الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رحل عن حياتنا «رجل عظيم»

رحل عن حياتنا «رجل عظيم»

رحَل عن حياتنا رجُلٌ ليس ككل الرجال، رجُل كرّث حياته كلها من أجل النجاح، والتفوق، والتميز، ونشر فلسفة أن نجاح الفرد أو الجماعة هو نجاح للوطن، نجاح للأمة.



كان «محمد فريد خميس» ابن الطبقة الوسطى الذى استطاع بمجهود فردى أن يبنى إمبراطورية عظيمة من أحلامه.

 

لقد حقق حلمًا كان خاطرًا، ثم احتمالًا وأصبح حقيقة لا خيالًا (هكذا كتب شاعرنا الراحل العظيم حافظ إبراهيم) حينما تحدّث عن مشروع « السد العالى» وتغنت بها «أم كلثوم» العظيمة بألحان الراحل العظيم « رياض السنباطى».

هكذا كان «محمد فريد خميس» رجُلًا حالمًا بمصر وبمشروعها العظيم فى التنمية والازدهار. وكان اختياره لصناعة «السجاد الميكانيكى» الذى وضع أساس مصنعه فى مدينة « العاشر من رمضان» عام 1979م، ترخيص رقم (1) فى هذه المدينة الصناعية العظيمة التى اختار موقعها الراحل الكبير الرئيس «محمد أنور السادات» وكلف بإنشائها العظيم أطال الله عمره المهندس الكبير « حسب الله الكفراوى» الذى أطلق على «محمد فريد» لقب (فورد) نسبة إلى رجل الأعمال الأمريكى صاحب مشروعات السيارات ( فورد) فى الولايات المتحدة.

كان «محمد فريد» هو رأس الحَربة فى التنمية فى هذه المدينة الصناعية الناشئة وترأس أول جمعية للمستثمرين فى مصر وهى جمعية مستثمرى «العاشر من رمضان»، ومنها إلى رئاسة اتحاد الصناعات المصرية لكى تشارك الحكومة المصرية تحت قيادة المرحوم الكبير الأستاذ الدكتور/عاطف صدقى وزملائه الدكتور/الرزاز فى المالية والدكتور/ يسرى مصطفى فى الاقتصاد، والمهندس/ محمد عبدالوهاب فى الصناعة؛ لكى يُشكلوا مجموعة وضع أسُس الإصلاح الاقتصادى فى مصر فى أوائل الثمانينيات.

كان «محمد فريد» جامعًا للناس وكان قائدًا، وزعيمًا صناعيّا، ووطنيّا، كان حوله يُثار الجدل الشديد حول مَن يتولى إدارة المنظومة الاقتصادية والصناعية (قطاع خاص) وانتقال السُّلطة من القطاع العام فى السوق المصرية إلى قطاع جديد.. كان محاربًا من النوع الفريد فى مواجهة الصعاب والمشاكل.

كان «محمد فريد خميس»، بجانب كل ذلك، إنسانًا طيبًا، محترمًا، وقريبًا من الغلابة فى مصر، أتذكر حينما صحبته معى لصلاة الجمعة فى السيدة «نفيسة» فى إحدى المَرّات وعرفه الناس، وكاد يضيع بين إياديهم ليتخاطفوه بالسلام عليه والقُبُلات والدعاء له.

كان الله يرحمه ذا نظرة ثاقبة للمستقبل، أقام مصانعه فى مدينة «دالتون» بمدينة «أطلانطا ولاية جورجيا «بالولايات المتحدة الأمريكية» لكى ينافس صُناع السجاد الأمريكان فى عُقر دارهم.

وذهب إلى «الصين الشعبية» لكى ينشئ مصنعًا آخر لكى يقترب من الأسواق فى «آسيا»، ولم يقف «محمد فريد» عند صناعة السجاد دون أن يَخلق صناعة للخامات الأساسية لهذه الصناعة، فأنشأ مصانع «للبتروكيماويات» وإنتاج الخام الأساسى للسجاد ( البلوبروبلين) فى شمال غرب خليج السويس، ثم فى بورسعيد.

وحينما أراد أن يفتح مصانع للشباب والخريجين أنشأ أكاديمية الشروق، والجامعة البريطانية فى مصر، وكان يقول لى دائمًا هذا أملنا فى إنتاج شباب متعلم وقوى فى مواجهة سوق العمل سواء فى مصر أو فى الخارج.

كان «محمد فريد» رحمة الله عليه شخصية كاريزمية، نختلف معه أو نتفق لكن لا يمكن أن يكون بعيدًا عن المَشهد اليومى فى حياتنا.

وحياتى أنا خاصة منذ أن تعرّفت عليه عام 1981م، بداية حياته العملية فى مصر بعد عودته من « الكويت».

رحم الله «محمد فريد» رحمة واسعة.