السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نكسة الزمالك!!

من منازلهم أتابع الرياضة.. والكرة خصوصا.. يعنى لست من هواة الذهاب للمباريات.. ولا أطيق الجلوس فى الملعب.. وأدين بالفضل للكابتن لطيف.. أشهر معلق تليفزيونى وألطفهم.. هو الذى شرح لنا أصول وخبايا اللعبة.. والفارق بين الأوفسايد والأوت وأسرار الضربات الركنية.. ثم لخص القضية كلها فى عبارة من كلمتين.. «الكورة أجوان»!!



وقد جربت ذات يوم الذهاب للملعب ولم تكن تجربة سارة.. والسيد كبير المشجعين يقود الجماهير ويسب اللاعبين ويشتم المنافسين والجماهير وراءه تردد ما يقول.. وجلست أراقبه وأتفرج عليه ومن الواضح أنه لاحظ جلستى الحيادية المندهشة لأنه قال لى أنت معانا ولا ضدنا.. فقلت له خوفا معاكم، فصرخ فى وجهى طيب اهتف.. والهتاف شتائم قبيحة لم أحبها ولم حب التواجد فى ملعب المباراة..!

الفرجة فى التليفزيون أكثر أمانا فى المعارك الكروية الطاحنة.. وأكثر دفئا فى ليالى الشتاء الباردة.. ثم إن المعلق التليفزيونى يشرح ويعلق ويعيد الصورة ويذكر أسماء اللاعبين.. بعد أن يشكر طبعا حضرة المخرج والمصور ومدير الاستاد ومدير الأمن ووزير الرياضة وكبار المسئولين عن الرياضة والسياسة.. فى درس بليغ فى الانتماء الوطنى..!

المهم.. أننى كنت أتفرج على مباراة حامية فى التليفزيون.. عندما حاولت السيدة زوجتى تغيير القناة لتشاهد الفيلم العربى.. فاعترضت بشدة.. وقلت إن الفرجة على الكرة هى متعتى الوحيدة فى هذه الدنيا الفانية.. وأنه لا يصح ولا يجوز أن تعتدى على حريتى الشخصية.. ثم إنها شاهدت الفيلم العربى سبع مرات على الأقل وأنها تحفظه صما.. وألقيت عليها درسا مؤثرا فى واجبات الزوجة التى تساند زوجها فى السراء والضراء، وضرورة أن تشجع الرياضة كنوع من المشاركة الأسرية والتضامن العائلى والانتماء الرياضى.. وإذا كانت عوامل الحب والعيال قد فشلت فى الربط بين القلوب.. فلتكن الرياضة إذن رباطا وثيقا بيننا!

ومن الواضح أن محاضرتى المؤثرة قد لعبت دورها.. لأن زوجتى جلست بجوارى تسألنى عن تفاصيل وخبايا اللعبة وأسرار المعارك الكروية والخطط الاستراتيجية فى الملعب.. وهكذا! انضمت زوجتى إلى القبيلة الرياضية.. وسألتنى عن النادى الذى أحب وأشجع.. فقلت لها أننى أفضل الفانلة الحمراء.. فاختارت هى الفانلة البيضاء لتشكل جبهة المعارضة الكروية فى بيتى الآمن والمستقرَ!

ومن المواضح أن «بركات» السيدة الرياضية زوجتى قد حلت بالنادى الكبير.. وأصابت عشاقه ولاعبيه ومشجعيه الذين يقتربون من العشرة ملايين.. فإذا به يتحول من ناد عملاق تخشاه الأندية المحلية والخارجية إلى مجرد ناد بلا مخالب أو أنياب تتنافس أندية القاع فى هزيمته، وتتلاعب الأندية المغمورة بلاعبيه الغلابة.. ناهيك عن الهزائم المتكررة أمام خصمه اللدود.. النادى الأهلى.. فعليه العوض ومنه العوض.. والخلافات بين صفوفه تتصاعد.. ولم تقتصر على الخلافات داخل جدران النادى.. بل عرفت طريقها إلى الأقسام والمحاكم.. وفى زحام الخلافات والصراعات صار النادى ملطشة الأندية وهو النادى الذى لم يكن يعرف سوى البطولات والانتصارات..!

ومع أننى قرأت وسمعت كثيرا عن حكايات العين التى تفلق الحجر.. وعن الحسد الذى هو أقوى من السحر.. وعن أعمال السحر الأسود والأحمر والبنفسجى.. إلا أننى لم أتصور أن انضمام فرد إلى نادٍ عملاق يمكن أن يعرقل المسيرة والمشوار بهذه الصورة الواضحة التى لا تحتاج إلى قرائن أو أدلة..!

ومن الواضح أنه فى مواجهة هذا الحضور المكثف لزوجتنا الحبيبة.. من الواضح أنه لن يفيد تغيير رئيس النادى أو تسريح المدرب أو اللاعبين.. وقد وقع الفأس فى الرأس.. والحل عندى بسيط وغير معقد.. أن يقوم الوسطاء وأولاد الحلال بإقناع المدام بالتخلى عن تشجيع الزمالك.. وتحويلها إلى تشجيع الفانلة الحمراء.. عسى أن تحل بركاتها بالنادى الأهلى.. فيهبط مستواه وتنفجر الخلافات بين صفوفه ويتدهور مستوى لاعبيه فيتحسن مستوى الزمالك ويفوز بالدورى!! 