الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طارق الشناوي يحاور الفلاح الفصيح وحيد حامد (3-3): الكاتب الكبير وحيد حامد: الإرهاب والكباب كان فكرة مقال لم أنشره فى روزاليوسف

وصلنا أنا ووحيد حامد للجزء الأخير من تلك الثلاثية، وحيد لا يخفى سرا ولا يسعى لكى يقول نصف الحقيقة. فهو يقول ما يعتقد أنه الحقيقة، ولا يدعى أبدا أنه فقط يملك الحقيقة، إلا أنه مؤكد يسعى إليها، تستطيع أن ترى بورتريه لمصر المعاصرة تبدأ منذ العشرينيات وهو يطل على مصر من زاوية اسمها تلك الجماعة التى أرادت اختطاف الوطن منذ عشرينيات القرن الماضى،  أنه فى هذا المسلسل والذى وصلنا فيه لمشارف الجزء الثالث نقرأ من خلاله حياة الوطن بكل أبعاده المعلن والمسكوت عنه، ما هو داخل الصندوق وما هو أيضا خارج عنه.



 

 ألم تواجهك بعض العراقيل عند كتابة الجزء الثالث من «الجماعة»؟

- لا أخفيك سرّا أصعب المراحل فى الكتابة هى الجزء الثالث، السنوات العَشر من سنة 70 وحتى 80، أصعب كتابة، أكتب وكأننى أمشى على قشر بيض، حذر جدّا وكثرة الحذر تفقد متعة الكتابة، ولذلك أنا أكتب ببطء شديد جدّا، أريد قول الحقيقة دون أن أجرح، ولكن مستحيل أن أخون الحقيقة، ولهذا كنت أمينًا جدّا مع شركة «سينرجى» وقابلت رئيس الشركة، «تامر مرسى» وشرحت له الموقف بأمانة شديدة جدّا، والأمر استغرق وقتًا كبيرًا جدّا إلى أن قال لى ابدأ اشتغل فى المسلسل، أيضًا اتفقت معهم أننى كلما أنتهى من كتابة 5 حلقات توصلنى موافقة منهم.

 قلت لى إنك لم تتقيد بعرضه فى شهر رمضان؟

- لا، المسلسل يخلص فى أى وقت؛ لأن تحديد الوقت ضد الإبداع.

 هل تعتقد أن الذى يعيش مع الناس الأعمال التى بها بُعد سياسى أمْ العمق الاجتماعى هو الذى يضمن بقاء العمل الفنى مع الزمن؟

- العمق الاجتماعى، هو الذى يضمن الحياة؛ لأن السياسة تتغير، لكن المجتمعات لا تتغير.

 كيف تقرر أن هذه الفكرة تصلح للسينما أو تلك للتليفزيون؟

- جميع الأفكار مثل طلقات الرصاص، هناك طلقة خرطوش وأخرى طبنجة، وعليك أن تحدد من البداية الملعب الذى تتحرك فيه، بعض الأفكار تفرض الفيلم وإيقاع السينما، وتغيير المجال سيفقدها منطقها.

 لاحظنا أن كثيرًا من الأفلام الشهيرة تحوّلت مسلسلات.. هل ممكن أن تُقدم على ذلك أو إذا أحد فكر ستوافق له؟

- عملتها مرّة فى البدايات، فيلم (التخشيبة) عملته سُباعية للكويت.

 وهنا كان الدافع غير فنّى؟

- نعم كان الدافع ماديّا تمامًا، فى البدايات بيكون عندك التزامات، بيت وأسرة، وهذا ليس تبريرًا، ولكن هو ما حدث.

 بالنسبة لك هذه الحالات قليلة التى اضطررت للكتابة من أجل المادة فقط؟

- هى مرّة أو اثنتان فقط، أنا فى حياتى عمرى ما اشتريت حاجة بالتقسيط، أخذت شقتى على البلاط وفضلت أفرشها واحدة واحدة، أنا مرّة عزمت «عادل إمام» و«سمير خفاجة» عندى فى البيت، جلسنا على سلم البيت الداخلى، وفى حالات محدودة أخذ فلوس تحت الحساب فى مسلسل (الجماعة) الجزء الأول والثانى عندما أحتاج نقودًا آخذها من المنتج «كامل أبوعلى» كصديقين وليس كمنتج، لكن فى العادة لازم شغلى يخلص وأسلّمه، تحديدًا هذا يحدث فى السينما، ثم بعد ذلك أتقاضَى أجرى كاملًا وكل المنتجين يعلمون هذا جيدًا عنى.

 المخرج يختار «وحيد» أمْ أن وحيد لازم يختار المخرج؟

- أنا الذى أختار المخرج.

 طبعًا ليس فى البدايات؛ لأن «يحيى العلمى» لم تختره؟

- لم أكن أعرف السينما- (ويضحك)- كان «يحيى العلمى» أول بختى، لم أكن أعرف أى مخرج أو كيف تكتب للسينما، بعد نجاح المسلسل الإذاعى (طائر الليل الحزين) قالوا نريد شراءه منك وحد يكتب القصة، فقلت لا أنا اللى أكتب السيناريو، قالوا طيب افرض كتبت السيناريو سيئ، قلت فى هذه الحالة هاتوا ما ترونه أفضل.

