الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هرم الأغنية المصرية فى ضيافة روزاليوسف:

على الحجار: الغناء فى مصر «اخترعه» المشايخ.. فمن يحرمه؟

رصيدٌ فنّىٌّ ضخمٌ يمتلكه الفنانُ الكبير «على الحجار» تجاوز ألفَى أغنية، وعَشرات المسرحيات والأفلام، لا يضاهيه سوى رصيد من الحكايات والذكريات التى صَنعها عبر مشواره الفنّى الطويل، والتى يُمكن اعتبارها شاهدًا على ما يقرُب من نصف قرن من الإبداع، وسببًا مباشرًا لأن يَخلق فى قلوب مُحبيه وعُشاقه كل هذا الرصيد من المَحبة والاحترام.. وفى الندوة التى أقامتها «روزاليوسف» تحدثنا معه عن الأرصدة الثلاث، ففتح قلبَه، وأبدَى رأيَه، ومنحنا قبَسًا من إبداعه الذى لا يَنفَد.



> مشوارك الفنِّى يمتد إلى أربعة وأربعين عامًا.. فى رأيك كم مَرّة تغيرت أذواق الجمهور خلال تلك الفترة؟

- أذواق الجمهور تتغير بشكل مستمر، لكن النقلات التى حدثت فى تذوُّق الغناء خلال تلك الفترة كانت ثلاثًا، أوّلها عند ظهور الأغنية الشبابية نهاية الثمانينيات، التى كانت بداية لتغيير الأغنية بمفهومها المتعارَف عليه للأسوَأ من وجهة نظرى، فبدأت تتحول كلمات الأغانى لتصبح جُمَلًا قصيرة مثل جُمَل الإعلانات، وبدأت الأغنيات تُقَدَّم بشكل سريع وتموت بشكل أسرع، مثل (المناديل الورق) تُستخدَم مرّة واحدة ثم يتم التخلص منها، وأكبر دليل على هذا أن أغلبية هذه الأغانى لم يعش مثلما عاشت أغنياتُ جيل الكبار، أمَّا المَرحلة الثانية فكانت مع دخول الأغنية الشعبية، وأقصد تحديدًا الأغانى التى انتشرت فى فترة التسعينيات، والتى لا تشبه بأى شكل من الأشكال الأغانى الشعبية التى قدّمها العمالقة مثل «محمد رشدى» و«محمد قنديل». وفى رأيى أن التغيُّر فى الأغنية الشعبية قد بدأ بعد النكسة بدخول جيل «أحمد عدوية وكتكوت الأمير» وغيرهما، وكان ظهورُهم تابعًا للجَوّ العام وقتها، وأغانيُهم انعكاس على ما حدث، ومع ذلك فهناك- فى المَرحلتَيْن- مطربون قلائل استطاعوا أن يُكمّلوا طريقَهم، فمثلًا من جيل الأغنية الشعبية، استطاع «أحمد عدوية» أن يُطوّر نفسَه، فغَنّى من ألحان «هانى شنودة» وقدّما معًا (زحمة يا دنيا زحمة) باقتراح من المنتج «عاطف منتصر»، وأيضًا من جيل الأغنية الشبابية استمرت أسماءٌ قليلة، منهم «عمرو دياب، ومصطفى قمر، وهشام عباس» وغيرهم، أمَّا المَرحَلة الثالثة فهى التى نعيشها حاليًا، والتى تتمثل فى أغانى المهرجانات واسعة الانتشار، وفى رأيى أن المهرجانات كجُمَل موسيقية ولحنيّة ليست بها مشكلة، لكن المشكلة الحقيقية فى الكلمات التى يتم استخدامُها، والتى تحمل قدرًا من الإسفاف، والخروج عن اللياقة، والنتيجة أن الأطفال الصغار يرددون كلمات خارجة، دون معرفة معناها.

> ماذا لو كنت على مقعد نقيب الموسيقيين الحالى، هل كنت ستنتهج نفس طريقته فى ملاحقة أسماء بعينها من مطربى المهرجانات التى ساهمت بشكل عكسى فى منحهم انتشارًا أوسع، أمْ ستكون لك طريقة أخرى؟ 

- قبل الإجابة عن السؤال لا بُدَّ أن أقول إن وجودى فى منصب نقيب الموسيقيين أمرٌ غير وارد، ولا سيما أنه تم ترشيحى له أكثر من مرّة، لكننى فى الحقيقة لا أجيد الإدارة، حتى على المستوى الشخصى، فما أتقنه هو اختيار كلمات الأغانى والألحان فقط، أمَّا مَرحَلة ما بعد تسجيل الأغنية والتسويق لها وغيرهما من الأمور فلا أجيدها، فالإدارة موهبة لا أدّعيها.

