الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بايدن إلى الأبد!!

لو أن الانتخابات الأمريكانى كانت ديمقراطية بحق وحقيقى لشاركت شعوب الأرض فى اختيار زعيم أكبر قوة سياسية على وجه البسيطة.. لكن الشعب الأمريكانى قام بالواجب.. واختار بايدن.. مع أن هناك من يزعم بيننا أن ترامب هو الأفضل.. على اعتبار أن الجمهوريين تاريخيا أكثر رأفة بأحوالنا من الديمقراطيين.. وهو زعم خاطئ لأن أحوالنا سوف تكون أفضل فعلا لو اعتمدنا على أنفسنا بدلا من الاعتماد على الغير وتسليم أوراقنا للخواجة.



 وإسرائيل الناصحة حققت مع ترامب الكثير من المكاسب لم تكن تحققها مع أى رئيس أمريكى آخر.. ومع هذا مارست الحيلة.. ومعظم أصوات اليهود الأمريكان ذهبت إلى المنافس بايدن.. لأن إسرائيل وجدت أن ترامب ورقة محروقة ومن الأفضل الاستفادة من رئيس طازة وعلى مية بيضا..!!

والحكم يختلف عن دعايات الانتخابات.. والبعض يتصور أن أمريكا سوف تعصب عينيها وهى تمارس الحكم وتتصرف كما صورتها الدعايات الانتخابية.. وهى الدولة الأكثر كلاما عن حقوق الإنسان.. وتصور البعض أنها سوف تدافع عن حقوق الإنسان المنتهكة على يد إسرائيل.. لكن أمريكا شفاها الله تعانى الشيزوفرينيا أو مرض ازدواج الشخصية والعياذ بالله.. هى تستخدم المبادئ فى الدعاية الانتخابية وحتى الوصول إلى كرسى الحكم.. وهى قد تعودت فأدمنت الوقوف فى الخندق الإسرائيلى فى مواجهة العرب.. بدليل أنها تقف فى وجه المصالح العربية المشروعة وهى تعارض باستمرار فى ظل وجود الرئيس الديمقراطى أو الجمهورى.. تعارض جميع القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة بغرض إنصاف الشعب الفلسطينى ولا تنس سعادتك أنها تجيد استخدام الفيتو لصالح إسرائيل.

ومن الواضح إذن أن خطاب المبادئ لا يستخدم خارج صناديق الانتخاب.. وقضايا العدل وحقوق الإنسان ليست هى الهدف، وإنما هى لعبة تلعبها أمريكا.. سواء فى وجود الرئيس الديمقراطى أو الرئيس الجمهورى.. فإذا كانت حقوق الإنسان منتهكة فى دولة من دول المحاسيب.. فإن أمريكا تغض البصر وتتحلى بأصول الصبر الجميل.. أما لو كانت الحقوق منتهكة فى دولة من الدول التى لا تسمع الكلام.. فيا داهية دقى.. سوف تعلن أمريكا الحرب والحصار وتقول كلاما تخينا عن الأصول والمبادئ وحقوق الإنسان هو منطق فاسد يفضح أمرها ويضعها فى الخندق المعادى لنا.. سواء كان الرئيس ديمقراطىًا أو جمهوريًا! ومع هذا كله.. فلا ينكر منصف أن لبعض رجال السياسة تأثيرا على حركة التاريخ.. بما يعنى ويؤكد أن الشخص الأحمق أو الجاهل فى موقع المسئولية.. يمكن أن يقود الدنيا كلها إلى الهلاك.. وخذ عندك جورج بوش الابن كمثال واضح..!

ومع أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل فى عهد الرئيس كلينتون أو فى عهد الرئيس أوباما.. كانت أحسن من السمن على العسل... إلا أن العلاقة بين أمريكا والعرب لم تكن سيئة.. وكان كلينتون مثلا منحازا لإسرائيل.. لكنه كان حريصا على مغازلة العرب وعدم إغضابهم بفضل السياسة الناعمة التى انتهجها.. عكس سياسة القبضة الحديدية التى تبناها بوش الابن أو دونالد ترامب.. والتى وضح فيها انحياز أمريكا لإسرائيل دون قيد أو شرط وأن قضايا العرب ليست على قائمة الاهتمامات الأمريكية!

ومع أن العرب يفضلون دائما المرشح الديمقراطى.. على اعتبار أن مواقف كارتر وكلينتون وأوباما معنا كانت معتدلة نسبيًا مقارنة بمواقف ريجان وبوش الأب والابن ثم دونالد ترامب بعد ذلك.. وهو الرئيس الذى ابتز دول الخليج للحصول على مئات المليارات دون وجه حق.. بما ساهم فى تشكيل الصورة القاتمة للمرشح الجمهوري!

الانتخابات الأمريكانى وضعت أوزارها.. وفاز بها بايدن الديمقراطى على ترامب الجمهورى والكاوبوى الذى افتقد الخبرة والحس السياسى والوعى بأحوال العالم.. ولسان حال العرب الآن يقول بوضوح.. بايدن إلى الأبد!!