الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

غرباء فى بيت واحد

تزوجت منذ 18 عامًا من رجل طيب ومحترم وكريم.. وعيوبه بسيطة جدًا.. لكن من سنين وأنا بحس أنى هواء فى فراغ البيت.. طوال اليوم يمسك زوجى بالتليفون، ولا يعيرنى بالًا، وأنا أعيش فى حزن بالغ منذ عامين، بعدما توفيت ابنتى الوحيدة فى حادث، حيث أصبحت الدنيا مظلمة فى عينى، ورغم أننى ناجحة فى عملى وأعيش حياة طبيعية، إلا أننى أصبحت لا أطيق الحياة مع زوجى، وإحساسى الدائم بأننى على الهامش.



حاولنا أن ننجب مرة ثانية لكن لم يقدر الله حتى الآن، وأصبحت بين نارين، هل أكمل معه حياتى على أمل أن يرزقنا الله بطفل يعيد البسمة لحياتى.. أو الانفصال وتقبل حقيقة أننى سأكون وحيدة، ولا أعلم هل ستكون الوحدة سببًا فى استعادة إحساسى بالأمان أم لا، أريد حلًا!

عزيزتى

فى البداية.. البقاء لله فى ابنتك الراحلة وربنا يصبر قلوبكم ويسكنها فسيح جناته.. من المؤكد فى تصورى أنها صدمة من نوع الصدمات الفارقة.. أو أنها بمعنى أدق تقسم حياة الإنسان نفسيًا وعصبيًا إلى مرحلتين.. ما قبل الصدمة وما بعدها.. وذلك النوع من الصدمات يبدأ بذهول وعدم تصديق ويتحول بالوقت إلى عدم رغبة فى ممارسة الحياة، خاصة وأنه يصاحبه إحساس بالغضب والذنب وقلة الحيلة.

زوجك أصبح مدمن عالم افتراضى لأنه يفصله عن عالمه.. وأصبحت أنتِ مشتتة بين الإنجاب مرة ثانية، أو الانفصال وبداية حياة جديدة، والحقيقة أن إحساسك صح فى رغبتك لقلب الصفحة والمحاولة من جديد لكن إحساسك بالذنب يقيدك.

«أنتِ فعلا لازم تغيرى وتتغيرى.. بس محتاجة تفكرى بذهن وعقل صافى وشايف كويس.. عقل خالى من الشك والحيرة والغضب والذنب.. سيبى اكتئابك يحصل.. النزيف اللى فى قلبك وفى قلب جوزك لن يقف إلا لما بمنحه فرصة للشفاء، وذلك بالهدوء والتوقف عن البحث عن حلول، حتى يتوقف النزيف».

«لما تحسوا إنكم خلصتوا فترة حداد القلب.. وسلمتم بقضاء الله.. وقتها هتحاولوا تعيشوا تانى.. وكل واحد فيكم يقرر اللى هو عايزه من غير لخبطة وده أحسن وقت تبدأوا فيه الفصل الثانى من الحياة..سواء بالاستمرار أو البقاء.. ووقتها هيسيب الموبايل ويرفع عينيه للدنيا من جديد.

وأنتى هتعرفى مكانك الصح فين ومع مين.. ومن قلبك!

مع حبى