السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«إردوغان- تميم» قمة «المتعوس» وخائب «الرجا»

عادت الأزمة القطرية إلى الواجهة مجددا، بعد تولى الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد مقاليد السلطة فى الكويت خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذى اتخذت بلاده فى عهده دورا محايدا، ولعب هو دور الوسيط أملا فى حلحلة الأزمة القطرية التى دخلت عامها الرابع دون تحقيق أية نجاحات تذكر، أو حتى مجرد تحريك محدود فى جهة محاولة تقريب وجهات النظر بسبب تمادى الدور القطرى فى دعم الإرهاب، والتصعيد الإعلامى ضد مصر والسعودية، وتحالفها الاستفزازى مع تركيا وإيران وتنظيم الإخوان الإرهابى.



 

فى العلاقات بين دول الخليج التى يضمها مجلس التعاون الخليجى توجد تفاصيل دقيقة متغلغلة، وهياكل اجتماعية وسياسية وبنيوية متشابكة، ونقاط تحول لا يلاحظها إلا المتابعون والمهتمون بالشأن الخليجى، وفى عوالمنا العربية تلعب الأقدار والعلاقات، وربما العواطف، دورا حاسما فى صيرورة الأحداث، ومن يتتبع ويتفحص دروب ومنحنيات التاريخ سوف يلحظ دون عناء شواهد لا حصر لها لأقدار غيرت مسار ومجريات الأحداث، لذلك توقف البعض من هؤلاء ونحن منهم فى مجلة «روز اليوسف» أمام التحولات القدرية التى جرت فى دولة الكويت انتظارًا للدور المحورى التصالحى الذى يمكن أن يلعبه الأمير الجديد الذى لم تصدر عنه حتى كتابة هذه السطور (ريثما ينتهى من أولويات ترتيب البيت الكويتى) أية إشارات واضحة، أو ملامح يمكن البناء عليها لخارطة طريق أو مبادرة جديدة، ربما قد توضح هل سيمضى الشيخ نواف الأحمد على نهج سلفه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح الذى اختار الوساطة رغم افتقادها مقومات النجاح.

وجهنا سؤالاً مباشرًا لشخصية خليجية نافذة رفيعة المستوى عن فحوى وجود مصالحة مع الرباعى العربى، أجاب بأن تركيا وقطر وصلتا إلى قناعة تامة بأن التحالف المصرى السعودى الإماراتى هو تحالف لا يمكن هزيمته، وأن الصلح الذى تريده قطر وتركيا، أو إذا شئت سمه المهادنة فى هذه المرحلة، تفيد الثالوث القطرى التركى الإخوانى، خصوصا بعد الفشل الذريع لمحاولات مظاهرات بث الفوضى فى مصر، الشهر الماضى، لذا تلوح فى الأفق إشارات قطرية تركية تدعى رغبتها فى إجراء مصالحة مع الدول الثلاث، مصر، السعودية، والإمارات، لكن المعضلة الرئيسية تكمن وفقا للشخصية الخليجية النافذة أن قطر وتركيا والإخوان لا عهد لهم ولا ثقة بهم، لذا نرى بوضوح ونلحظ دون عناء أن التناقض والغدر واللا مبادئ هى صفات أصيلة للتحالف القطرى التركى الإخوانى.

وردا على سؤال لـ«روزاليوسف» عن مضامين الزيارة الأخيرة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى الدوحة، قال: كما تقولون فى المثل المصرى «اتلم المتعوس على خايب الرجا»، ذهب أردوغان إلى تميم ليطلب منه مزيدا من الدعم المالى ولكن قطر التى قدمت له ما يقرب من 25 مليار دولار فى أقل من أربع سنوات بالكاد تستطيع أن تسد العجز فى ميزان مدفوعاتها، ولم تعد تملك من الخيارات لتمويل احتياجاتها الداخلية، فإذا أراد تميم أن يستجيب لضغوط أردوغان فليس أمامه إلا خيار من اثنين، كل منهما مر، فإما أن يستدين، أو يرهن استثمارات قطر الخارجية.