
محمد جمال الدين
معركة الوعى
فى الندوة التثقيفية الـ32 التى تزامنت مع احتفال مصر بمرور 47 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة، أصاب الرئيس السيسى كبد الحقيقة عندما قال: إن هناك من يسعى لهدم مصر وتدميرها.. الرئيس لم يسم من يسعى لهدم مصر، ولكن القاصى والدانى يعرف أن هناك دولًا بعينها تسعى لتحقيق هذا الهدف، وكذلك هناك أفراد (بعضهم وللأسف ينتمى إلى مصر اسمًا فقط)، الدول التى أعنيها أنا على يقين أن منهج وسياسة دولتنا كفيل بكشفهم أمام العالم كله، أما الأفراد فسوف يكون حسابهم من المصريين عسيرًا، وقتها لن يفلح معهم جميع أنواع المساندة من الدول التى تضمر لنا الشر وتتربص بنا، وكذلك لن تنفعهم حروب الجيل الرابع أو الخامس أو حتى العاشر فى النيل منا، بفضل إيمان ووعى وصمود شعبنا العظيم، الذى كشف جميع حيل وحملات الكذب والتشكيك والتضليل التى تمارس فى حقه ليل نهار، من قبل دول ترعى الإرهاب والإرهابيين، وخونة لمصر فى الداخل والخارج يسيرون فى جل الاتجاهات، مرة بأكاذيبهم وادعاءاتهم وتشكيكهم فى جل إنجاز يتحقق على أرض الواقع، ومرة عن طريق طرق باب المصالحة ونسيان الماضى إعمالًا لمبدأ (عفا الله عما سلف) وهو المبدأ الذى نجح معهم من قبل وأعادهم إلى الحياة، ولكن أبشرهم وأقول لهم إن هذا الطريق تحديدًا لم يعد يصلح الآن عقب ما ارتكبوه من جرائم قتل ونهب وسرقة وبيع لأسرار الوطن الذى خانوه منذ تولى رجلهم غير المأسوف عليه مقعد الحكم، فملكة الوعى عند المصريين أكبر بكثير مما يعتقدون عندما يتعلق الأمر بوطنهم، هذه الملكة تعد الوسيلة الأساسية التى من خلالها سنتمكن من مواجهة قوى الشر والظلام التى تستهدف شعبنا لينقلب على دولته، ومع هذا يجب تنميتها يوميًا وجل ساعة وجل دقيقة، لأنها تعد بمثابة المعركة التى يجب ألا نخسرها قط، لأن منهج إثارة الفوضى وعدم الاستقرار والتخريب وهدم أركان الدولة الذى ينتهجه هؤلاء (دول أو أفراد) ويسعون لبثه داخل قلوبنا من خلال عملائهم فى الخارج أو الداخل، وبمساعدة من لجانهم الإلكترونية التى احتلت مواقع التواصل الاجتماعى هو ما يسعون إليه، وبوعى المصريين وإيمانهم بقيادتهم وقدراتهم لن يكتب لها النجاح، على الرغم من الضغوط الاقتصادية التى تواجه العديد من الأسر المصرية، التى شاهدت على أرض الواقع عملًا وإنجازات تتحقق رغم هذه الضغوط، كان من المستحيل أن ترى النور خلال هذه الفترة الوجيزة، فما يتم حاليا من عملية بناء وتنمية لم تشهده مصر من قبل على مر تاريخها، بداية من تشييد أكثر من مليون و700 ألف وحدة سكنية، سترت جدرانها أكثر من تسعة ملايين مواطن مصرى من النوم تحت سقف العشوائيات، وإنشاء شبكة طرق وكبارى فى أربع سنوات فقط ربطت أطراف مصر كلها، تزامن معها حفر أنفاق أعادت الحياة إلى سيناء، هذا بخلاف إنشاء محطات طاقة كهربائية وشمسية أغنتنا عن حالة انقطاع التيار الكهربائى التى عانى منها جميع المصريين فى فترات سابقة، ولا نغفل الاهتمام بالصحة العامة للمواطنين، ففى زمن قياسى تم علاج 1,5 مليون مواطن من مرض ينهش أكبادهم فوصلت مصر للعالمية فى علاج هذا الداء، كما تم إطلاق حملات ومبادرات صحية أخرى لعلاج ومكافحة أمراض علاج ضعف البصر المبكر والتقزم والسمنة والأنيميا لأولادنا، يحدث جل هذا فى نفس الوقت الذى لم تتوان فيه الدولة المصرية عن مكافحة الإرهاب والفساد.. إنجازات كثيرة لا تُعد ولا تحُصى ومبادرات إصلاح فى الاقتصاد والصناعة والزراعة والتعليم وغيرها تكفينا شر العوز ومد اليد، وهذا ما لا يعجب قوى الشر والظلام التى لا تريد الخير لمصر ولشعبها، ولكن بفضل وعى المصريين بما يحيط بالوطن من مؤامرات سيتحقق الأمن والاستقرار الذى سيتلازم معه مزيد من الإنجازات والتقدم.
وأخيرًا أود أن أقول أن معركة الوعى التى نخوضها حكومة وشعبًا تعد معركة فاصلة، لا تقل بأى حال من الأحوال عن معركة حرب أكتوبر التى استرد فيها شعبنا كرامته، لذلك يعد النصر فيها أمرًا حتميًا ولا بديل عنه تحت أى ظروف، وحتى نكسب هذه المعركة لا يجب أن نكتفى فقط بالتنبيه المتواصل أو التحذير المستمر لا بُد وأن يتاح قدر من حرية الرأى والتعبير مع ضرورة أن تتوافر حرية فى تناول العمل السياسى، حتى نضمن أن يكون هناك تعديل سريع أو علاج لأى مشكلة طارئة قد تظهر على السطح.