
محمد جمال الدين
اضحك لما تموت
يقولون فى الأمثال إن هناك هَمًّا يضحك وهناك هَمّ يبكى، وما دام كلاهما هَمًّا سواء المضحك أو المبكى، لهذا أرى من ناحيتى أنه يجب علينا فى مصر ألا نمتنع قط عن الضحك حتى لا نموت رغم الظروف المحيطة بنا وتستهدف وطننا خارجيًا وداخليًا، متفقًا فى ذلك مع مسرحية الكاتب الراحل الكبير (لينين الرملي) التى سبق عرضها على خشبة المسرح القومى تحت اسم (اضحك لما تموت) والذى أستعيره عنوانًا للمقال، خاصة أن علماء النفس يؤكدون فى أبحاثهم أن الضحك يطيل العمر، رغم أن الواقع الفعلى وظروف الحياة كما سبق وأوضحت تؤكد أنه لم يعد هناك أدنى مجال يدعونا للضحك.. ومع هذا سنظل نضحك نكاية فى الإرهاب الأسود الذى ينال من خيرة شبابنا، فيرمل الزوجات وييتم الأطفال دون ذنب، لمجرد أن دعاة الإرهاب يحللون القتل والاعتداء على الأبرياء، كى يتمكنوا من حكمنا مرة أخرى، وسنضحك أيضًا على الدويلة صغيرة القيمة والحجم والثقافة والتاريخ التى لا همّ لها سوى مصر والإساءة إليها والكيد لها ولشعبها، موفره مأوى للإرهابيين والعملاء لتنفيذ مخططات القتل والإرهاب وتدعمهم سرًا، فى حين أن حكامها يخرجون علينا مصرحين: أن مقاومة الإرهاب والقضاء عليه من أهم أهداف دويلتهم، رغم أنهم يمارسونه فعليًا على أبناء قبيلة (آل الغفران) داخل دويلتهم بمصادرة أموالهم وسحب الجنسية القطرية منهم ، لمجرد أن شيوخ القبيلة يعترضون على أسلوب وطريقة حكم آل خليفة ، الراعين لفلول الإرهاب ويعششون فى جحور الدوحة ، بدلًا من تقديمهم طواعية إلى العدالة لتقتص منهم عن جرائمهم وأفعالهم السوداء فى حق البشر، ولكنه وهم الزعامة الكاذبة الذى تملك هؤلاء الحكام، ولف ودار فى عقولهم فظنوا أنهم لن يصبحوا كبارًا إلّا من خلال رعاية واحتضان الإرهاب .
وسنضحك على الشائعات والفتن التى تهل علينا صباح ومساء جل يوم من قبل الجماعة الإرهابية إياها من خلال كتائبهم الإلكترونية، التى أنشأها ورعاها خيرت الشاطر واستغلها للوصول إلى السلطة هو وجماعته، مستغلًا الشبكة العنكبوتية لمهاجمة وتشويه أشخاص بعينهم مزيفة للحقائق ناشرة للشائعات ، مدافعة عن الكيانات المشبوهة وعن الجماعة العميلة التى ترعاهم، هذه الكتائب عملها الأساسى ينحصر فى التشكيك فى جل إنجاز تنموى يتحقق على أرض الواقع من خلال حملاتهم الإلكترونية لنشر الفرقة والفتن بين أبناء الوطن الواحد، وبالطبع هذه الكتائب تعتمد فى تمويلها وتستمد أخبارها من أجهزة المخابرات القطرية والتركية تحديدًا.
سنسخر ونضحك على مسلسل الفتاوى التى يصدرها لنا يوميًا جل من هب ودب، أو من ادعى أنه على علم أو دراسة أو بدون، من أمثال (برهامى وغيره من أئمة وأدعياء الدين السلفى الشكلى) الذين يحددون لنا ما يجوز وما لا يجوز دون سند شرعى من صحيح الدين، حتى وصل بنا الأمر إلى فتوى تحريم أكل الأرانب لأنها تحيض، وفتوى عدم تناول الطعام باليد اليسرى لأن من يفعل ذلك يعد من أتباع الشيطان، وفتوى تحريم ملامسة المرأة لبعض أنواع الخضار والفاكهة مثل الموز والخيار والجزر بدعوى أنها قد تؤدى إلى إغوائهن، نهاية بفتوى تبرك الصحابة بشرب بول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيساهمون بدورهم فى تشتيت الأفكار والعقول بآراء شاذة لا تعبر عن سماحة الدين الإسلامى فى شيء، وتجعل هناك من يسخر من الإسلام والمسلمين.
سنحتاط ونضحك على فيروس كورونا الذى يسعى إلى حصارنا فى المنزل والشارع، رغم تخاذلنا وبإراداتنا الحرة وبسلوكياتنا الخاطئة عن اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة، حتى ولو بارتداء الكمامة لنحمى أنفسنا من ويلات هذا الفيروس، الذى تسبب فى وقوع العديد من الضحايا والمصابين، وبسببه يتم إهدار الكثير من الأموال التى تصرف على مكافحته (كان الأولى بها الاقتصاد والتنمية).
ومع ارتفاع الأسعار يوميًا الذى يكوى جيوب المواطنين، وأرباب المعاشات الذين يستنجدون للحصول على ما خصم منهم من قبل، وشباب مصر تحاصره المخدرات فى الشارع والنادى والمقهى، على الرغم من محاولات وزارة الداخلية المستمرة للقضاء على هذا الوباء، والتى كان آخرها إحباط محاولة إدخال 6 أطنان حشيش للبلاد، إلا أننا سنظل نضحك حينما نتمسك بالكد والعمل لتحقيق مستوى معيشة أفضل.
وأخيرًا.. سنضحك رغم أن لاعب الكرة فى مصر تعدى سعره الـ50 مليون جنيه، فى حين أن العلماء لا يجدون مَن يقدرهم ويقدر جهدهم وبحثهم فى المعامل عما ينفع مصر ويصلح من شأنها؟! ولهذا وغيره كثير أرى أن قاعدة الضحك فى مصر أصبحت (مقلوبة)، لكنى متأكد أن هناك أملًا فى استعدالها، وحتى يطل علينا هذا الأمل سأظل أضحك، وسأطالب غيرى بالضحك حتى لا نموت.