الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مسيرة الإخوان.. من قطب التكفير إلى مرشد الضلال

مسيرة الإخوان.. من قطب التكفير إلى مرشد الضلال

لا يختلف اليومُ عن البارحة، هذا هو حال جماعة الإخوان الإرهابية الآن وليس الأمس، فجرائمهم تتزايد وأكاذيبهم تتفاقم وعشقهم للدماء لا حدود له، وحلمهم بالوصول إلى السُّلطة هو الغاية والأمنية والدين، وعدا ذلك جل شىء متاح، بداية من تأويل وتحريف النصوص لتصب فى صالحهم، مرورًا باختلاق الأكاذيب وإرهاب المجتمع وتكفير الآخر، مستغلين فى ذلك الدين للتأثير على عواطف المصريين، وصولًا إلى ارتكاب جرائم القتل والاغتيال فى حق مَن يقف فى طريقهم، وذلك بتحالفهم مع كل مَن يضمر الشر بمصر وشعبها حتى يتحقق مبتغاهم، لذلك تحديدًا لم أجد هناك أدنى فرْق بين سيد قطب صاحب أكبر تأثير فكرى وتنظيمى فى جماعة الإخوان وصاحب كتاب «معالم فى الطريق» الذى أسّس للإرهاب والفكر المتطرف لدى أعضاء الجماعة، والذى بشّرَ من خلاله بضرورة عودة التنظيم الخاص للحياة مرّة أخرى، المتخصص فى استخدام العنف والسلاح ووضع قوائم لاغتيال مَن يقف فى وجه الجماعة، التى كان من ضمنهم جمال عبدالناصر شخصيّا.. وبين محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان عقب اعتقال المرشد محمد بديع، الذى قُبض عليه مؤخرًا؛ حيث يُعد المسئول الأول عن تأسيس الجناح المسلح بالتنظيم الإخوانى الإرهابى، والمشرف على إدارة العمليات الإرهابية والتخريبية، التى ارتكبها التنظيم بالبلاد عقب ثورة 30يونيو 2013م، بخلاف كونه صاحب الكلمة الأولى فى الجماعة نظرًا لطبيعة دوره الذى كان يقوم به داخل التنظيم، لدرجة وصلت إلى حد الإطاحة بالنائب السابق للمرشد الدكتور محمد حبيب، وكان يدير ويُحرّك العديد من العمليات التخريبية والإرهابية بعد ثورة 30يونيو، وتورَّط فى العديد من الحوادث الإرهابية، منها حادث اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات عام 2015م، وحادث اغتيال الشهيد عماد طاحون فى العام نفسه، كما تورَّط فى حادث اغتيال الشهيد العميد أركان حرب عادل رجائى عام 2016م، ومحاولة اغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز، النائب العام المساعد الأسبق عام 2016م، وحادث تفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام خلال شهر أغسطس عام 2019م، كما تولى الإشرافَ على الكتائب الإلكترونية الإخوانية التى تتولى حرب الشائعات وإعداد الأخبار المفبركة لإثارة البَلبَلة وتأليب الرأى العام، هذا بخلاف توليه مسئولية إدارة حركة أموال التنظيم، وتوفير الدعم المالى له وتمويل كل أنشطته، وسبق أن حُكم عليه غيابيّا بالإعدام والمؤبد فى العديد من القضايا الخاصة بالعمليات الإرهابية وتحركات التنظيم الدولى.. هذا بعض من جرائم أهم عضويْن من أعضاء الجماعة الإرهابية، ووضح من خلال نشاط وأفكار كل منهما مدى خطورة ما تم ارتكابه فى حق مصر وشعبها، رُغم الفارق الزمنى والظروف التى كانت تحيط بهما، فالفكر والهدف واحد لدى كليهما، ويُنفذان وبدقة فكر مؤسّس الجماعة حسن البنا الذى يقر فى رسالة «المؤتمر الخامس» التى تضمنها كتاب (مجموعة رسائل الإمام الشهيد)، التى تُعد من أخطر الرسائل والأكثر وضوحًا لمنهج وفكر الجماعة الإرهابية وإقرارًا بالعنف والإرهاب وإهدار الدم، إذْ يكشف عن استعداده ليقتحم عنان السماء، ويغزو كل عنيد جبّار حسب وصفه.. يقول «البنا» نصًّا: وفى الوقت الذى يكون منكم، معشر الإخوان المسلمين، ثلاثمئة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحيًّا بالإيمان والعقيدة، وفكريًّا بالعلم والثقافة، وجسمانيًّا بالتدريب والرياضة، فى هذا الوقت طالبونى بأن أخوض بكم لجج البحار، واقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعل إن شاء الله. وفى رسالة (التعاليم) التى تشغل موقعًا مُهمًّا من الخطورة بين رسائل «البنا» الخمس والعشرين، يعترف «البنا» بأن الإخوان سيستخدمون القوة، ويلجأون إلى العنف، عندما يقف المجتمع فى وجههم ويرفض اتباع تعاليمهم وطريقتهم فى الحُكم. مؤكدًا أن الإخوان سيلتزمون بواجبهم الأخلاقى، من وجهة نظره، فى أن يوجهوا إنذارًا إلى المجتمع قبل أن يضربوا ضربتهم ويمضوا فى طريق العنف لتحقيق مطالبهم وإخراج المجتمع من الظلمات إلى النور وفق رؤيته، لذلك قاموا باغتيال «النقراشى» قديمًا لإصداره قرارًا بحل الجماعة، واغتيال القاضى «أحمد الخازندار» لأنه كان يُصدر أحكامًا متعسفة ضدهم (حسب ما يدّعون) مثلما اغتالوا حديثا نائب عام مصر الأسبق الشهيد «هشام بركات»، تلك تعاليم وقواعد مرشد الإخوان الأول التى توالت بَعد ذلك مع غيره من المرشدين اعتمادًا على مبدأ السمع والطاعة الذى لا خروج عليه، والتى اعتمدها ونظر لها سابقًا سيد قطب فى الماضى ويوسف القرضاوى فى الحاضر وأخذ بها محمود عزت مرشدهم الأخير، الذى من المؤكد أن سقوطه ووقوعه فى يد الأمن قد أنهى دور جماعته إلى الأبد ولن تقوم لها قائمة مرّة أخرى؛ لأن مصر وشعبها المسالم لن ينسوا قط ما ارتكبته هذه الجماعة.