 منذ متى بدأت تختار المخرج؟

- يمكن بعد مرحلة «يحيى العلمى» مباشرة لأنه عمل لى فيلمين الآخر كان (فتوات بولاق)، بدأت أختار من أول فيلم (غريب فى بيتى).

 قلت للمنتج «واصف فايز» أنا عايز «سمير سيف»؟

 - هو ده بالضبط ما حدث.

 تشعر أن هذا السيناريو إذا أخذه (عاطف الطيب) مثلا ممكن يقل درجة ولو «سمير» يزيد درجة أو العكس وهكذا؟

- نحن كنا نعمل كفريق أو كمجموعة أصدقاء، بمعنى «عاطف الطيب» كان صاحب «سمير سيف» وجميعنا أصدقاء، أذكر أن فيلم (ملف فى الآداب) أعطيته لسمير سيف، لكنه لم يتحمس له، ثم أعطيته لعاطف الطيب تحمّس له، المسألة لم تكن كما قلت قاطعة جدّا، لكن فى النهاية أنا لى خياراتى.

 بعض أعمالك بعد مشاهدتها تسقطها من تاريخك؟

- حوالى خمسة أعمال، لكن لا تسألنى ما هى.

 فكرة إن ممكن العمل الفنّى يُعاد إخراجه.. هل لك بعض الأعمال تحتاج لذلك؟

- نفسى يُعاد إخراج فيلم (سوق المتعة).

 «مروان حامد» يقوم بإخراجه مثلًا؟

- أى مخرج يتحمس له، «مروان» أو غيره، لازم تحب ما تعمل، فيلم (سوق المتعة) حتى هذه اللحظة فكرة غير مسبوقة لم يتوصّل إليها أحد، أيضًا فكرة (الإرهاب والكباب) عالمية، ورحمة الله عليه الناقد السورى الذى كان يقيم فى باريس «قصىّ درويش» جاء وقال لى: فيلمك اتسرق وعملوا منه فيلم فرنساوى، ارفع قضية. لدىّ فيلم آخر (ديل السمكة)، هذا الفيلم ظُلم ظلمًا بيْنًا، أريده أن يعاد مرّة أخرى.

 بالصدفة الفيلمين لسمير سيف.

- العيب لم يكن فى المخرج؛ وإنما فى الإنتاج، وأنا للأسف كنت منتجًا منفذًا للفيلمين، (سوق المتعة) تكلفته مليون ومائة ألف، و(ديل السمكة) كان حوالى 800 ألف، لكن عندما تعيد إخراجهما بتقنية حديثة الموضوع سيختلف، سيحتاج الأمر لميزانية ضخمة تتوافق مع الطموح.

 شريف عرفة أبدى إعجابه بسيناريو سوق المتعة وقالى إنه حَسّ أن هذا الخيال الذى يجسّد على الشاشة يحتاج لرؤية أبعد من رؤية شريف نفسه؟

 - رأى شريف مؤكد أسعدنى؛ لأنه سيناريو حميم وخاص، حتى البطل «محمود عبدالعزيز» تردد كثيرًا جدّا وقال لى هو الشخصية التى تظهر فى النهاية دى «ربنا» ولأسباب أخرى، وما زال هذا الفيلم حينما يُعرض يتصل بى بعض الأشخاص ويقولون لى هذا الفيلم مهم جدّا، عندما قمت بعمل فيلم (معالى الوزير) ذهب مهرجان فى إفريقيا، تصادف أن التصفية الأخيرة بين ثلاثة أفلام؛ الفيلم المصرى (معالى الوزير) وآخر لا أتذكره، والثالث للعظيم الإسبانى (المودوفار) محسوم الأمر وإذا بلجنة التحكيم تعطى الجائزة للفيلم المصرى وأخذت جائزة السيناريو، حدث شىء مهم جدّا إن السفير المصرى هناك يذهب ويتسلم الجائزة بنفسه ثم يرسلها لنا، إذن أنا عملت حاجة مهمة جدّا.

 (معالى الوزير) كان بطله حتى اللحظة الأخيرة «محمود عبدالعزيز» و(اضحك الصورة تطلع حلوة) عادل إمام.. كيف يحدث هذا التغيير رُغم اختلاف النجوم الثلاثة فى التكوين وطبيعة الأداء؟

- كان «محمود عبدالعزيز» هو الترشيح الأول فى (معالى الوزير)، لكنه- الله يرحمه- كان يخاف من مشهد الموت، فقال: أنا مش هأعمل هذا المشهد، عادة جميع الممثلين يفاجئونك فى اللحظة الأخيرة، فأول ما قال مش هأعمل المشهد قلت له طيب خلاص واستبدلته بـ«أحمد زكى».

 قالت لى زوجته الإعلامية «بوسى شلبى» إنها فى ذلك اليوم فجأة لم تجد «محمود» فى البيت ولم تعرف أين هو، كلمها وهو فى «مرسَى مطروح»؛ لأنه صُدم بالخبر أنه تم استبعاده وأن الدور أُسند لـ«أحمد زكى»؟

- لم أكن أعلم بالحكاية دى، ولكن طبعًا وارد جدّا، التغيير فى اللحظة الأخيرة مثل ما حدث فى (اضحك الصورة تطلع حلوة) ذهب السيناريو لـ«عادل إمام» وهو لم يحبه، وقال إن شخصية الأب مثل «زكى رستم»، ولم يرتح لها، وهذا قطعًا حقه، أعطيت الدور لـ«أحمد زكى» على الفور وتألق فيه.

