السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الفنان السعودى عبدالله العامر: الفن السعودى لم يرتق لرؤية المملكة 2030

فنان من طراز استثنائى، مهموم بقضايا وطنه، عروبى حتى النخاع، تأثر بالمدرسة الفنية المصرية منذ أن اكتشف هويته وموهبته، هو أول من استعان بالفنانين المصريين لاعتلاء المسرح السعودى. 



الفن فى قناعاته هو قاطرة الشعوب، وملهم أجيالها، ومحرك طاقاتها، ورغم ما تحقَّق فى المملكة من إنجازات فنيّة كبيرة فى السنوات الخمس الأخيرة؛  فإنّه يرى أن الإنجاز لم يصل بعد إلى مستوى الطموحات والإمكانيات والمواهب السعودية.

لقد أسهم بلا شك فى تطوير الحركة الفنية فى المملكة، يعد من جيل الروُّاد الذين حملوا على عواتقهم أعباء امتهان الفن فى ذاك الزمان الذى كان يعد فيه الفن من المحرمات، إنه الفنان السعودى «عبدالله العامر» الذى يُعدُّ من أهم فرسان دولاب الحركة الفنية التى تنتعش فى المملكة فى الفترة الحالية.

 

 تصدرت الدراما السعودية فى الآونة الأخيرة الإنتاج الخليجى بأعمال جريئة. ما رأيك؟ وما هى الحدود الرقابية التى تعمل من خلالها؟

- بكل أسف، الدراما السعودية قدَّمت العديد من الأعمال الدرامية ولكن حتى الآن لم ترق إلى مستوى الإنجازات السعودية فى كافة المجالات الأخرى، ولم يتحقَّق حتى الآن الهدف الذى تسعى إليه رؤية المملكة 2030، التى ركزت على ضرورة الاهتمام بالفنون والمسرح والسينما باعتبارها قوة ناعمة مؤثرة، دور الفن مهم فى خلق مجتمع راقٍ يصنع نهضة لبلاده ويغرس أجيالًا وكوادر قادرة على قيادة النهضة الشاملة التى تعيشها المملكة.

 إذن؛ ما رؤيتك للقفزات الفنية التى حقَّقتها المملكة فى ظل رؤية 2030 التى يتبناها ولى العهد حتى الآن؟

- كل شيء تغير فى المملكة، فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان» وولى العهد الأمير «محمد بن سلمان» أمير الرؤية وملهم الشباب السعودى والعربى. لكن فن الدراما والمسرح لم يرتق بعد إلى مستوى الطموح والتطوُّر المذهل الذي تعيشه السعودية، وكلنا أمل، أن يكون هناك مشروع وطنى وهيئة خاصة بالدراما السعودية لتنمية المواهب والكُتّاب لهذا القطاع المهم لتسويق بلدنا السعودية الوطن الذى نفتخر بالانتماء إليه إلى العالم.

 هل وصلت الدراما السعودية إلى مرحلة النضج؟

- وصلت إلى مكانة قريبة من القمة فى زمن ما، ثم عادت إلى الوسط والآن فى طريقها إلى الهبوط إذا لم تتبن الدولة هذا القطاع.

 كنت من أول من استعانوا فى نهاية تسعينيات القرن الماضى بنجوم مصريين كبار مثل «يونس شلبى» و«أحمد بدير» و«المنتصر بالله» وغيرهم لتقديم مسرحيات سعودية للجمهور فى المملكة؟

- الحمد لله قدمنا أعمالًا فنيّة كثيرة ولو أنها كانت لمناسبات قصيرة مثل أيام الأعياد وبدعم من المسئولين وقد شاركنا عدد من نجوم المسرح من الشقيقة مصر مثل الراحلين «يونس شلبى»، «المنتصر بالله»، والنجم الكبير «أحمد بدير»، و«نصر حماد» وغيرهم وكانت مشاركات ممتازة  حظيت بحضور جماهيرى واسع.

 ما الأعمال التى قدَّمتها بالمشاركة مع النجوم المصريين؟

- قدمنا أعمالًا كثيرة مثلا مسلسلات (كلام والسلام) مع «رانيا يوسف، محمد الصاوى، يوسف عيد ونسرينا»، مسلسل (عمشة فى ديرة النسوان) مع الفنانة «ميمى جمال، وفاء مكى، ضياء الميرغنى، ومى جمال»، مسلسل (بدون تمثيل) مع أغلب نجمات وفنانات مصر، ومسلسل (أزواج وزوجات) مع النجمين الكبيرين «وحيد سيف وسعاد نصر». 

 توجهت للإنتاج الفنى منذ سنوات بعيدة، ما أهم الأعمال التى قدَّمتها ولم تشارك فيها كفنان؟

- هناك أعمال أعتز بها، منها مسلسل (هوامير الصحراء)، والذى تم إنتاجه وعرضه فى أربعة أجزاء، كما أنتجت العديد من البرامج مثل (بدون طرب، بدون تمثيل)، ومسلسلات (وعاد قلبى إلى هناك، قلوب خرساء، عمشة فى ديرة النسوان، عمشة بنت عماش، خلف خلاف، أقارب وثعالب، وأبو شلاخ البرمائى)، ومسلسل (بينى وبينك) الذى تم عرضه على جزءين. أيضا حلقات (ابتسامات رمضانية) والعديد من المسلسلات والفقرات الكوميدية.

