانة أمانة)، وبعد أن فتحها وقرأها قال لى ألا تريد من باب الفضول أن تعرف ما هو مكتوب فيها؟! قلت له: بالطبع لأ؛ لأن المرسل لوكان يريد أن أعرف ما بها كان قاله لى شفهيّا أو كان تركها مفتوحة. بعدها قال لى: أنا كنت أختبرك. وقال لى: روح يابنى الله يوفقك لأنك بهذا الخُلق والأمانة وأنا أتوقع لك مستقبل باهر بسبب أمانتك وإذا احتجت أى شىء أنا مكتبى مفتوح لك وبعدها بقى فى صداقة أعتز طبعًا بيها.

وفتحنا مكتبًا فى أبوظبى، وفى يوم من الأيام جاءت لى رسالة من رئيس بلدية أبوظبى والبلد كان رئيسها الشيخ حمدان، وهو أخو الشيخ زايد، والرسالة كانت تقول إنه صدر قانون جديد ينص أنه على كل أجنبى يعمل فى الإمارات أن يضم معه شريكًا وطنيّا بنسبة 50% وأنا كنت على اتصال بالشيخ زايد فذهبت له وقلت: جئت لأودعك، فاندهش وقال: (خير، فيه إيه؟!) قلت له: سوف نغلق مكتبنا لديكم احترامًا للقانون، أنا كمدقق حسابات لا يجوز لى أنى أشارك أشخاصًا غير مهنيين وشريكى يجب أن يكون محاسبًا قانونيّا مثلى فلا يمكن أن يكون شريكى تاجر سيارات ويطلع على حسابات وأسرار وكلاء السيارات الآخرين مثلًا.. فقام بإصدار استثناء باسمى على الفور لأنه اقتنع بصحة كلامى الذى أريد به مصلحة عملائى والحفاظ على سريّة حساباتهم.

ورُغم أننى كنت وقتها أسكن فى شقة لا بها مياه ولا كهرباء وكنا نخزّن الماء فى تانكات لكى نستحم؛ فإننى لم أستغل علاقاتى سواء فى الإمارات أو فى أى دولة لمَطلب شخصى أبدًا.

خلاصة التجربة

فى أصعب الأوقات والظروف، تعلمت أنه مَهما كان عندى معاناة هناك من هم وضعهم أسوأ.

أنا عندما كنت أذهب إلى المدرسة مشيًا ساعتين ذهاب وساعتين عودة كنت أشكر الله لأننى لدىّ ساقين وقدمين أسير بهما.. فأنا الحياة بالنسبة لى نعمة لا توصَف بكل ما حدث فيها من أزمات ومشاكل وكنت دائمًا أحمد الله. وأحمد الله أن أنا لم يكن معى أموال لأدخل الجامعة الأمريكية؛ لأن هذا ما دفعنى للمذاكرة لكى أكون الأول وأحصل على المنحة الوحيدة.

أحمد الله على كل شىء صعب مررت به فى مشوارى؛ لأنه علمنى أن أكون أفضل فى كل شىء فى حياتى. وأعود وأؤكد أن كل النجاح الذى وصلت له كان برضى الوالدة وتربية الأب.

حنيّة الأمّ وبعض القسوة من والدى فكان مزيجًا رائعًا، يعنى كان والدى قوى الشخصية وصلبًا وكانت أمّى جَبَلًا من الحنان والعطف. هذا المزيج علمنى أن الإنسان يجب أن يكون قاسيًا فى المواجهة، ولكن حنون ومُحب للناس. ومن قناعاتى الشخصية أن الحُبّ أقوى سلاح فى الدنيا.. إنك تكسب الناس وتفوز بحبهم شىء كبير جدّا.

بالمناسبة؛ قد أكون فى نظر المنافسين عدوّا وخصمًا، لكن فى نظرى أنا ليس لى عدو واحد فى الدنيا كلها أبدًا.. إلا العدو الصهيونى، فمن يؤذينى هو صديقى، ومن يشتمنى هو صديقى.. لأن بهذا الشكل أعرف أن هناك من ينتظر أن أخطئ ليستفيد بوقوعى فى الخطأ وبهذا يكون بمثابة حارس أمين لى.

وهذه قناعاتى التى من الممكن أن تكون غريبة بعض الشىء على الناس، كان ممكنًا أكون إنسانًا ناقمًا وفاشلًا، لكن أنا كنت أريد أن أصبح أقوَى من عدوّى وأن أستحق الحياة والنجاح، ليس هناك من ينافسنى فى كم الألقاب والتكريمات والمناصب التى حصلت عليها من الأمم المتحدة أو المنظمات العالمية بصفتى الشخصية. 

وعلى لسانه بالعامية يقول فى نهاية كلامه: (أبويا بعد لمّا انطرد من بيته وأرضه يأس وقاللى خلاص مفيش خير فى الدنيا، قلت له: لا، الخير موجود ولازم نثبت أن إحنا نستحق الخير ده.. بس مش هاييجى إلا لو إحنا نستحقه، ولازم نبقى محل للثقة ديه عشان دايمًا لمّا تقع فى غلط وده بيحصل معايا كتير وبفشل كتير برضو.. مش بلوم حد ولا ظروف.. إللى بلومه هو نفسى وبقول أكيد أنا إللى عملت حاجة غلط.. أنا ببدأ بمحاسبة نفسى الأول عشان مافشلش تانى).