 وأنت بتكتب (اضحك الصورة تطلع حلوة) ألم يكن فى ذهنك «عادل» أو أى تفاصيل للشخصية التى ستؤدى الدور؟

- لا، بدليل إن «أحمد زكى» هو اللى عمله بعد عرضه على «عادل»، كل ممثل له لونه، أنا لا أكتب لشخص؛ إنما أكتب الشخصية، وهى تنادى صاحبها، لا أُفصّل لنجم ما يليق عليه أنا مش ترزى قمصان.

  مَهما بلغت النجومية مثل «عادل»، وهو ورقة قوية جدّا ورابحة تسويقيّا؟

- الاحترام متبادل بينى وبين «عادل»، وإنه يعلم جيدًا أننى مخلص فى الكتابة جدّا، ثم إن أنا لو فصّلت لك هألبّسَك من ملابسك القديمة، ولذلك تجد أن «عادل إمام» متنوع أكثر فى الأدوار (الغول) مثلًا غير (الهلفوت) وهكذا، وبالمناسبة (الهلفوت) يحمل فكرة عظيمة جدّا.

 كان المفروض التى ستقدم الدور «سعاد حسنى»؟

- لا إطلاقًا، شركة الإنتاج كانت تريد «ليلى علوى» ويسأل فى هذا أيضًا «محسن علم الدين»، «سمير سيف» اعترض قال: لا تصلح للدور، قال: ليلى عينيها خضراء و(كلبوظة)، إنما إلهام تصلح أكثر.

 و«عادل إمام» لم يكن له دور فى الاختيار، دائمًا يقال إن «عادل» بيختار الناس اللى تمثل معه، كل فريق العمل وليس فقط الممثلين؟

- تكون مناقشات ليس أكثر، مثلًا «عادل إمام» فى فيلم (طيور الظلام) كان يريد بدلًا من «رياض الخولى» «إبراهيم يسرى» و«رياض» وقتها كان اكتشافًا.

 قال لى «شريف عرفة» فى فيلم (اللعب مع الكبار) أنك أعطيته الأجر الذى كان يأخذه الكبار وقتها بمبادرة منك، ليس بطلب من «شريف»، وعندما سألك لماذا؟ قلت له: أنت ستعطينى شغلًا مثلهم أو ربما أكثر؟

- كانت الأجور أيامها قليلة، لكن وقتها كانت فلوس، كان أجر «شريف» عندما عمل فيلم (الدرجة الثالثة) سبعة آلاف جنيه، قال لى يا أستاذ أنا أخذت سبعة آلاف فى (الدرجة الثالثة)، قلت له أنا لن أزوّدك لأنى سأدفع لك مثل أكبر المخرجين لأنك ستعطينى عملًا جيدًا، بل ربما تكون أكثر حماسًا منهم.

 شريف قال لى إنه من المخرجين الذين تعرض عليهم السيناريو لتأخذ رأيهم، سواء كان سيعمل الفيلم أمْ لا؟

- نعم هذا صحيح، وأتذكر أنى عملت فيلم واحد مع «خيرى بشارة» (رغبة متوحشة)، والعمل معه يتميز بالحميمية، أيضًا «عاطف» رحمة الله عليه، ومن الأجيال الجديدة «محمد يس» و«تامر محسن» و«مروان حامد» وغيرهم.

 هل «مروان» يقرأ شغلك؟ وهل يحدث العكس؟

- نعم يقرأ شغلى، لكن أنا لا أقرأ شغل «مروان»، حتى لو «مروان» نسى سيناريو على مكتبى لا أفتحه طالما لم يقل لى أو يطلب منّى، لم يحدث أنى قرأت أى سيناريو نفذه «مروان».

 فى السنوات الأخيرة تشتغل تقريبًا مع الجيل الجديد وبعضهم لأول مرّة وأنت تعطى له الفرصة؟

- نعم، وحصل ذلك مع «تامر محسن» و«محمد على» و«مروان حامد».

 هل تفعل ذلك عن قصد؟ وهناك مخرجون راسخون ممكن تشتغل معهم والدراما التليفزيونية تحتاج لذلك؟

- «شريف عرفة» و«مروان حامد» لا يعملوا تليفزيون، والأفلام كمنتج ليس بالكثرة، السينما بعافية شوية، لكن الذى لديه قدرة على إنتاج الدراما التليفزيونية أنت تذهب له، الدراما فيها مشقة كبيرة جدّا لو أعطيت المسلسل بإخلاص وجد هى مسألة فى غاية الصعوبة وتحتاج لصبر وجهد ومال وأشياء كثيرة، إنما لو عملت تليفزيون بالطريقة التى نعمل بها اليوم تصور ربع ساعة أو عشر دقائق فى اليوم لا تنفع.

