السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الأبرع كلامًا عن كرامة وحقوق الإنسان

الأبرع كلامًا عن كرامة وحقوق الإنسان

فى 10 ديسمبر 1948، تم اعتماد الميثاق العالمى لحقوق الإنسان.



أليست حقيقة مؤسفة، أن العالم كله، بعد اثنين وسبعين عامًا،  من وجود هذا الميثاق، ما زال يشهد أشكالًا ودرجات مختلفة، من انتهاكات صارخة، لبنود الميثاق العالمى لحقوق الإنسان. 

لست مندهشة. فالحضارة العالمية التى تحكم كوكب الأرض، فى تناقض جوهرى، مع «حقوق الإنسان». و«الإنسان» المقصود هنا، هو من يمثل الغالبية العظمى من النساء، والرجال، والأطفال، والمهمشين، والمهاجرين، والأقليات، والملونين، وضحايا الإرهاب الدينى، وضحايا الفقر، والأحوال البيئية غير الإنسانية، وعدم العدالة فى توزيع الموارد والحقوق والامتيازات، وضحايا الفنون الرديئة، وضحايا الفساد، وضحايا التجارة بالأديان، و«بيزنس» نقل الأعضاء، وضحايا صحوة النعرات العنصرية، والعٍرقية، والذكورية، وتراجع سقف حريات التعبير، والابداع، تحت أسماء براقة مضللة. 

غالبية عظمى بالملايين، لا يملكون من أمرهم شيئًا، إلا أجسادهم المنهوكة فى مهانة البطالة، أو تحت عجلات الإنتاج الرأسمالى الشرس، وعقولهم المغسولة بإعلام، لا يعبد إلا رأس المال، وتكدس الأرباح، وعرى النساء، وسلطة الرجال، وأن تتستر وراء التعاليم الدينية، والمواعظ الأخلاقية.

إن ميثاق «حقوق الإنسان»، موضوع لحماية الضعيف. أما الإنسان القوى، فلا يحتاج إلى وثيقة تسترد حقوقه الضائعة، أو تحمى حقه، فى الحاضر والمستقبل. 

فالحضارة العالمية السائدة، مسخرة لحماية، وتدعيم، ملكيته، وسطوته، وعنصريته، وذكوريته، ورفاهية حياته، وأمان، واستمتاعات أطفاله، وأحفاده، على مر العصور. ولكن هذه الحضارة العالمية السائدة، تصدع أدمغتنا كل يوم، ليلًا، ونهارًًا، بالكلام عن حقوق الإنسان المهدرة. 

إذن لدينا كالمعتاد منذ قديم الأزل، هذه الآلية المتناقضة، «الجوهر غائب»، لكن «الشكل موجود».

فالاهتمام بالشكل، وتحسين الصورة، وطلاء المنزل من الخارج، وإنفاق الموارد على الزخرفة الخارجية المظهرية، ما هى إلا «تأكيد»،  على «انعدام » الجوهر.

علمنا التاريخ، أن اللصوص، والنصابين، والمحتالين، والمرتزقة، والقوادين، والفاسدين، والجواسيس، والكاذبين، وتجار الأديان، وسماسرة الأوطان، ومصاصي الدماء، وأنصار الفاشية، هم أبرع الناس فى الكلام عن الأمانة، والشرف، والصدق، والنزاهة، والعفة، والفضيلة، والعدالة، والحرية، وكرامة وحقوق الإنسان.

عندما عاد جورج برنارد شو، (26 يوليو 1856 – 2 نوفمبر 1950)، من زيارته لأمريكا، سُئل عن رأيه، فى تمثال الحرية، فأجاب بسخريته المعتادة: «الناس عادة ما يصنعون التماثيل للموتى». 

من واحة أشعارى :

يستثمرون.. يتاجرون

فى أمراض الناس

هم أكثر خطرًا 

من فكر متطرف

أو سرطان يعربد 

أو كبد متليف 

هم فى أمان كامل 

من غدر الأقدار وانتقام البشر

فقد تعلموا منذ القدم 

فن التستر 

ودروس التكيف