 منذ سنوات أسَّست شركة فنية فى القاهرة، هل لديكم مشروعات لمسلسلات تستعدون لإنتاجها حاليًا؟

- العمل الفنى من القاهرة له طعم ومذاق خاص، وبالفعل أنا وزميلي الأستاذ «محمد الجبيرى» أسسنا شركة (إيكونيك للإنتاج الإعلامى والمؤتمرات) قبل بداية جائحة كورونا ونظمنا المهرجان العربى للإعلام السياحى ونعمل حاليًا على إنتاج فيلم سينمائى «سعودى -مصري»  يدور حول التشابك فى العلاقات الأسرية السعودية والمصرية.

 كيف ترى تأثير الفن المصرى على الحركة الفنية السعودية؟

- مصر هى قلعة الفنون فى العالم العربى ويظل الفن المصرى مصدر إلهام للفن العربى عمومًا وليس للسعودية فقط ومصر أم الفنون وأم الدنيا.

 كيف ترى تأثير كورونا على الحركة الفنية فى المملكة بعد أن حققت طفرة كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية؟

- أثرت جائحة كورونا تأثيرًا مفاجئًا وكبيرًا وحدت من الإنتاج سواء فى المسرح أو السينما أو إنتاج المسلسلات؛ إذ ألحقت الأزمة الصحية العالمية وما نجم عنها من شكوك أضرارًا جسيمةً بالفعاليات الفنية وحاولنا قدر الإمكان التمسُّك بتأدية مهمتنا وإسعاد جماهيرنا، لكن جائحة كورونا أثرت على الفن على مستوى العالم ومع ذلك نجحت المملكة فى التعامل مع هذه الجائحة العالمية وكذلك وعى المواطن المقيم على الأراضى السعودية كان له دور فى مواصلتنا للعمل.

 ما استعداداتك الفنية لما بعد كورونا؟

- لدينا الكثير من المشاريع، دع الكورونا تودعنا ونحن مستعدون لوداعها بالأعمال الإبداعية. 

 متى اكتشفت موهبتك الفنية ومن ساعدك فى اكتشافها؟

- منذ أيام دراستى الأولى فى المرحلة الابتدائية والذى ساعدنى أستاذي فى المرحلة المتوسطة «محمد رضا» - فلسطينى الجنسية - والذى كان له دور كبير فى المسرح المدرسي وبعد ذلك علاقتى بالفنان القدير «د.بكر الشدى» الذى عرّفنى على المخرج السورى «منذر النفورى» والمخرج المصرى «محمد الجدى» وقدمت أول عمل درامي كمسلسل فى حياتى باللغة العربية الفصحى بعنوان (فكيه الكلام فى السفرة والطعام) وكان من إنتاج التلفزيون السعودي  وتم عرضه فى شهر رمضان.

 أين تجد نفسك أكثر فى الكوميديا أم الدراما؟

- فى الاثنين ولو أن الكوميديا هى الأقرب لنفسي ولكن إفلاس كُتّاب الكوميديا كان سببًا فى عدم تقديم أعمال جديدة.

 ما أهم وآخر أعمالك الفنية؟

- آخر عمل درامى هو مسلسل (جرذان القصر) والذى تم تغيير اسمه فى آخر لحظة إلى (جرذان الصحراء) ولكن يظل العمل الأهم لي كممثل ومنتج  هو المسلسل الشهير (هوامير الصحراء) الذى تم عرضه على عدد من القنوات السعودية والعربية.

 ما رأيك فى الدور الذى يلعبه الفنان اليوم فى المجتمع العربى؟

- المفترض يكون دور الفنان موازيًا لدور المعلم ولكنه بكل أسف هناك محتوى غير مناسب يقدِّمه الكثير من الفنانين، بالإضافة لدخول ما يسمى مشاهيرالسوشيال ميديا وأغلبهم مفلسون فنيًا وثقافيًا وفكريًا وعلى كل الأصعدة.

 هل يتحمّل الفنان مسئولية طرح المشاكل الاجتماعية ووضع الحلول لها؟

- نعم، ولكن مع كل فريق العمل، يتم طرح القضايا الاجتماعية ووضع حلول منطقية تتناسب مع العادات والتقاليد بعيدًا عن الأجندات المثيرة للرأى العام.

 كيف ترى الظروف التى يعيشها حاليا الفن العربى؟

- لم يصل إلى العالمية بعد وهذا بحد ذاته فشل ذريع.

 ما استعداداتك الفنية لشهر رمضان المقبل؟

- رمضان لم يعد مغريًا بالنسبة لى، لقد قدَّمت الكثير فى المواسم الرمضانية لسنوات طويلة. أما حاليًا فأفضل  قضاء شهر رمضان مع أسرتى وفى قراءة القرآن.