 ونجم جماهيرى مثل «عادل إمام» يعنى كان متوافر له كل عناصر النجاح؟

- «عادل إمام» كان عامل فى نفس الوقت أو قبله بوقت بسيط فيلم (رجب فوق صفيح ساخن) الناس أحبت شخصية رجب ونسيت الشخص الحالم الرومانسى، ونفس الحكاية الصدفة فيها أضرتنى كثيرًا فى فيلم آخر (اضحك الصورة تطلع حلوة)، وهذا الفيلم تحديدًا من أحب الأفلام لى وأهمها؛ إنما شاءت الظروف وكان عرض فيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) لا أريد أن أقيّم أفلام الزملاء، لكن بيبقى اختلاف النوع، ومزاج الناس ممكن يتغير فى لحظات.

 هل الزمن ممكن أن يعيد اعتبار الفيلم عند عرضه لم يأخذ حقه ولكن مع مرور السنوات يُقبل عليه الجمهور؟

- أول ما التليفزيون والفضائيات عرضوا عددًا من تلك الأفلام، الناس شعرت بهم، وانظر إلى كل ما يُكتب على صفحات السوشيال ميديا تجد أن جُمَلًا من بعض الأفلام ومقاطع منها تنقل وتوزع والناس تتابعها وترسلها لى، خاصة فيلم (الإنسان يعيش مرّة واحدة) أو (اضحك الصورة تطلع حلوة) وينقلوا الحوار بالكامل، قريبًا رأيت مشهد «سناء جميل» و«أحمد زكى» على الكورنيش وهى تقول له «إحنا صغيرين قوى يا سيد.. يقول لأ، احنا كبار بس مش عارفين نشوف نفسنا»، ومشهد وأحمد زكى بيقول «الكلمة عَقد والزواج لا يثبته ورقة» بيتم رد الاعتبار، وأفلام عديدة جدّا ليس فقط أفلامى، أقول لك شيئًا كل أفلام الأبيض والأسود الزمن أعاد لها الاعتبار.

 لو على سبيل المثال فيلم (اضحك الصورة تطلع حلوة) كان «عادل إمام» الذى قام ببطولته.. هل تعتقد الإيراد سيكون أكبر؛ خصوصًا أن النجم دائمًا ما تكون له دائرة جماهيرية ودائرة «عادل» وقتها كانت أكبر من «أحمد زكى»؟

- أكيد كان ممكن تفرق جماهيريّا؛ إنما كل شىء نصيب.

 ألم تصطدم بتغطرُس النجوم، بمعنى إن العصمة أصبحت بيد النجم؟

- أنا معنديش الكلام ده، ما الذى يجبرنى على التعامل معك أو الخضوع لشروطك؟ أنت نجم لكن مش عَليّا، ودائمًا يكون لدى حل آخر وعندى الجرأة أن أعمل مع وجوه جديدة.

 فى فيلم (ديل السمكة) أظن أن «عمرو واكد» لم يكن البطل الأول، مَن كان قبله؟

- هو «عمرو» من الأول، «أحمد حلمى» كان مترشح يعمل الدور وأنا رفضت لم أكن مقتنعًا بأحمد يعمل الدور، أنا فى مسلسل (بدون ذكر أسماء) اشترطت شرطًا اللى هيشتغل فى هذا المسلسل لا يعمل فى مسلسل آخر فى نفس التوقيت، دى قناعاتى رغم أن البعض قال هتقطع الرزق، قلت لهم ليس لها علاقة بالرزق؛ إنما الموضوع مرتبط إن يكون ذهنك صافى للشخصية، وقد كان.

  ما الذى حدث فى (نور العيون) ودفع كاتبنا الكبير «نجيب محفوظ» للاعتراض؟

- (نور العيون) كان قصة قصيرة بطلها ولد، أنت تحفر فى الماضى يا «طارق»، أنا لا أريد أن أتحدث فى هذا الموضوع لسبب بسيط إن «حسين كمال» ليس موجودًا؛ إنما الأستاذ «حسين كمال» أرغمنى أن أغير هذا الولد لبنت علشان «فيفى عبده» تعمل الدور.

 وأنا أعلم أنك تحب «حسين كمال»؟

- لست أنا فقط الذى يحبه، فهو مخرج كبير لا أحد يغفل عطاءه، أمّا قصة الفيلم فكان الفرق كبيرًا جدّا بين الولد والبنت.

 لكن أنت لم تقابل «نجيب محفوظ».. قرأت فقط اعتراضه؟

- قابلته بعد تلك الواقعة بسنوات وكنت سأشترى منه «أولاد حارتنا» كى أحولها لفيلم عالمى، والكاتب «محمد سلماوى» شاهد على تلك الواقعة، وذهبتُ ومعى «مروان»، فسألنى «نجيب محفوظ» مَن الذى سيخرج هذا الفيلم؟، قلت له «مروان» فسألنى: هو ابنك؟ قلت له: نعم، فقال: «بلاش»، كان يريد أن يجنب ابنى الإيذاء من المتطرفين، اعتراضه خوفًا على «مروان»، فقال لى هذه الرواية أعداؤها كثيرون جدّا وهو ما زال فى مقتبل حياته و«مروان» اتضايق وقتها فقال له: خلاص يا حبيبى أنا خائف عليك ليس أكثر، وطالما أنت متحمس فلا بأس.