> ومع ذلك تنتج ألبوماتك لنفسك، ألا يُعَد ذلك مفارقة كبيرة؟

- أفعل ذلك لأننى لا أرتاح لتدَخُلات المنتجين فى اختياراتى، وقد قمتُ قبل ذلك بتجربة التعاقد مع منتجين لإنتاج الألبومات، فكانت النتيجة خروجَها بشكل غير متناسق، لذلك فأنا «أنتج بدراعى» ولا أملك رصيدًا بالبنوك، وكل ما أقوم بادّخاره من أموال أستخدمه لإنتاج أغنيات جديدة.

> فلنَعُد إلى سؤالنا الأساسى.. فى رأيك ما الطريقة الصحيحة لمواجهة ظاهرة المهرجانات؟

- إذا فرضنا أننى فى موقع متخذ القرار، فلن يكون المنعُ سلاحى أبدًا لمواجهة الإسفاف الذى تقدّمه أغانى المهرجانات، فأنا ضد المنع فى الفن بشكل عام، وقد عاصرت واقعة قديمة أتى فيها المنع بنتيجة عكسية مثلما يحدث الآن، فعندما رفضت الإذاعة المصرية اعتماد «عدوية» كمطرب، قام المنتج «عاطف منتصر» صاحب شركة (صوت الحب) باستخدام الأمر كدعاية، بأن أنتج شريط كاسيت له بوصفه «الممنوع من الإذاعة»، مما تسبب فى تحقيق الألبوم لمبيعات فاقت مئات الأضعاف التى كانت ستتحقق إذا ما اعتمدته الإذاعة لديها.

> إذن؛ ما الحَلُّ الذى تراه مناسبًا فى رأيك؟

- أعتقد أن الرّقابة هى الحَل، فلا مانع من تحويل النقابة إلى ما يشبه لجنة الاستماع الخاصة بالإذاعة المصرية، على أن تُجاز كلمات أغنيات المهرجانات من خلالهم.

> ولكن؛ أليس هذا هو دور هيئة الرقابة على المُصنفات الفَنّيّة وليست النقابة؟

- لا أنكر هذا، ولكن الرقابة تجيز ما يحلو لها وتمنع ما يحلو لها، وقد كان لى موقف أخير مع الرقابة عندما قدّمتُ لهم أغنيتى الجديدة «موضوع حسّاس»، التى من المُقرّر طرحُها قريبًا، ففوجئت بأنهم يطالبوننى بتغيير عنوان الأغنية، فتواصلت مع المسئولين وسألتهم متعجبًا: كيف باللجنة التى أجازت كلمة (بوح وح) فى أغنية ما، معترضة على عنوان أغنيتى؟! فقيل لى لأن (بوح وح) كلمة من كلمات اللغة العربية!!

> بمناسبة لجنة الاستماع بالإذاعة.. مَن هم أعضاء اللجنة التى قامت باعتمادك وقت دخولك للفن؟

- مجموعة من كبار رموز الفن أصغرهم كان الراحل «محمد الموجى»، وأذكر أنى فاجأتهم بتقديمى «ليالى وموال»، وهى تيمة ارتجالية وليس لها لحن ثابت.

> هل فعلًا «قرار» على الحجار أقوى من «عبدالحليم حافظ»؟

- طبقات الصوت وجَودته وقوته نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى ليس لى أى دخل به.. ما أملكه هو تثقيف نفسى والعمل على اختياراتى.

> ما السببُ وراء استمرارك أنت و«محمد منير» و«عمرو دياب» تحديدًا، رُغْمَ توافُد الأجيال والتغيرات الفَنّيّة عليكم؟

- لأن كلّا مِنّا له اللون الغنائى الخاص به ومَدرسته التى رسخها وبناها طوال عمره الفنّى الطويل. فيجب على الفَنّان أن يكون له رسالته ومبدؤه ومشروعُه الفَنّى، فكلنا نُخطئ، ولكن حجم الأخطاء ليس بالكبير، فالفَنُّ بالنسبة للمُطرب مثل النَّفَس لو انقطع عن الغناء يموت.

