الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأزهر يفضح «أكاذيب داعش» بـ«فيديوهات المنشقين»

فى تحوُّل جديد لأسلوب المواجهة العملية للفكر المتطرف، قام الأزهر بخطوة جديدة فى مواجهة «داعش» من خلال إطلاق حملة هى الأولى من نوعها خلال الأسبوع المنصرم؛ حيث قام مرصد الأزهر الشريف بنشر فيديوهات توضح أكاذيب «داعش» المستغلة باسم الدين نُشرت بـ12 لغة على مدار أسبوع، حماية النشء والشباب من الوقوع فى شباك الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابى، الذى يستغل شبكة الإنترنت التى أتاحت التغلُّب على عوائق الزمان والمكان؛ من أجل استقطاب مؤيدين جُدُد وتجنيد مزيد من المقاتلين.



الحملة التى أطلقها مرصد الأزهر حملت عنوان: «أكاذيب داعش»، وذلك بالتعاون مع مركز «صواب»، وهى مبادرة مشتركة بين حكومتَى الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة التطرف عبر الإنترنت، فى إطار دعمهما للتحالف الدولى ضد تنظيم «داعش».

واستهدفت الحملة كشف زيف ادِّعاءات تنظيم «داعش» الإرهابى الذى يَستخدم النصوص الدينية خارج سياقها، وينتهج سياسة غَسْل الأدمغة من خلال العرض المفرط لمحتويات مرئية عنيفة؛ كإحدى الحيل التى يستخدمها التنظيم لخداع من يمكن جذبه من المتعاطفين معه.

الحملة قدّمت شهادات من خلال مقاطع مرئية على لسان أعضاء سابقين لتنظيم «داعش» الإرهابى، وأخرى من أناس عايشوها؛ لترفع الستار عن الحجج والوعود الكاذبة التى استخدمها ذلك التنظيم الإرهابى لجذب أصحاب العقول الهَشَّة.

ولفت المرصد إلى أن تلك الفيديوهات تمت بإرادة المنشقين عن «داعش»؛ حيث أدركوا أن طريقتهم الوحيدة للحصول على المساعدة هو توفير أكبر قدر من الملعومات حول أكاذيب «داعش» وممارساتها البربرية.

> شهادات المنشقين 

«روزاليوسف» قامت بالحصول على الشهادات التى قام مرصد الأزهر برصدها فى حملته لعرض محتواها الفاضح لجرائم «داعش» وفكرهم المتطرف، وكانت من أهم الشهادات التى عرضها الأزهر فى حملته شهادة كاتب فى محكمة «داعش» المزعومة اسمه محمد حليبة، يروى فيها الفظائع التى شهدها فى محكمة «داعش» وكان منها قاضٍ داعشى حَكم بإعدام رجل سويدى؛ بهدف اغتنام زوجة الرجل لنفسه، وبقول عندما أتى رجل سويدى وصل لأراضى الدولة الداعشية مع زوجته تم الفصل بينهما، وبعد مدة سألت الزوجة عنه فأخبروها بأنهم قتلوه، وقام القاضى الذى أصدر الحكم بالزواج منها، وبعد فترة تبين أن هذا القاضى تزوج المرأة قبل أن يموت الزوج؛ حيث الزوج تم حبسه ثمانية أشهُر ثم بعد ذلك قُتل».              

  شهادة أخرى يرويها أحد المنشقين عن «داعش» اسمه سفيان، مسلم، فرنسى الأصل، ذهب إلى سوريا مضللا بأكاذيب «داعش»، ولكن بعد عام من انضمامه للتنظيم الإرهابى تبين من حقيقة جرائم «داعش» بدعوى قتل أتباع الضلال، فقرر الهرب واضطر سفيان إلى دفع أموال لمهرب سورى ليخرجه هو وزوجته الحامل من الجحيم إلى الحدود التركية ليعبرها مشيًا على الأقدام، ورُغم قيام التنظيم الإرهابى منذ سبتمبر الماضى بإعدام 150 من المقاتلين لمحاولتهم الهرب؛ فإن سفيان قرر الهرب ليحمى عائلته رُغم المخاطر، وحاليًا يقضى عقوبة سجن فى فرنسا نادمًا.

أمّا بشار محمد أبو أيوب، وهو عراقى الجنسية، معتقل حاليًا؛ فيروى فى شهادته فى كيفية قيام «داعش» بإقناع أتباعها بأن من يعصيهم مرتد يجوز قتله، كما أفتى قادتهم بقصف الأحياء المحررة من سُلطتهم، ويقول إنه مع بدء تحرير مدينة الموصل زاد عنف تنظيم «داعش» هناك، وتم إصدار الأوامر بسبى نساء المناطق المحررة من «داعش» وقتل رجالهم وقصف تلك المناطق بالصواريخ، مشيرًا إلى أن تنظيم «داعش» أفتى لهم بأن أى منطقة توالى الحكومة أو الحكام «الطغاة فى تعبيرهم» يتم إبادتها، وهو ما يحصل فى مناطق بالموصل فى العراق.