 ولماذا توقف المشروع؟

- لأن بعدها جاءت حادثة اغتياله وذهب إلى المستشفى وكنا قد اتفقنا على الأجر مبدئيّا، وبعد وفاته جاء لى المحامى الخاص به، قال لى: فيه معلومة أريد أن أقولها لك.. وطلب فى الرواية خمسة ملايين جنيه، وهذا رقم كبير جدّا عن الرقم المتفق عليه مع «نجيب محفوظ» فاعتذرت.

 من الشخصيات التى التقيتها «عبدالحليم حافظ»، حكيت لى من قبل أنك التقيت معه فى كافيتريا، وهو الذى جاء إليك لأنك كان معك مدام «زينب سويدان»؟

- كان وقتها 1973 بيسجل مسلسل (أرجوك لا تفهمنى بسرعة) إخراج «محمد علوان»، والذى يكتب رحمة الله عليه «محمود عوض»، لكنه وقع فى ورطة لأنه لم يستطع استكماله، «عبدالحليم» صديق الإذاعى الشهير «وجدى الحكيم»، فى هذا الوقت قالوا من ينقذ الموقف؟، بعدما أذاعوا الحلقة الأولى ومحتارين فى حلقة الغد من سيكتبها، «وجدى» قال لهم: «وحيد» مَن ينقذنا، وقتها كنت بأعمل مسلسل فى «صوت العرب» اسمه (عبده كاراتيه) بطولة «عبدالمنعم مدبولى» و«صفاء أبوالسعود»، فقال لى «وجدى»: نحن فى ورطة.. وشرح لى الموقف، فى هذا الوقت كان «محمد علوان» اسمه «الإمبراطور» وعندما رأيته للمرّة الأولى جاءنى إحساس مبدئى، أنه إنسان مغرور، ولكن «وجدى الحكيم» أذاب كل مخاوفى عندما يحدثنى يقول لى يا «شكسبير»، كنا وقتها فى منزل «عبدالحليم»، فطلب منهم أن يجهّزوا غرفة لى فى بيته وأبات طوال الليل أكتب لأعطيهم حلقات الغد، قلت لهم لا أستطيع الكتابة إلا فى بيتى، وقتها كنت أسكن أنا و«كرم النجار» سوًّا وكانت من عادتى أن أستيقظ فى الفجر وأذهب إلى فندق «سميراميس» وأكتب هناك، فكتبت ثلاث حلقات وأرسلتها لهم، وأسمع ثانى يوم وجدت أن المقدمة لم تتغير، وقالوا تأليف أستاذ «محمود عوض» لا توجد مشكلة لأنها قصته، لكن أنا الذى كتبت الحوار فلا بُد أن يقال ذلك، الحوار أو الكتابة الإذاعية «وحيد حامد»، فكلمت «وجدى» وقلت له ما الحكاية، فقال هذه غلطة سنصححها، فوجدت فى اليوم التالى نفس الحكاية، فقلت له أنا لن أكتب.. انتهى الأمر، فقال لى الاعتراض ليس لدينا دخل فيه؛ إنما الاعتراض من الأستاذة «صفية المهندس» رئيس الإذاعة وقتها، واقترح أن أذهب إليها فذهبت، قالت لى أنت ليك مسلسل فى «صوت العرب»؟ قلت لها: نعم، فقالت: طيب هل لا يوجد لدينا غير «وحيد حامد»، فقلت لها: طيب خلاص خلينى فى «صوت العرب» وأنت اعملى «الشرق الأوسط» فجاء «عبدالحليم» وقال لى: احنا ح نعملها فيلم وح تسافر لندن وأجر الإذاعة ده ملاليم، وستحصل علىأجرك منّى، قلت له: انتهى الأمر، لازم اسمى يبقى على كل كلمة أكتبها وهذا حقى.. فاتت أيام وكنت أعتقد أن «عبدالحليم حافظ» غضبان منّى، كنت أجلس أنا وزوجتى «زينب» فى الشيراتون فوجدته أتى إلينا وقال لى: على فكرة أنت موقفك محترم وحقك، وكويس إن فيه ناس لسّه زيّك كده.

 قلت لـ«وحيد».. ألم تتمنَّ أن ترى اسمك مقترنا بـ«عبدالحليم» كنجم أو «صلاح أبوسيف» كمخرج مثلًا؟

- كان يُشرفنى قطعًا، ولكن الأستاذ «صلاح» كان صديقى ويجلس معى كثيرًا لكن لم نعمل سويّا؛ لأن فى هذا الوقت كان «محسن زايد» موجودًا، وإذا حضر الماء بطُل التيمم، الأستاذ «صلاح» كان له سابق تجربة مع «محسن زايد» و«محسن» من أفضل كتّاب السيناريو طبعًا هو و«رأفت الميهى»، وإذا امتد العمر بأستاذ «صلاح» يمكن كانت تجمعنا فرصة، لكن «كمال الشيخ» لم يحدث ولا مرّة.

 من الجيل القديم.  هل اشتغلت مع حد تانى؟

- كنت أتمنى أن أعمل مع «حسن الإمام» لأنه ظُلم، أيضًا كنت أتمنّى أن أعمل مع «استيفان روستى» و«زكى رستم» ألحقهم يعنى، كممثلين.

 أكثر تجربتين أشعر أنك تحترمهما جدّا فى الكتابة «محسن زايد» و«رأفت الميهى» مضبوط رغم إن فارق العمر ليس كبيرًا لكنك تعتبر تجربتهما مهمة؟

- نعم، طبعًا فى المقدمة أيضًا «محمود أبوزيد» لا أنكر على الآخرين جهدهم.