> ما سِرُّ توقُّف مشروعك مع الفَنّان «محمد منير» الذى قيل إنه سيضم عملًا مسرحيّا، وأغانى مشتركة؟

- بالفعل، اتفقتُ مع «منير» على تقديم «دويتو» غنائى بعد النّجاح الذى حققناه فى الحَفلة التى قدّمناها سَويّا، وغَنَّى فيها كل منّا أغانى الآخر، ووعدنى أنه سينتهى من تسجيل أغنية (القاهرة ونيلها) مع «عمرو دياب» ثم نختار مشروع الدويتو المناسب، بالإضافة إلى عمل مسرحى كان من المُقرَّر أن يجمعنا معًا أيضًا، لكن المَشاكل الصحية التى ألمَّت به مؤخرًا، وتكرار سَفره إلى ألمانيا حال دون إتمام مشروعنا.

> بخلاف الدويتو مع «منير».. مَنْ مِن الفنّانين المتواجدين حاليًا على الساحة الفَنّيّة ترغب فى تقديم «دويتو» معه؟

- أتمنى تقديم «دويتو» مع «شيرين عبدالوهاب، وريهام عبدالحكيم، ومى فاروق، وآمال ماهر»، فجميعهن يمتلكن خامات صوتية قوية جدًّا، والدويتو معهن سيكون أمرًا مختلفًا.

> هناك عَدَدٌ من الأصوات النّسائية التى قدمتَ معها دويتوهات ناجحة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن لك تجربة غناء بمشاركة شيخة المطربات الشعبيّات «جمالات شيحة»، فكيف جاءتك فكرة التعاون معها؛ خصوصًا أنها وقتها كانت قد تجاوزت الثمانين من عمرها؟

- لم يكن الأمْرُ بمثابة «دويتو» بالمعنى الحِرَفى، ولكن الشاعر «محمد العسيرى» صاحب كلمات أغنية (قبلى) كتب بيتَيْن بالأغنية على لسان امرأة، واقترح علىَّ الاستعانة بها لأدائهما، ورُغْمَ كِبَر سِنّها وتعبها وقتها فإنها أدت أداءً رائعًا ورفضتْ الحصول على مقابل مادى، بل ارتجلت لى مَوَّالًا- مُجاملة منها- لابْنى بمناسبة زواجه.

> وماذا عن الأصوات الشّابّة الآن.. هل لفت نظرك أىٌ منهم؟

- بالطبع هناك الكثير، منهم «محمد عدوية، وأحمد جمال، وأحمد الحجار، ومحمد رشاد»، وهناك أصواتٌ عظيمة أكتشفها فى الحفلات التى أقيمها فى المحافظات المختلفة، فأنا أومِنُ جدّا بالمواهب الشابّة، ولا أنسَى أبدًا أن «بليغ حمدى» قدّمنى ولم يكن لى اسْمٌ، ولكنّه آمَنَ بموهبتى، لذلك أجد أن دورى أن أقدّم المَوَاهب التى تستحق، ولعل واحدًا من الأسباب التى جعلتنى أفوز بجائزة السُّلطان قابوس هو دعمى للمواهب الشابّة من خلال مَدرسة نشأتها لتعليم أصول الفن والموسيقى دون أن تهدف للرّبح.

> إذن؛ كيف تقيِّمُ برامج اكتشاف المواهب المنتشرة حاليًا؟

- بداخلى تقييمان عكس بعضهما البعض، فهذه البرامج ساهمت فى تحسين الذوق العام من خلال مشاركة الجمهور وكأنه لجنة تحكيم كبرَى يُسمَح لها باختيار الصوت المميز، ولكن المُشكلة أنها تهتم بالمكاسب التجارية التى تجنيها من خلال المسابقة، ولا تهتم برعاية المواهب التى تم اكتشافها بالفعل بعد انتهاء الموسم، رُغْمَ أن القنوات التى تقدّم تلك البرامج تمتلك المَقدرة المادية لدعم تلك المواهب وتقديمها فى أعمال فنيّة للسوق العربية.

