رحيل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات

تُوفى صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين السابق، وأحد أبرز المتحدثين الفلسطينيين فى الإعلام الغربى خلال الانتفاضة الثانية، فى رام الله فى الضفة الغربية المحتلة، عن عمر يناهز 65عامًا، فى مستشفى هداسا الإسرائيلى بالقدس، من جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد. وتزامنت مراسم تشييع الجثمان  الأربعاء الماضى مع إحياء الذكرى السادسة عشرة لرحيل الزعيم الفلسطينى التاريخى ياسر عرفات.

وُلد صائب عريقات فى 28 أبريل عام 1955 فى مدينة أريحا بالضفة الغربية، وكان السادس من بين سبعة إخوة وأخوات لأسرة تنحدر من بلدة أبو ديس، شرقى مدينة القدس. بعد أن أنهى المرحلة الثانوية فى أريحا، سافر إلى الولايات المتحدة وحصل على شهادتى البكالوريوس والماجستير فى العلوم السياسية من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979. ثم سافر إلى المملكة المتحدة وحصل على شهادة الدكتوراه فى دراسات السلام والصراع عام 1983، من جامعة برادفورد شمالى إنجلترا. بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، عاد عريقات إلى مدينة نابلس فى الضفة الغربية، وعمل محاضرًا للعلوم السياسية فى جامعة النجاح الوطنية. كما عمل أيضًا صحفيًا فى هيئة تحرير صحيفة القدس الفلسطينية.

دشَّن عريقات فى عام 1983، برنامجًا للتبادل الأكاديمي، للحوار بين الأكاديميين الفلسطينيين والإسرائيليين إيمانًا منه بأن المفاوضات وسيلة وحيدة لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلي.وفى عام 1991، أصبح نائب رئيس الوفد الفلسطينى إلى مؤتمر مدريد وتابع المحادثات اللاحقة فى واشنطن بين عامى 1992 و 1993.

وفى عام 1994، تم تعيينه وزيرًَا للحكم المحلى فى السلطة الوطنية الفلسطينية وكذلك رئيسًا للوفد الفلسطينى المفاوض.

وفى عام 1995، شغل عريقات منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين خلال مفاوضات أوسلو، والتى لعب خلالها دورًا بارزًا التى تمخضت عنها اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، وظل كبير المفاوضين من عام 1995 إلى عام 2004.ثم انتخب عضوًا فى المجلس التشريعى الفلسطينى عام 1996 ممثلًا عن أريحا. ولعب صائب عريقات بعد اختيار المجلس التشريعى الفلسطينى لمحمود عباس فى 2003 ليكون رئيس الوزراء الفلسطينى الأول، تم تعيين عريقات فى منصب رئيس دائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية. وكان عريقات يعتبر من المقربين من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.

وأُصيب  صائب عريقات بنوبة قلبية عام 2012، وفى عام 2017 خضغ لعملية زراعة رئة فى الولايات المتحدة. كان الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات يطلق على صائب عريقات بـ«شيطان أريحا»  نظرًا  لقدرته الكبيرة على المناورة وإتقان «اللعبة السياسية»  وإتقانه بمهارة الخروج بحلول ومواقف من أجل القضية الفلسطينية.

وكان عريقات يحظى باحترام وإعجاب الكثيرين من الفلسطينيين وخاصة الرئيس محمود عباس وحركة فتح.عندما تم ترشيح محمود عباس لشغل منصب رئيس الوزراء الفلسطينى فى أوائل عام 2003  كان من المقرر أن يكون عريقات وزيرًا للمفاوضات فى الحكومة الجديدة، لكنه سرعان ما استقال بعد استبعاده من وفد المفاوضات. وتم تفسير ذلك على أنه جزء من صراع فلسطينى داخلى على السلطة بين عباس وعرفات.أعيد تعيين صائب عريقات فى وقت لاحق فى منصبه وشارك فى مؤتمر أنابوليس عام 2007.

وفى عام 2009، عيَّنه الرئيس الفلسطينى محمود عباس رئيسًا للوفد الفلسطيني. لكنه قدم استقالته بعد تحقيق السلطة الفلسطينية فى قضية تسريب وثائق مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط التى حصلت عليها قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية فى فبراير 2011 وبثتها على التليفزيون فى برنامج «الوثائق الفلسطينية» فى سلسلة مكونة من أربع حلقات وثائقية باللغة الإنجليزية.لكنه سرعان ما عدل عن قراره وتراجع عن استقالته.

وفى عام 2006 ، انتخب عضوًا فى اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح)، وهى أعلى هيئة قيادية فى الحركة، ثم أصبح فى عام 2009، عضوًا فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ألّف صائب عريقات تسعة كتب سياسية، أبرزها «الحياة مفاوضات» الذى صدر عام 2008، و «بين على وروجز» عام 2014.