الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رجل فى جروب الـ (mom,s)

كدهون

رجل فى جروب الـ (mom,s)

 حَكَم علىَّ الزَّمن وأنا راجل ملء هدومه أن أكون عضو فى جروب اسمه (الماميز)، علشان خاطر مصلحة العيال كان لازم أضحّى لمتابعة دراستهم وأعرف التعليمات اليومية وأخبار المدرسة بشكل عام، أخدت حبوب الشجاعة ونيّمت إحساسى بالخجل كراجل شرقى ما يصحش يقعد فى مجلس حريم، بس أعليت مصلحة بناتى واستخرت ربنا وقررت أعصر على نفسى ليمونة وأبقى عضو فى جروب حريمى وكدهون 



أقنعت نفسى أن وجودى هايبقى مهم جدّا لإصلاح المايلة وأقوّى صوت أولياء الأمور وبالمرة أسخنهم على موضوع المبالغة فى مصروفات المدرسة، وخليت الأولوية لتغيير اسم الجروب قبل كل شىء وكتبت عدة اقتراحات (مع نفسى) بأسماء جديدة للجروب، منها أولياء الأمور أو العيلة أو (ماميز وبابيز) مدام بيحبّوا يتكلموا لغات أو حتى نكتفى باسم الفصل وخلاص، بلاها ماميز. وبلاها بابيز، ولسّه الجلالة واخدانى وهاكمل اقتراحاتى العظيمة تفاجأت بأول ماميز تظهر على الجروب (أم نادية) وتكتب صباح الخير يا بنات، إزيكم يا حلوين، عاملين إيه يا قطاقيط..

وطبعًا أنا قريت كلمة قطاقيط دى افتكرت يسرا فى فيلم (الإرهاب والكباب) وتخيّلت الست أم نادية (الماميز) وهى لابسة فستان يسرا ونازلة على السلم برضه وقبل ما تتمادى فى الخيال المراهق، وتوالت ردود الماميز بكل حنان الأم المصرية ومشاعرها الجياشة وكأن الست أم نادية لسّه راجعة حالاً من العمرة أو الحج.

ولفت نظرى أن كل جُمل (الماميز) لازم تنتهى بكلمة مُسَكرة زى صباح الفل يا سكر، يسعد صباحك ياعسل، وحشتينى يا عسلية، وحسيت أنى دخلت أوضة تغيير ملابس السيدات فى الجيم، وفكرت انسحب من الجروب بس تراجعت علشان مصلحة بناتى لازم أستحمل وأكمّل مع الجروب.

وطبعًا كنت نسيت كل الأسئلة والاقتراحات اللّى كنت مَحَضّرها علشان أبهرهم بعقلية الرجل، وكدهون قلت لنفسى ياواد الوقت مش مناسب خالص علشان أدخل عليهم زى خميرة العكننة،أقول لهم عايزين نغير اسم الجروب والأمهات ياكبدى لسّه بتفطر وقررت أكتم نَفَسى وأستخبى تمامًا وماحدش منهم يحس بوجودى.

وقررت أغيّر التكنيك والتزم بخطة التصنت مع المراقبة من على بُعد من باب اعرف عدوّك، ولأن الرياح تأتى بما لا تشتهى السُّفن دخلت الأدمن بوقار الست نعيمة وصفى فى فيلم (المراهقات) وقالت يا بنات عايزة ألفت نظركم إن من النهارده هيبقى معانا على الجروب راجل.. وهنا ساد الصمت المشوب بالحذر للحظات وأنا مبرق عينى فى انتظار رد الفعل واستكملت.. الأستاذ حسن بابا «ليلى» هايكون معانا على الجروب لمتابعة أحوال الدراسة، فردت الست «أم تمارا» ليه كده؟! فين مامتها؟!

وطبعًا أنا مستمر فى المراقبة بدون مشاركة وإن كنت قلت فى سرّى «لأم تمارا» هو إيه اللى ليه كده ياللى تتشكّى فى معاميمك؟.. ورجعت الست الأدمن تقول بنرحب بوجودك معانا يا أستاذ حسن، فكان لازم أرد بصوت عماد حمدى مساء الخير..، وطبعًا ما حدّش رد ولا عبّرنى وكسر الصمت الرهيب دخول الست أم حمزة بدعوتها الكريمة لحضور حفلة عيد ميلاد المحروس حمزة.

