الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 الشيخ مارلون براندو

الشيخ مارلون براندو

 أول أمس كانت الذكرى الثانية والثلاثون على رحيل أسطورة قراء القرآن الكريم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد صاحب الصوت الملائكى الذى يظل معلقا بالقلوب والآذان كلما استمعت إليه.



كنت قد التقيت بأبنائه منذ عدة سنوات والذين كان يحب رحمه الله أن يطلق عليهم (أحد عشر كوكبا)

فقد تزوج وهو فى التاسعة عشرة من عمره من ابنة عمه الحاجة رسمية وكانت فى السابعة عشرة وأنجبت له أربعًا من الإناث وسبعة من الذكور جميعهم يحفظون القرآن الكريم حفظًا كاملاً بالتجويد ولكن لم يعمل فى مجال القراءة منهم سوى اثنين فقط. 

لاحظت من حديثى معهم آنذاك أن الشيخ عبدالباسط رحمه الله كان مختلفا نوعًا ما عن أقرانه من القراء، فلم تكن قراءة القرآن الكريم تمنعه من ارتداء أفخر الثياب ووضع أرقى العطور واقتناء السيارات الفارهة وارتياد الفنادق الشهيرة، فهو يرى أن قارئ القرآن يجب أن يهتم بمظهره أكثر من أى شخص آخر، وكان يتعمد دائما العمل على تغيير تلك الفكرة المأخوذة عن قراء القرآن الكريم وهى عدم الاهتمام بمظهرهم وضعف مستواهم الاجتماعى، وانتظارهم لصينية الفتة باللحمة فى نهاية الليلة، فكان  يحرص على تناول وجبتى الغداء والعشاء فى الهيلتون أو الشيراتون وعندما سافر إلى فرنسا هو وأخوه الأكبر محمود ليقرأ القرآن على مسرح الأماندييه بباريس ونزل فى مطار شارل ديجول لاحظ أن الناس تنظر إلى الزى الأزهرى باستغراب شديد فشعر بالحرج وقال لأخيه لابد من شراء البدل حتى لا نصبح فرجة للناس هنا.. 

 ربما لهذا أطلق عليه (الشيخ مارلون براندو) وهو اللقب الذى كان يضايقه كثيرا لأنه اسم ممثل أجنبى غير مسلم، ورغم أن الشيخ عبدالباسط رحمه الله أكثر قارئ أطلق عليه ألقاب، ففى بداية حياته اشتهر بلقب (معبود النساء) لما حباه به الله من جمال فى الصوت والشكل، فكانت النساء فى ليالى إحياء القرآن تقوم بعمل فتحة صغيرة فى الصوان لتسرق من خلالها النظر إلى وجهه، كما اشتهر أيضا بلقب (قارئ مكة ) وكان هو اللقب المفضل عنده لأنه أول من قرأ فى الحرم المكى والحرم النبوى، إلا أن لقب (الشيخ مارلون براندو) ظل يلازمه فى رحلته منذ أن ذاع صيته وانتشرت شهرته حتى رحيله رحمه الله، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد الذى يعتبر من أهم الرواد الذين رسخوا لقواعد ومعالم قراءة القرآن وصنعوا تاريخ المدرسة المصرية فى التلاوة والتى تعتبر أعرق وأعظم مدارس قراءة القرآن الكريم فى العالم الإسلامى أجمع وتركوا إرثًا كبيرًا أتمنى على الله عز وجل أن يكون الجيل الحالى قادرًا على حمله والحفاظ عليه.