> على ذِكْر جائزة السُّلطان قابوس.. ما شعورك عندما وجدتُ على وسائل التواصل الاجتماعى مجموعة من عُشاقك قرّروا تدشين حملة شعبية تدعو لمنحك جائزة الدولة للفنون؟

- سعدتُ بالتأكيد، لكن لدىَّ معلومة بأن الجائزة لم تُمنَح فى خلال الثلاثين عامًا الأخيرة لأى مطرب، ولا أخفيكم سرّا، فعلى قدر سعادتى بحصولى على جائزة السُّلطان قابوس على قدر ما حزنتُ بشدة وبكيتُ مثل الأطفال؛ لأن هذا التكريمَ لم يأتِ من بلدى، وبشكل عام؛ فإن الطرَبَ والغناءَ لا يَقلّ عن أى نوع آخر من الفنون التى تُمنح فيها الجائزة، ومطرب بحجم «محمد منير» مثلًا يستحق تلك الجائزة بتاريخه المُشرّف والكبير.

> لديك مشروع دشّنتَه منذ سنوات بعنوان (100 سنة غُنا).. هل لك أن تُطلعنا على تفاصيله، وأسباب تعثره حتى الآن؟

- المشروع عبارة عن إعادة تقديم أغانى التراث بمعالجة موسيقية معاصرة دون المساس باللحن الأصلى، وقد قدّمته لوزير الثقافة الأسبق «فاروق حسنى» بعد نجاح إعادة تقديم أغنية (دارى العيون) و(جفنه عَلّم الغَزَل)، وقد أرفقته بدراسة تشمل التراث المصرى بدءًا من «عبده الحامولى» ومرورًا بـ«الشيخ زكريا أحمد، وسيد درويش» وحتى عصر «بليغ حمدى»، وقال لى وقتها أنه معجب بالمشروع كثيرًا، ولكنه للأسف ظل حبيس الأدراج حتى يومنا هذا. وبالمناسبة يظهر هذا المشروع كيف صنع الغناء فى مصر على يد المشايخ، لأنهم يتهموننا بالكفر ويحرمون علينا الغناء.. هذا المشروع  كان سيحافظ على التراث ويساعد الأجيال الجديدة للاستماع لأغانى الكبار.. وقد قدمت له دراسة متكاملة بأجور الموسيقيين  بل تكلفة الإنتاج وقلت وما زلت أقول إننى لا أريد مقابلًا، لأنني أعتبره رسالة موسيقية.. وعلى مدار السنين الماضية ظهرت محاولات لإنجاز المشروع منها تقديمه بشكل مصور- كبرنامج - فى إحدى القنوات الفضائية ولكنه لم ينفذ.

> لديك أدوارٌ مسرحية مهمة تشكل علامة فارقة فى المسرح الغنائى، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات، والأفلام، لكنك توقفتَ منذ فترة عن التركيز فى التمثيل.. هل تعد نفسَك ممثلًا بالصّدفة، أمْ أن مشروعك الغنائى وإقامة الحفلات بشكل دائم لا يسمحان لك بالتفرُّغ للتمثيل؟ 

- أنا مُحب للتمثيل، وقدّمتُ أكثر من 33 مسرحية، معظمها مسرحيات غنائية وأغلبها استمر يُعرض على المسرح لسنوات عديدة، وخلال الفترة القليلة الماضية عُرضَ علىَّ أكثر من 6 أعمال مسرحية، ولكنى لم أتحمس لأى منها، فالأفكار تقليدية، والعروض لا يتم الإنفاق عليها بشكل جيد، وقد كان لى مؤخرًا تجربة مسرحية على مسرح الشارقة بعنوان (عناقيد الضياء)، وقد شاهدتُ بنفسى كيف يهتمون بالإنتاج المسرحى ليتحول العرضُ إلى الشكل العالمى، باستخدام تكنولوجيا متقدمة، لا تتوافر لدينا مع الأسف.

