الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أزمة الترويسة والأقدمية المجحفة

الصحافة الورقية قضيتى.. لماذا 7

أزمة الترويسة والأقدمية المجحفة

تحويل ملف الصحافة القومية إلى د.عمرو عزت سلامة، لم يكن أحسن حالًا من سابقه د.يحيى الجمل فى فتح أذنيه للوساطات وسفسطة أقاويل لم تكن صحيحة بالمرّة، ولن أخفى أو أبرئ ذمّة الصحفيين أنفسهم فى النَّيْل من بعضهم البعض.. قبل الاسترسال هناك توضيحٌ مُهم كنتُ أنا صاحبته وسعيتُ فيه لتحقيق العدالة والتكافؤ فى مؤسّسَتى بقَدر الإمكان؛ خصوصًا بعد أن رأيتُ مبدأ التكويش يسيطر على بعض الزملاء للاستحواذ على رئاسة تحرير مطبوعتَين فى وقت واحد، وكنّا فى «روزاليوسف» مثالًا حَيّا وفَجّا.



لهذا عندما سعَى البعضُ لترأس مجلة وصحيفة روزاليوسف أسوة بالأستاذ «عبدالله كمال»- رحمة الله عليه- الذى كان يرأسهم حتى بداية عام 2011، وتناسَى هؤلاء أن الأستاذ «عبدالله» كان رئيسًا لتحرير المجلة ثم سعَى لإعادة إصدار جورنال «روزاليوسف»، أى أنه هو مَن أعاده ولم يكن يقصد التكويش بقدر ما كان قصده إضافة إصدار يومى كان حلم بعضنا، وهو على رأسنا فى هذا، وكنّا قد تَقدّمنا بمقترح للأستاذ «محمد عبدالمنعم» الذى كان رئيسًا لمجلس إدارة وتحرير روزاليوسف حتى عام 2005، ولكن الأحوال المالية لم تساعد ،ووعدَنا بتحقيق ذلك عندما تسمح الظروف، وكان الأستاذ «عبدالله» هو مَن أعَدّ الدراسة بعد أن سمع منّا ما نأمله، وأضاف إليه حلمه فى هذا، ولكن ترك الأستاذ «محمد» موقعه وأتى الأستاذ «عبدالله» الذى ظل يراوده الحلم بضراوة، فسعى إلى تحقيقه بمساعدة رأس مال من لجنة السياسات وقتها، ولكنْ مع أحداث يناير 2011 وترك الأستاذ «عبدالله» موقعَه تهافت كُثُر لأخذ مكانه متلحّفين بالنَّيْل منه مهنيّا وتقديم أنفسهم كأصحاب مبادئ، والحقيقة أنهم كانوا مدفوعين من تيارات بعينها، ويومها كتبتُ مُذَكّرةً للمجلس العسكرى أطالبُ فيه بأن يكون الجورنال إصدارًا منفصلًا عن المجلة الأم حتى يصير لدينا عدّة أماكن لترأس التحرير فى ظل التصارُع الحادث لنَيْل المنصب، والبعضُ اتّخَذَ طرُقًا عدّة للاختفاء وراء الستار، رُغْمَ لهثهم على المنصب، وقد استجاب المجلس العسكرى لمذَكّرتى بعد أن وجدَها محققة للصالح العام…

وأعود مرّة أخرى لعزت سلامة، الذى تلقّى وساطات لا تُعَد ولا تحصى؛ خصوصًا من التيار اليسارى الذى كان ذات الصوت العالى وقتذاك والمهدد بالوعيد لكل من لا يستجيب لطلباته، والحقيقة ساعد فى هذا ما نطلق عليه فى الصحافة (الترويسة)،  التى يكون بها أسماء من المفروض أنهم مجلس التحرير والقائمون على محتوى الإصدار، إلّا أنه كان المتبع هو وضع أسماء لم يُنَزل الله بها من سُلطان، يضعها رؤساءُ التحرير مُطعّمَة ببعض الصحفيين المميزين والمعروفين باحترافيتهم، ثم بعد أن تعتمد (الترويسة) من المجلس الأعلى للصحافة يقوم بعضُ رؤساء التحرير بحذف المميزين وترك مَن يرون أنهم لا يمثلون التنافس على أى منصب، وأيضًا غير ملفتين النظر للمسئولين؛ لأن أغلبهم ليس لهم إنتاج صحفى مميز، ولكن هذه الترويسات كانت بطلًا فى اختيارات 2011 عندما سعى أصحابُ الأسماء المكتوبة بأنهم أصحابُ حق وكانوا ينتظرون دورَهم والترويسة تشهد، والأكثر أن بعض الذين كانوا يحصلون على ترقيات نطلق عليها (ترقيات هيكلية غير تنفيذية)، وهى الترقية التى يتم الحصول عليها بالأقدمية وليس الأفضلية المهنية، قدّموا أنفسَهم بأنهم الأقدَم بحُكم تاريخ التعيين أو الالتحاق بالمهنة وأنهم الأحق بترأُس الإصدارات…

تلك الأفعال والمقولات أنتجت رؤساء تحرير ما كانوا يحلمون أن يصلوا لذلك، ولكن سُخرية القَدَر جعلتهم كما فى القول الشعبى (يتبغددون) أو (يمتنعون وهم يرغبون)، فكان يسوق بعضهم أنه يتم محايلتهم واسترضاؤهم لقبول المنصب لكنهم يعتذرون، والحقيقة أن الاعتذار كان عبارة عن غطاء مخملى ليتصور مَن حولهم أنهم غير متطلعين لأنهم بالفعل غير أكفاء، ولكنهم لعبوا على وتَر أنهم مقبولون من جميع الصحفيين وسوف يكون هناك رضاء على وجودهم وترأسهم، والحقيقة أيضًا أنه ساعد على هذا بعض الصحفيين أصحاب المنافع الذين كانوا يُعرقلون وصول المستحقين المهنيين بالفوضَى والصوت العالى لإحداث ضجيج حتى يكونوا حَجَر عثرة فى طريق المهنيين المتميزين، وهذا كان طوق النجاة لهؤلاء الطامعين فى ترأُس التحرير لإنقاذهم أولًا من مقولة أنهم غير مستحقين ولا مؤهلين مهنيّا لذلك، وعليه كان الإيحاءُ بالامتناع خيرَ وسيلة للدفاع عن وجودهم وضرورة تقبُّلهم، فهذا المتاح أمام القائمين على الأمْر الصحفى، والأكثر أن مَن وضع هؤلاء المهرولين على المناصب هم الصحفيون أنفسهم تحت مُسَمّى (الترويسة والأقدميّة) التى يعلم أصحابُ المهنة أنها دربٌ من الدّهاء فى حين ينظر إليها مَن هم خارج المهنة على أنها وثيقة دامغة لإثبات مَن له الحق، وضاعت الحقيقة وترأس الإصدارات هؤلاء وبيد (عزت سلامة الذى نفذ مخطط اليسار بكل اقتدار) لا أعلم هل كان يدرى أمْ لا؟؛ خصوصًا أن اليسار نفسَه لم يأتِ بأربابه فقط؛ بل وبأصدقائهم المقرّبين والمستقطبين…

(يُتبَع)