الثلاثاء 10 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
 يعرفوننا من أخلاقنا

يعرفوننا من أخلاقنا

 لا يمكن لأى مسلم يعيش على ظهر الأرض أن يقبل إهانة النبى محمد «ص» أو أى نبى من الأنبياء، فهذا الأمر يمثل خطا أحمر فى قلب كل مسلم بحيث يعد تجاوزه إهانة للإنسان فى أعز ما يعتقده ويكون شخصيته وهى إيمانه بالله وبرسالة هذا الرسول العظيم وأنه هو الدليل الهادى الذى يوصله إلى الله عز وجل . 



 وهذه المسألة تتعلق بكيان الإنسان  واختياره للدين الذى يؤمن به، ولذلك فإن  المساس بهذا الأمر سواء كان عن طريق  إهانة الرسول «ص» أو الدين على وجه العموم يعتبر مساسًا بكرامة الإنسان التى هى أعز ما يتمسك  به بغض النظر عن مستواه العقلى أو المهنى أو الدولى  أو أى اعتبار آخر، ولهذا لا يقبل  فى هذا المجال أن يقال أننا أمام حرية التعبير لأن حرية التعبير لا يمكن أن تقوم على حساب كرامة الإنسان المتمثلة فى اختياره للنبى الذى يؤمن به . 

 إذا ما قارنا مصلحة حرية التعبير بكرامة الإنسان الذى يطعن فى دينه وجدنا  أن حماية هذه المشاعر الدينية أقوى فى الشرع  وفى القانون وفى المواثيق الدولية من حرية التعبير، بل إن حرية التعبير  يجب أن تكون خادمة لكرامة الإنسان لأن الحقوق تتضافر ولا تتنافر وتتماسك ولا تتضارب، ومع ذلك فإن هذا المساس لو حصل لا يمكن أن يكون الرد عليه بأقبح من الذنب وما من شك فى أن قتل النفس التى حرمها الله عز وجل وعصمها يمثل مخالفة جسيمة لمبادئ النبى الكريم «ص» ولهذا فإن ممارسة القتل ردًا على إهانته تمثل مخالفة لهديه وهى أشد عنده وعند الله من جريمة إهانته . 

 ولأن إهانة النبى «ص» ليست وليدة اليوم بل هى وليدة الأمس ومنذ بداية نزول القرآن، حيث لاحقه المشركون بالإهانات والأذى  ومع ذلك أمره  الله بالصبر والصفح الجميل كما طمأنه ربه أنه هو الذى سيرد عنه كيد المستهزئين مصداقا لقوله تعالى «إنا كفيناك المستهزئين».

وما حدث من رد فعل جامح لذوى الأفكار المتشددة يمثل مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام التى تدعو  إلى حفظ الدماء وشيوع الأمن فى المجتمعات والكف عن صناعة الفتن، ونظرا لأن هذا الموضوع متكرر وإشعال  نار الفتنة به بين الشعوب متكررة ومتجددة فمن الواجب على الضمير الإنسانى أن يبحث عن حل يقطع دابر تلك الفتنة وذلك عن طريق ميثاق  دولى أو قانون دولى  يجرم التطاول على الأنبياء جميعا ويجعلها بعيدة عن التطاول وتحريم الخوض فيها لأى سبب كان حتى ولو كان تحت شعار حرية التعبير. >