السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الداء هو الدواء

رسوم عماد عبدالمقصود
رسوم عماد عبدالمقصود

لستُ راضية عن شكلى ولا عن جمالى وفى عيونى لا أرى جسدى جميلًا وبه الكثير من عيوب، أقارن نفسى بمَن هن أكثر منّى جمالًا أو لهن شخصيات ملفتة للآخرين، ووقتها أشعر بعدم ثقة فى نفسى ولا أشعر أن شخصيتى أو شكلى يؤهلنى للتعامل مع الناس.. وللأسف عدم ثقتى بنفسى ليس آخر مشاكلى، فخجلى يضعنى فى مواقف محرجة كثيرة جدّا قد تصل إلى حد ظهورى بمَظهر (الجبانة).. أتمنى أن أجد طريقة لتغيير شخصيتى للأحسن.. أن أثق فى نفسى وفى شكلى وأن أتخلص من الخجل وأصبح أكثر شجاعة.. ماذا أفعل؟!



عزيزتى..

تقديرك لقيمة نفسك يكمن فيما تقوليه عن نفسك لنفسك.. 

ساعات كتير بيبقى كلامنا عن نفسنا أسوأ من أى عدو خارجى لنا.. بمعنى أن مثلا قلتِ عن جسمك وجمالك أنهم كلهم عيوب.. طيب تمام.. حانفترض إنك كلك عيوب (ولو أن دى قسوة غير موضوعية على الإطلاق.. مافيش حد كله عيوب خااالص بالمناسبة) بس تعالى أوافقك مبدئيّا ونمشى واحدة واحدة كده مع بعض.

جمالك الشكلى وجمال جسمك أشياء فى يدك تمامًا.. يعنى تقدرى تعملى ريجيم لو وزنك زايد مثلا.. تلعبى رياضة.. تبتسمى كتيييير (ده من أهم أسرار الجمال الباقى) والأهم أنك تقبلى نفسك زى ما هى وتصلحى اللى تقدرى تصلحيه.

ده عن الشكل.. اللى هو مهم صحيح.. لكنه بالتأكيد مش أهم حاجة فيكى نهااائيّا.

خجلك سببه حسب ما فهمت إنك تخافى من عدم قبول «الآخرين» لك وخلينى أقولك على سر ماحدش عايز يقوله..

أنتِ مستحيل تعجبى كل الناس أساسًا.. والناس رأيهم وعواطفهم وانبهارهم إلخ.. متغيرين دائمًا وأبدًا والخبر العظيم أنهم زيك بالضبط بيحبوا المختلف عنهم وبيتشدوا له دايمًا، وده خبر حلو لأنك خلقتى كده أصلا.. مختلفة وبصمتك مختلفة وشكلك مختلف واقتناعك وحبك لاختلافك هم مفتاح السر فى اقتناع وقبول وحب الآخرين لكِ..

 خلّى رأى الناس ياخد حجمه الطبيعى وهو أنه رأيهم هم مش رأيك أنتِ.. وحكمهم هم.. مش حقيقتك أنتِ. 

وأعرفى أنك مش شاغلة تفكير الناس طول الوقت.. كل واحد فى الدنيا عنده واحد بس مشغول بيه دايمًا وأبدًا وهو نفسه.. فما تشيليش هَم، أو بمعنى أدق وهم أن الناس مركزة فيكِ أو معاكِ بشكل حقيقى جدّا ولا حاجة.. كلنا فى حياة بعض ربع ساعة.. والباقى بيبقى عن حياتنا إحنا.

مافيش حاجة ربنا خلقها مش عظيمة.. وأنتِ منهم.. اللى ناقص بس هو رأيك عنك وخوفك منك.. غيّرى رأيك ده لأنه فى إيدك.. وأعرفى أن ربنا بيحبك بدليل أنه خلقك وأوجدك لأنك أكيد تستاهلى الوجود وحط جواكى الرغبة فى الأحسن علشان تبقى أحسن وأحلى وأجمل.. 

دى قيمتك اللى ما حدش حايقدر يديهالك لأنها جُوّاكى مش برّاكى.

نصيحتى باختصار.. حبى نفسك.. ما تخافيش منها.. مفتاح القبول فى إيدك من يوم ماتولدتى.. ماتديهوش لحد غيرك؛ لأن غيرك دايمًا.. حايضيّعه.

مع حبى..