> اعترافات أمير داعشى

أمّا أبو جهاد التونسى، وهو أحد أمراء داعش، انشق عن التنظيم؛ فيروى الظروف المزرية التى تم فيها أسر النساء، وعزلهن عن العالم الخارجى؛ حيث رفض معظمهن الزواج وأردن الفرار من قبضة المتطرفين بعد اكتشاف حقيقة الأكاذيب الداعشية، فيقول: إن التنظيم كان يقوم بجمع الفتيات والنساء اللاتى يتم أسرهن فى أماكن مكدسة ومغلقة وعزلهن تمامًا عن العالم الخارجى، حتى إنه يمنع استخدام الإنترنت مما أدى ببعضهن إلى محاولة الانتحار، وأصيبت أخريات بأمراض معدية، وكان الحل الذى يعرض على الفتيات والنساء هو الزواج، زواج متعة بأمراء من «داعش» لمدة أسبوع أو عشرة أيام؛ حيث كان يحل للأمراء فعل أى شىء وينظر إليهم على أنهم معصومون، وأن من يحاول مناقشة أى أمير فمصيره يكون السجن.

ولفت إلى أن «داعش» أعدت سجونًا خاصة للنساء المهاجرات من روسيا وفرنسا؛ حيث كان يسمع صراخهن ويتم الاستمتاع بتعذيبهن.. ومن الشهادات القوية التى تفضح التنظيم الداعشى شهادة أبوسلمان التونسى، منشق عن «داعش»؛ حيث يقول: «مكثت سنتين فى «داعش» واعتقدنا فى فكرة الجهاد، واكتشفت أن ما عليه هذا التنظيم هو دجل ولا علاقة له بالإسلام، والحقيقة إنه يستعمل أتباعه من أجل توسيع سُلطاته ونفوذه ويستولى على الحكم، بينما من يصدقونهم يقاتلون من أجلهم ويموتون.

> شهادة نسائية

ومن الشهادات النسائية لإحدى الفتيات اللاتى انضممن للتنظيم الإرهابى شهادة خديجة من سوريا، عمرها 25 عامًا؛ حيث تقول إنها كانت مُدرسة فى الصف الابتدائى، وإنها تحولت لعضوة فى لواء الخنساء للإناث التابع لتنظيم «داعش» فى مدينة «الرقة»، وأنها كانت سعيدة بحمل البندقية، وكان شيئًا جديدًا يشعرنى بأننى أمتلك السُّلطة، ولم أكن أشعر أنى شخصٌ مخيفٌ، ولكن بعد ذلك بدأت أسأل نفسى أين أنا؟ وإلى أين أذهب؟، وبدأت أشعر بأن ما أنا عليه يجذبنى إلى مكان قبيح؛ حيث كان أسوأ شىء شاهدته هو رجل يقطع رأسه أمام عينى، فقلت لنفسى هذا يكفى بعد كل ما رأيته وبعد الصمت الذى التزمته وقررت المغادرة؛ حيث كنت أحب الحياة والسعادة».

> تكفير الوالدَيْن 

بينما تشير شهادة بشار من العراق إلى ما وصل إليه تطرف تنظيم «داعش» فى التكفير، فيقول: أنا شاب من الموصل صدَّقت أكاذيب «داعش» وانضممت إليهم، وخضعت لجلسات غسيل الدماغ، ليصل بى الحال إلى تكفير الجميع حتى والدَىّ، ومن خلال علمى البسيط اكتشفت أن هذا التنظيم يجعلنى أسير فى طريق خطأ؛ حيث أصبحت أرى الجميع أعداء، وأعتبر أن أهلى وإخوانى إن لم يستجيبوا لما أقوله فهم مرتددون ويجب قتلهم.

ويقول أبو المثنى، قيادى سابق فى «داعش»، تم القبض عليه، إنه كان يتم القتل حتى لعناصر داخل تنظم «داعش»؛ حيث قام باغتيال أكثر من 13 عضوًا من داخل قيادات الجماعة الإرهابية، ويقول: «كلفت بمهام من المكتب الأمنى بالتنظيم باغتيال عدد كبير من قيادات تنظيم «داعش»، منهم جزائريون ومغاربة وتونسيون ، ومصريون ، والغالب كانوا فى مدينة الرقة وحلب، والحدود العراقية».>