
حسن عيسى
قواعد (الشفط) الأربعون
الآنسة المصرية لا تملّ ولا تكلّ من السعى المقدس نحو الاستقرار الأخير فى بيت أى عريس والسلام، فالجواز بالنسبة لها هو صَك الاعتراف بها كمواطن صالح فى مجتمع ذكورى بيقيس درجة الجدعنة بمعيار الرجولة فيقول بنت بميت راجل وكِدَهُوَّن، فيكون على الأنثى اصطياد ذَكر وإحكام سيطرتها عليه حتى تتسيد هذا المجتمع ويبقى لها راجل يترد عليه، ويا ويلها الوحدانية إللى مالهاش رجل يترد عليه هاتفضل تسمع من كل مَن هَب ودَب بيقول لها «روحى يابنتى يارب أشوفك فى بيت العدل» - عمرها ما سمعت حد بيقول لها «يارب تحبى وتتحَبى»، أو «يارب أشوفك سعيدة» مثلا، وبيفضلوا يقطموها فى الرايحة والجاية «هانفرح بيكى إمتى بقى؟ ولّا هى عيون الرجالة اتعمت عن القمر بتاعنا؟!»
تبدأ القمر بتاعنا فى التحول تدريجيّا لوش الموناليزا مُصدرة ابتسامتها الباردة فى وش العَدوّ وتتفرّغ هى فى حفظ وهضم القواعد الشفط الأربعين للوصول للعريس المأمول فتكتشف أن ملامح هذه الموناليزا صبيانية زيادة عن اللزوم ومستحيل تشد لها الرجل الشرقى إللى هو أصلاً مش مركّز غير فى الكورة وقعده القهوة مع أصحابه ومحتاج لملامح وتضاريس واضحة وصريحة جدّا كنموذج الأستاذة هيفاء وهبى كده علشان يبدأ ياخد باله من أنوثتها فتكون خطوتها الأولى كيفية إضافة التاتش الشرقى لوش الموناليزا مع الاحتفاظ بنظرتها الثاقبة واللى بتبص فى كل الاتجاهات فى نفس الوقت وبنفس الكفاءة وتبدأ بإعادة برسم حواجب بالتاتو الشهير بحواجب أبولهب إللى بيكون فى حجم شريط اللحام المتوسط مع مراعاة تركيب رموش صناعية مناسبة للتاتو؛ نظرًا للأهمية القصوَى لمنطقة العيون فى الشفط السريع بدون الحاجة للكلام والرغى وخلافه، يا دوب تضرب رمش مع ثبيت الحاجب فى وضح التعجب والاسبهلال مع فرض نظام غذائى صارم للوصول لتضاريس جسم هيفا وهبى (هى مقتنعة انها لو اجتهدت شويتين فى الريجيم ده هاتبقى أجمد من هيفا وهبى ذات نفسها ولكنها حظوظ) وكِدَهُوَّن، وتبقى الخطوة الأهم على الإطلاق، وهى مرحلة الانتشار واسع المدى حتى تكون محط الأنظار فتبدأ فى تفصيل عدد ضخم من فساتين السوارية حتى تتمكن من حضور أكبر عدد ممكن من أفراح المنطقة والمناطق المجاورة فترقص وتغنى وتمثل وتستبسل فى الفوز بوكيه الورد إلى بتحدفه كل عروسة فى الهوا دون جدوَى وكِدَهُوَّن لا تيأس ولا تتراجع الآنسة المصرية عن هدفها، فإذا كان الفرح ماقدرش يجمعنا يبقى الوجع والألم يحنن القلوب ويدوّب الجمود وتبدأ مرحلة أم المحسنين بزيارة الأرامل والمرضى والمسنين من سكان العمارة والعمارات المجاورة ثم تتوسع لتشمل زيارات الأقارب والمعارف وأحيانًا غير معارف من باب إن زيارة المريض صدقة وماحدش عارف النصيب مستخبى فى أى خُن وكِدَهُوَّن تدخل بعد كده مرحلة الاشتراك فى الأنشطة الخيرية والغير خيرية زى تجديد مدخل العمارة مثلا ودى مرحلة مهمة جدا لأى آنسة لأنها هانوفر لها فرص رائعة للتعرف على كل أمهات العرسان ست الحبايب مع الأخذ فى الاعتبار إن عمل الخير ده بينور الوش طبيعى ومن غير اللجوء للكريمات تفتيح البشرة ولو الموضوع ماجابش نتيجة لا تيأس الآنسة المصون خالص فبتدخل فى مرحلة سعاد حسنى فى فيلم «أميرة حبى أنا» وكِدَهُوَّن، وأول ما الصنارة تغمز وتنجح خطتها فى اصطياد المحروس وتتحقق دعوة أمها وخالتها وجدتها إنهم يشوفوها قعدة فى الكوشة أهلها ويزغرطوا ويرقصوا ويغنوا (بعد مايدفعوه دم قلبه فى المَهر والشبكة والشقة ويمضوه على قايمة تدخله السجن) أيوه يا واد خدت الأمورة وما أدراك بماذا تفكر هذه الأمورة فى هذه اللحظة بعد أن تكون استنفدت كل طاقتها وخلصت فلوسها وباظت أعصابها علشان توصل لهذه الكوشة فبتلاقى الفرح مناسبة رائعة لإعلان اعتزالها استخدام وش الموناليزا وتصرخ فى وش العريس «أنا تعبانة تعبانة تعبانة» بصوت محمد هنيدى من النهاردة ما فيش مكياج ولا تاتو ولا حتى رموش طبيعى.. من النهارده مافيش هيفا وهبى ولا سعاد حسنى، وتبدأ تستحضر كل الأرواح الشريرة جوّاها وتنكش شعرها وتلوى بوزها على شوية تقل الدم من إللى ورثته عن أمها.. ده غير كراهية لأمه وتريقة على أصحابه وخناقات مع دبّان وشّها وتتحول الموناليزا لخميرة عكننة وكِدَهُوَّن، فأعلى نسبة طلاق فى العالم موجودة فى مصر لأن البنت بتتربى على أنها عبء ومسئولية يحدفها الأب للزوج مش شريكة حياة وبالتالى تفشل فى حياتها الزوجية وتخليها كوبية على إللى يقرب للحريم.