 واكب تواجدك الكاتب «بشير الديك» فى المرحلة الزمنية نفسها؟

- طبعًا «بشير الديك» أحد أهم كتّاب السيناريو.

 هل تضع اسمه بجانب «محسن والميهى»؟

- لأ؛ إنما أضع اسمه بجانب اسمى، تصنيف آخر كى نكون واقعيين، ضع «مصطفى محرم» و«محسن زايد» و«رأفت الميهى» فوق، أمّا الباقى «وحيد حامد» و«بشير الديك» ففى مرحلة تالية.

 نعود لمسيرة الكتٌاب مرّة أخرى، توقفنا عند «بشير» أنه معك فى مرحلة واحدة.. فأين تتوقف؟

- أتوقف عند الجيل الجديد «محمد حفظى» و«مريم ناعوم» و«تامر حبيب».

 هل كانوا تلاميذك؟

- نعم، لكن «مريم» أنا كنت رئيس لجنة التحكيم التى أعطت فيلمها (واحد صفر) الجائزة، وعلاقتنا كانت قريبة جدّا حتى أننا فى إحدى محطات المرض لدى جاءت زارتنى ومعها زرعة «شجرة» مازالت موجودة عندى حتى الآن.

 وماذا عن «أيمن بهجت قمر» وهو ابن صديقك؟

- لا أستطيع تقييم «أيمن».

 لماذا؟

- هو كاتب أغانٍ ممتاز جدّا، تجربة فى الدراما مازالت قليلة يصعب عليّا تحديدها.

 دائمًا لك اعتراضات على الورش و«مريم وتامر» شغلهم فى السنوات الأخيرة ورش.. كيف ترى ذلك وهما يعملان بطريقة أنت ترفضها؟

- همّا استسهلوا.

 تعتبر الورشة استسهالًا؟

- طبعًا استسهال، اذكر لى فيلمًا وأنت الناقد المحترف وراءه فكرة أو ابتكار إلا وكاتبه واحد، ربما أستعين بورشة لو هأعمل فيلم أكشن، أكتبه لك فى عَشرة أيام، عندما يكون اثنان على عمل ورشة المفروض أن يكون هناك نقاش بينهم كى يفهم كلُّ منهما ما يدور فى ذهن الآخر، دول حتى بيكتبوا المَشاهد ويرسلونها عن طريق الإيميل وتقولى دراما!!، لذلك شاهد الدراما الآن بعين الناقد ستلاحظ إنها مكتوبة بمنطق «الكورونا» فيها تباعد أحيانًا تجد مَشهدًا ليس له علاقة بالمسلسل أو الحدوتة كلها لأن دماغ واثنين وثلاثة مشتركة، مثل التعبير الذى قلته من قبل تحولت الدراما لجلباب المهرّج. سؤال مهم.. لماذا أعمالهم انتهت، تراجعت، فقدت وهجها؟! الكتابة فى حد ذاتها متعة فيها تذوق يعادل متعة الأكل الطيب إن لم تصل لهذه الدرجة من النشوة فما تكتبه باطل، أن تشعر وتستمتع بما تكتبه تلك هى الذروة.

 أين تضع «أسامة أنور عكاشة» كان دائمًا تنافس بين قمتين أنت وأسامة؟

- مرّة واحدة شتمنى وأنا أجلس فى حفلة على ترابيزة من الكبار وعندما رآنى وبدون داعٍ قال: يا وحيد يا حامد.. قلت له: نعم، فقال «أسامة أنور عكاشة» كذا وشتمنى.. فابتسمت، فى هذا الوقت لم يكن هناك مجال للتنافس بينى وبين أسامة؛ لأنه كان يكتب دراما وأنا أكتب سينما وهو محقق نجاحات فى التليفزيون وأنا كذلك فى السينما؛ إنما المسألة بدأت عندما قمت بعمل مسلسل (العائلة)، فبالتالى دخلت على منطقة «أسامة»، ولذلك هو- الله يرحمه- استقبل (العائلة) استقبالًا سلبيًا جدّا وقال رأيًا سلبيّا جدّا، وجهة نظره، رغم أن وجود «محمود مرسى» فى (العائلة) ينفى عنها أى شبهة، وبالمناسبة «محمود مرسى» له موقف عظيم جدّا، هذا الدور كان لـ«يحيى الفخرانى»، لكنه بعدما قرأه تراجَع، وكان وقتها ممثلين كثيرين رفضوا يعملوا الدور، كانوا يخشوا من الإرهاب، فأخذت الحلقات وذهبت لـ«محمود مرسى»، قلت له أنا جايب لحضرتك هذا المسلسل، وعلى فكرة كان عند فلان ورفض يعمله؛ لأن المسلسل يتعرّض لقضية الإرهاب.. فقال لى: لو المسألة على الإرهاب أنا أمسك بندقية وأنزل أحارب الإرهاب فى الشارع لو المسلسل جيد أقبله دون تردد، ورغم قلة إنتاج التليفزيون، هذا العام كان فى ميدانه «أسامة أنور عكاشة» والمسلسل يباع باسمه، حتى من كان ممكن أن يتنافس معه، وأعتقد أنه على نفس المستوى «محمد جلال عبدالقوى» وكان له أعمال ناجحة، فطبيعى تكون المنافسة بينهم، لكن أنا كنت بعيدًا ولا أذهب لمبنى الإذاعة والتليفزيون كثيرًا، أنا كنت فى السينما، «أسامة» لم يقترب منّى فى غير السنوات الأخيرة.

