السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غير مختنة.. ولكن !

غير مختنة.. ولكن !

نتساءل عن حال فتاة «مكتملة» الأعضاء، وتعيش فى مجتمع يعتبرها «ناقصة» العقل، والقدرات،  والأهلية، والولاية، والفضيلة ؟ وفى احتياج دائم، دائمًا إلى «رجل»، ليحمى لها أخلاقها، ويبعد عنها سوء الفهم وسوء السمعة، وسوء الحظ، وسوء المصير؟.



نتساءل عن حال زوجة منحها الدستور، حق الاحتفاظ بأعضائها دون قطع، وفى القوانين الرسميّة للأحوال الشخصية، هى مطالبة شرعًا، «بالطاعة» أمام زوجها، وإلا اعتبرت ضد الدين، وضد الطبيعة السوية، وضد العرف، وضد المجتمع، وضد صالح الأسرة؟. 

أليست «الطاعة» أشرس ختان للمرأة؟؟. ونتساءل هل يمكن للنساء أن يعشن مع الأزواج حقهن الطبيعى فى الإشباع الجنسى، وهن محرومات من الإشباع الأرقى، والأهم، والأكثر ديمومة، ألا وهو إشباع وجودهن الإنسانى الحر المتكامل، فى العمل العام، والإبداع، بعيدًا عن غرف النوم، والمطابخ، وحضًانات الأطفال؟. 

وأليس تناقضًا، حين نتكلم عن ضمان الإشباع الجسدى للمرأة، فى الزواج، وهى تعيش فى مناخ يتهمها بالاستهتار، والإباحية، والفسق، حين تبادر بالتعبير التلقائى عن أبسط مشاعرها العاطفية الرومانسية، البعيدة عن النصف الأسفل؟.

إن النتيجة الطبيعية للختان النفسى والاجتماعى، هو المرأة الخائفة، من كل شىء حولها. تخاف التحرر، والاستقلال، والاختلاف، والانطلاق، والإحساس بالتحقق الإنسانى الراقى، حتى لو لم تتعرض للختان الجسدى؟. 

إن الختان أساسًا، موقف نفسى، اجتماعى، متحيز ضد المرأة، وليس «مكانا».وبالتالى يكون قطع، أو بتر، أو تشويه جزء من جسمها،  ليس إلا التعبير المادى، لما هو مستقر أصلًا فى نفوسنا، ضد النساء.

إن الختان النفسى والاجتماعى، لا تستأصله قرارات فوقية مفاجئة.

إن القضاء عليه، مرهون بتغيير جذرى فى نظرتنا إلى المرأة. ولهذا، فنحن نريد رؤية شاملة، متكاملة، لمفهوم «الختان». نريد تضافر كل أجهزة المجتمع،  ومؤسساته الإعلامية، من أجل اقتحام جذور الختان، والربط الدائم بين تشويه الجسم، وتشويه النفس، بين قطع أحد أعضاء الجسم، وقطع الإنسانية والحلم. 

 لا بُدّ أن تعى المرأة «المطيعة» للتقاليد غير العادلة، ولزوجها، ولذكور العائلة، والتفسيرات البالية الذكورية للشرع، والأديان، رغم أن المشرط لم يقطع مصدر اللذة الجنسية، إنها أيضا «مختنة»، وأن المشرط الأكبر، الأكثر حدة، ودموية، قد شوه، وقتل، مصدر اللذة الإنسانية .  ولا بُدّ أن تدرك المرأة «المختنة» جسديا، ولكنها ترفض «الطاعة»، التى هى عنوان العبيد والجوارى، وتتصرف كما يقتنع عقلها، وتفكيرها،أنها كسبت «حريتها»، وإن «فقدت» لذة مؤقتة أقل أهمية، يقولون إنها اللذة الجنسية.