> وماذا عن السينما والتليفزيون؟

- أعترف بفشلى فى السينما؛ خصوصًا أننى قدمتُ فى البداية تجربتَيْن لم تلقيا النجاح المرجو منهما، وهما (المغنواتى) والذى كان أدائى به سيئًا جدّا، رُغْمَ كميّة النجوم المشاركين به، وموضوعه المهم، ولكنْ ظروف عرضه بعد تصويره بنحو 7 سنوات جعلت الجمهورَ لا يَقبل على مشاهدته، ويَعتبره فيلمًا قديمًا، أمَّا فيلم (أنياب) ففكرته الغريبة آنذاك جعلت الجمهورَ لا يتقبّله بشكل كبير، وهناك أفلامٌ لم تَلْقَ الفرصة لعرضها مثل فيلم (الفتى الشرير) الذى تم رفعُه من السينما رُغْمَ النجاح الذى حَققه، بالإضافة إلى فيلم (أيام الشر) الذى لم يُعرَض ولم يُسوَّق ولا أعرف السببَ، وفى الدراما عُرض علىَّ منذ 4 سنوات دورٌ فى الجزء الثانى من مسلسل (حدائق الشيطان) وقمتُ بسببه بإطلاق لحيتى استعدادًا للدّور وكنت متحمسًا جدّا لأننى كنت سأقدم شخصية رجُل شرير، تاجر سلاح، ولكن تم سَحبُ الدّور منّى بسبب مشاكل خاصة، ولم يُعرَض علىَّ بَعدها عملٌ جيدٌ فى الدراما يدفعنى للمشاركة به.

 

 

 

> بخلاف الألبومات الغنائية، فلديك رصيدٌ ضخمٌ من تيترات المسلسلات التى لاتزال محفورة فى أذهان الجماهير.

- فى البداية كان زملائى وأبناءُ جيلى ينتقدوننى ويقولون لى «خليك فى المسلسلات»، وبعد تراجُع سوق الكاسيت وتوقفها تقريبًا، أصبحوا يتسابقون لغناء التيترات. فأهمية هذه الأغانى أنها تعيش مع العمل ويُعاد الاستماع لها كلما يُعاد عرضُ العمل. وربما لا يتذكر لى أحدٌ من الأجيال الجديدة أغنيات مثل: (سمرة وبعيون كحيلة) أو (عارفة)، ولكنهم حتمًا يتذكرون لى تيترات مسلسلات مثل: (اللقاء الثانى)، (بوابة الحلوانى) أو (المال والبنون).

> هل تعاملتَ مع موهبة ابنك «أحمد» بنفس مبدأ والدك الذى كان رافضًا لدخولك مجال الفن؟

- أبى كان رافضًا دخولى للفن لخوفه علىَّ من معاناته، وعندما واجهته بأنه قام بتعليمى الفن وكان السببَ فى تعلقى به، قال لى أنه فعل ذلك لأن تذوُّق الفن يرفع شأنَ ومستوَى أى عمل سأقوم به بعد ذلك، فالطبيبُ المتذوق للفن أكثر حرفيّة من الذى لا يفقه فيه شيئًا، ولكنى كنتُ على عكسه مع «أحمد» الذى ظهرتْ موهبته منذ كان فى السادسة من عمره، فشجعته، وعندما كبر فكّر فى البداية الالتحاق بمعهد السينما، لكن لم يتم قبوله بسبب عداء شخصى لى أنا، ثم التحق بمعهد الموسيقى وبعده حصل على منحة فى أمريكا لاستكمال الدراسة هناك. وأنا بشكل عام سعيدٌ بمواهب أولادى، فـ«إبراهيم» يدرس حاليًا فى معهد السينما، و«بثينة» شاركت فى العمل كممثلة، ولكنها لم تُكمل فى المجال، وابنتى الكبيرة «مشيرة» درست الرسوم المتحركة، لكنها غيرت مجال عملها.

> كل المطربين لديهم ما يُعرف بالـ(fans) أو الألتراس، إلّا «الحَجّار» لديه (العائلة الحَجّاريّة) الذين يُكوّنون مجموعات على الفيسبوك وعلى أرض الواقع من خلال الحفلات، للدرجة التى أصبحوا فيها عائلة واحدة.. كيف ترى ذلك؟

- سعيدٌ جدّا بتفاعُل الجمهور، وتجمُّعهم معًا، ففكرة (العائلة الحَجّاريّة) بدأتْ من جمهور حفلاتى بساقية الصاوى، التى قدمتُ فيها حفلات شهرية على مدار 13 عامًا، فوجدتُ أن عددًا كبيرًا من الجمهور أصبحوا يعرفون بعضَهم، وأعرفهم أنا بشكل شخصى، لذلك أصبحنا عائلة.

 

 

 

 

أعد الندوة للنشر: هبة محمد على - آية رفعت

 

حضرالندوة: طارق مرسى - شيماء سليم - سمر فتحى - آلاء شوقى

 

تصوير: منة حسام الدين