 وهو دخل السينما وعمل شغل مع «عاطف الطيب»؟

- نعم، وأنا لم أغضب منه، هو أنا هأعمل السينما كلها، السينما مفتوحة للكل.

 أنت من أكثر الناس الذين كان يلاحقهم الاتهام بالسرقة مرّات عديدة، بعضها أنا مواكب لها.. فهل تعتقد هذا بسبب النجاح؟

- عندما يوجَّه إليك اتهام فإنه يقابله استعداد فطرى لدى الناس لتصدق هذا الاتهام، سأعطيك مثالًا عندما عملت فيلم (النوم فى العسل) سكرتير تحرير «مجلة أكتوبر» رفع عليّا قضية وقال إن أنا سرقت الفكرة من قصة قصيرة له، وذهبنا للمحكمة ورفضت القضية، وبعدها شنَع عليّا، فرفعت قضية ضده، وبعدها اتصلت بى زوجته وقالت لى عنده فشل كلوى، فتنازلت عن الدعوَى.

فى فيلم (البرىء) كانوا خمسة أشخاص اتهمونى بالسرقة، منهم «فايز غالى»، لكن كان فيه راجل عاقل أسمه «رءوف توفيق» قال لهم اتفقوا الأول مَن الذى سرق مَن وبعدين تعالوا.

 فيلم (النوم فى العسل) كان «جمال الغيطانى»؟

- «الغيطانى» صديقى، كنا بنقسم اللقمة سوا، بدايتنا واحدة، وكان يسلفنى كتب، فجاءت القضية، قلت «جمال» أنت بتكتب مقالات فى الأخبار أوقف الكتابة حتى نجد حلّا، فقالوا نذهب للمحكمة للتحكيم، أنا أختار ثلاثة وهو يختار ثلاثة وهيئة التحكيم تختار واحدًا، فذهبنا لمحامٍ فى ميدان التحرير الذى كسب قضية (ألف ليلة وليلة) وأنا اخترت دكتور «عبدالقادر القط» وكان «سعد الدين وهبة»، فقالوا لى: ما الذى ستفعله لو ثبتت إدانتك، قلت له: كل الحقوق المادية والأدبية تعود للرجل ويأخذ ما يريد، وصمتوا فقلت لهم: طيب لو اتضح أننى برىء، قالوا لى يبقى خلاص، قلت: لأ لازم يكون فيه عقاب وتعويض، اختلفنا ولم يحدث شىء، ذهبت إلى البيت فوجدت تليفون من الدكتور «صلاح فضل» فقال أنا قرأت الرواية والفيلم ولا يوجد أى شبه بينهما، هذا عمل فنى مستقل وذاك عمل آخر مستقل، وخلصت الحكاية.

 هناك كاتب لم نتوقف عنده؛ خصوصًا أنه أخذ قسطًا كبيرًا من أعمال «عادل إمام»، أقصد «يوسف معاطى»؟

- لا تسألنى عن «يوسف معاطى» لسبب بسيط إنك إذا سألت «يوسف معاطى» عنّى سيتحدث بما لا أرضاه، أحتفظ برأيى لنفسى.

 مرّة قلت لى إن «حنا مينا» اتهمك أيضًا بالسرقة وهو كاتب سورى كبير، أظن فيلم (أنا وأنت وساعات السفر)؟

- نعم، وأنا فزعت، وكل روايته عندى أقرأ له، فأنا وقتها اهتززت هزة عنيفة جدّا لأنه ليس كاتبًا صغيرًا.

 هو يعتبر الوجه الآخر لـ«نجيب محفوظ» فى سوريا؟

- مكنتش مصدّق نفسى، أيضًا نفس القصة (غادة السمان)، بالإضافة إلى 60 أو 70 سيدة كانوا يتصلوا بى ويقولوا لى من الذى قال لك تكتب قصتنا زوجى، طليقى. لكن هذا له قصة أخرى توضح لك كيف يعمل عقل المبدع، من الهواء، لكن عندما اتهمنى «حنا مينا» بالسرقة ارتبكت، لكن جاء لى هاتف بلغنى بهذا كان ناقدًا سوريّا، فقلت له رواية «حنا مينا» نزلت سَنة كام؟ فقال سنة 1998، فتنفّست الصعداء؛ لأننى كتبتها سنة 1972 أو 1973، ومسجلة فى الإذاعة وقتها، ثم طلبت من المخرج أن يعيد عرض هذا المسلسل مرّة أخرى، والفيلم التليفزيون أعاد عرضه، و(غادة السمان) أيضًا عملت نفس الغلطة ولا علاقة بين الرواية والمسلسل.

 قلت لى أن فيلم (الإرهاب والكباب) كانت له واقعة؟

- كان مقالًا.

