الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحلم والوهم

الحلم والوهم

تتجه أنظار العالم، والشرق الأوسط بشكل خاص، للتأثيرات الكبيرة والتوقعات والتمنيات المختلفة والمتناقضة للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالعالم سواء كانت ناشطة أو متراجعة، بعد تقلد بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة وممارسة عمله، رغم أن القضايا الخارجية للسياسة الأمريكية بشكل عام لم تتصدر الأولويات فى الحملات الانتخابية ولا فى الحوار بين المرشحين ولا فى اهتمام الناخب الأمريكى، أما فيما يتعلق بالشرق الأوسط فإن هناك أحاديث عن سيناريوهات ثلاثة محتملة، أولها أنه من المتوقع أن بايدن سيخفف من مستوى التوتر مع إيران، دون أن يعنى حل الخلافات معها والعودة إلى اتفاق خمسة + واحد، «الاتفاق النووى» هذا مع التشدد لعدم تحول إيران إلى امتلاك قدرة نووية عسكرية، لكن يبقى الخلاف قائمًا وقد يعالج بمزيد من الدبلوماسية على حساب خطاب المواجهة الذى اتسمت به إدارة ترامب دون أن يعنى ذلك تخلى واشنطن عن أهدافها بغية احتواء ما تعتبره الولايات المتحدة تمددًا إيرانيًا واسعًا فى الشرق الأوسط، وبالأخص المشرق العربى والعمل على احتواء ومحاولة إضعاف النفوذ الإيرانى الإقليمى بالوسائل المختلفة، الملف الثانى الذى يفرض نفسه وبشكل خاص المتعلق بالقضية الفلسطينية وتمسك إدارة بايدن بعناوين تسوية الدولتين والحل التفاوضى دون أن يعنى ذلك الصدام مع الكيان الصهيونى، بل العودة للاندراج فى السياسات الأمريكية السابقة لولاية ترامب ومحاولة التسوية للصراع دون فرض مرجعيات أحادية مثل «صفقة القرن» ومع عدم إعطاء هذه القضية الأولوية التى تستحقها بسبب تراجع موقعها على لائحة الأولويات الساخنة والضاغطة فى منطقة الشرق الأوسط والأحداث المتسارعة وتصاعد الخلافات فى أكثر من موقع فى المنطقة، وبالنسبة للقضية الفلسطينية وما قاله بايدن عن حل الدولتين لن يؤدى إلى التراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، لكن قد تتخذ عدة خطوات جانب بايدن بإعادة الاتصال بالسلطة الفلسطينية وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، وربما فتح قنصلية أمريكية خاصة بالفلسطينيين فى الأراضى المحتلة عوضًا عما فعله ترامب، ويبقى الشرق الأوسط بنقاطه العديدة المشتعلة والمتسارعة وتصاعد الخلافات فى أكثر من موقع، لكن هناك بعض التوقعات المطروحة حول الوضع في إيران بعد التصعيد الحاصل مؤخرًا نتيجة قتل الصهاينة للعالم النووى الإيرانى د. محسن زادة، حيث طالب بايدن من إيران ضبط النفس، مما يخفف من حالة التصعيد والتوتر، هذا الطرح قد يحقق آثارا إيجابية على منطقة الخليج والأزمة اليمنية والأزمة السورية ويخفف الضغوط على لبنان وتخفيف المطالبة باستبعاد أو تحجيم حزب الله ويبقى الشرق الأوسط بنقاطه العديدة المشتعلة يعيش على صفيح ساخن ويبقى الصالح العام لنا فى الوطن العربى هو الانخراط فى دبلوماسية حوار شامل يقوم على أساس توحيد لحمتنا لحل قضايانا ومواجهة أخطائنا حتى نعالجها.



وتحيا مصر. 