ومرّة أخرى توالت التهنئة بالعمر المديد والحظ السعيد لحمزة، وعادت الست «أم حمزة» لتقول يلا بقى يا بنات، اللى هاتبعت ولادها تكتب اسمهم علشان أحضّر وأرتّب نفسى على العدد اللى هايحضر. وبدأت قائمة المدعوين تكتمل وتخيلت «ليلى» فلذة كبدى واقفة لوحدها مش هاتحضر الحفلة مع باقى زمايلها، فقلت لنفسى يا واد مش مشكلة نبقى نجيب لحمزة عربية لعبة من اللى بتتباع على الرصيف فى ميدان العتبة، واستخرت الله وكتبت اسم «ليلى» فى قائمة اللى هايحضروا عيد الميلاد، وهنأت نفسى على هذه الخطوة الشجاعة والتى تحتاج مشاركاتى بعد كده كعضو فعّال على الجروب، ولسّه هارسم على وشّى ابتسامة الثقة بالنفس تفاجأت بالست «أم حمزة» راجعة بقائمة هدايا محددة ومن محل معين غالى جدّا.

قالت دى بقى قائمة باللعب اللى حمزة عايزها وبيحبها.. قلت لنفسى (ما تجيبها له ياختى أنا مالى). وطبعًا قعدت (أقطم فى نفسى) على تسرُّعى غير المسئول واللى لا يتناسب مع خبراتى الحياتية وحنكتى وكدهون.. قررت ماردش على القائمة اللعينة دى وأعمل نفسى ميت لغاية حفلة المحروس دى ما تعدّى على خير وبعدين أرجع أظهر بلوك جديد إنشالله أسَمّى نفسى «أبو أمينة» مش «أبو ليلى» وكدهون.

أنقذتنى من أفكارى الست «أم ياسمين» اللى فجّرت قنبلة واعتذرت أن «ياسمين» عيّانة ومش هاتقدر تحضر عيد الميلاد. وهنا سألتها الست «أم ملك» (سلامتها يا حبيبتى، عندها إيه؟) فردّت «أم ياسمين» فى مسكنة (والله سُخنة من الصبح). فتحول الجروب لمستشفى ميدانى وتوالت الأسئلة المتخصصة فى علاج كل الأمراض، هى عندها إسهال؟ بترَجّع؟ بتكُح؟بطنها بتوجعها؟زورها مسدود؟؟

مافهمتش السؤال الأخير ده بس قلت ياواد خليك ساكت أحسن بدل ما تتورط وتلاقى نفسك مضطر بما إنك الراجل الوحيد اللى على الجروب إنك تنزل تودّى «ياسمين» وأمها للمستشفى وكدهون.

ودخلت «أم ياسين» بالخبر اليقين وقالت دى أكيد أعراض كورونا واضحة جدّا، مش فاهمة إزاى ما أخدتوش بالكُم يا بنات، لازم تعملى لياسمين ماسحة ونبلّغ المدرسة يقفلوا الفصل بتاعها وكل زمايلها يعملوا مسحة ويتعزلوا فى البيت أسبوعين. وطبعًا قلبى وقع فى رجْلى وأنا ببص على «ليلى» بنتى وهى بتلعب ولا على بالها حاجة، وتقمصت روح الأستاذ «حسين رياض» فى فيلم (رد قلبى) وهو بيقول «باينّى أنشلّيت ياولاد» لغاية لما أنقذنى من الحيرة دخول «أم ياسمين» ذات نفسها بعد ما الموضوع كبر ووصل للاشتباه فى الكورونا والعياذ بالله، وقالت بحسوكة: لا يا بنات (متجاهلة وجودى تمامًا) ما تقلقوش ده شوية برد عادى والدكتور طمّنى عليها قالى مش أعراض كورونا خالص. وهنا هتفت الماميز بقلب رجل واحد: الحمد لله.. ثم توالى تبادل صور فناجين القهوة وبوكيهات الورد وحمَام فى السماء وشمس بتغرب وبتقع فى البحر لغاية لما الموبايل بتاعى هنّج ورفض يشتغل تانى وكدهون، سك على جروب الماميز حتى إشعار آخر.