 قرأته أمْ كتبته؟

- أنا كنت أكتب مقالًا عن مجمع التحرير، وشوف خيال المؤلف وليست الحكومة، أنا قلت إن كل المصالح الحكومية، وهذا حقيقى، موجودة فى مجمع التحرير، طيب ما الذى يحدث لو أن هذا المجمع احترق، وكتبت هذا فى المقال، وكنت أكتب على الترابيزة، وقمت قبل أن أنتهى من كتابته، فجاء «عصام إمام» وأنا لست موجودًا فكان بيسلّى نفسه وقرأ الورق المكتوب، وعندما جئت وبعد أن ألقينا السلام على بعضنا البعض، سألنى ما الذى تكتبه؟ قلت أكتب مقالًا لمجلة «روزاليوسف»، رد قال: هذا فيلم وأنا اشتريته، فقلت له: سأفكر، قال: بدون تفكير.

 وهل أتممت المقال ونُشر فى «روزاليوسف» أمْ لا؟

- لم يُنشر لأنى لم أرسله، وكان بعنوان (لا تراجع ولا استسلام)، وتحولت لفيلم (الإرهاب والكباب)، ولست أنا من اختار اسم الفيلم؛ إنما هو عامل من عمال الديكور من اختار الاسم.

 ذات مرّة قلت لى إن الجوائز لديك كثيرة جدّا لدرجة أنك تخلصت من نصفها أو أكثر؟

- قيمة الجائزة فيمن يمنحها إن شا الله تكون على ورقة بيضاء؛ لأن فترة من الفترات كان لدينا شىء اسمه المكسب بالجوائز الحفلات والجمعيات ويصوروا حفله ثم يبيعونها، فلم أكن أثق أن مثل هذه الجوائز لها مردود لأنها كثيرة جدّا، أيضًا كنت أشك أنها بريئة؛ لأن ما فائدة أن تعطينى جائزة وتساوينى بواحد أنا أعرف أنه لا يستحقها، إذن أكون مثله، كانت الجوائز كثيرة جدّا لدى فشعرت أنها عبء أكثر منها سعادة، قطع ديكور موجودة، فتخلصت من أغلبها.

أمّا الجوائز التى أعتز بها فأقول لك إن الدولة أعطتنى حقى وقدّرتنى، وهذا الشىء يسعدنى طبعًا، جائزة التفوق، وجائزة الدولة التقديرية، جائزة النيل، أيضًا الجمعية الأمريكية للسينما كرّمتنى أصرّت أن أسافر أحضر التكريم، فأرسلت «مروان» لأننى صحيّا كنت لا أستطيع السفر، وفى السنة التى تلتها مباشرة أرسلوا مندوبًا فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وتم تكريمى هناك أيضًا، وكرمت فى مهرجان دبى السينمائى، وهذا العام ها أنا أكرّم فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بين أبنائى وأخواتى.

 (يعقوبيان) كان 2008 متى ستعمل مع «مروان»؛ خصوصًا أنه حقق نجاحات عديدة؛ وبخاصة أنك قلت لى أنك مَن تختار المخرج.. فلماذا لم تختره حتى الآن؟

- هناك مشروع، لكنه تم، بالعكس تم اختيار المنتج أولًا، لنا صديق مهم جدّا «عمرو خفاجة» كان يمزح معى ويقول ابنك هذا ستعمل على حسّه بعد ذلك، المهم أن هذه الفترة هناك عمل روائى منتجه كان قد اتفق مع «مروان» فى الأول، وأعطانى الرواية فقلت له موافق، لكننى مشغول بمسلسل (الجماعة)، قال لى أنا منتظرك.

 فى 30 يونيو ماذا كان موقفك؟

- كان لى رأى معلن، وأعتقد أننى كنت ومازلت على صواب، أنا كنت مع ثورة 25 ومع 30 يونيو لأننى ضد التوريث فى 25 وضد الإخوان فى 30، وهذا واضح.

 هل نزلت فى 30 يونيو؟

- لا.

 لماذا؟ خصوصًا أنها تعبّر عنك فى رفضك للحُكم الدينى؟

- ظروفى الصحية لا تسمح بالتزاحم الكثير كما كان وقت الثورة، كما أننى كنت مقيمًا هنا فى الفندق، وبالتالى رأيت ما حدث بالكامل من خلال النظارة المكبرة.

 تتمنى أن ترى مصر على أى نحو؟

- على الأقل أشوفها مثلما رأيتها وأنا عمرى 30 سنة أو أشوفها فى الستينيات.

 

 ما الصفة التى تريد أن تقال عنك؟

 

- لا أعرف. أنا أترك هذه المسألة للناس؛ لأن الناس هى التى تقيّم الناس، فإذا كان عندك رصيد أعمال يجعل الناس تترحم عليك. هذا أقصى ما أتمناه.

 

  وانتهَى حُوارى الطويل مع الكبير «وحيد حامد». إنه أكبر من أن نُطلق عليه صفة كاتب كبير أو سيناريست كبير أو مفكر كبير، أو مناضل كبير، أو إنسان كبير.. كل هذه الصفات وغيرها تجسّدت فى «وحيد حامد»، أصبح يكفينا وزيادة أن نقول «وحيد حامد» حتى نكتشف حضور قيم الحق والخير والجَمال، أحَب السينما فأحَبته السينما، أحَب الناسَ فأحَبه الناسُ، أحَب الله فحَبَّب الله فيه خَلقه.